منذر آقبيق لـ”إيلاف”: جنيف الساحة الوحيدة المتاحة أمام السوريين للحل

اعتبر منذر آقبيق، الناطق الرسمي لتيار الغد السوري، أن الساحة الوحيدة المتاحة أمام السوريين للحل الآن هي العملية السياسية في جنيف، وذلك بعد عودة أنباء استئناف المباحثات الأميركية الروسية في جنيف حول سوريا بحضور مسؤول الشرق الأوسط في البيت الأبيض روبرت مالي والدبلوماسي الروسي المخضرم ألكسندر لابرنتييف، بتكليف من الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأكد آقبيق في حديث مع موقع “إيلاف” أن المرجعيات مثل بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة هي في مصلحة التغيير الديمقراطي في سوريا، ويجب استثمار تلك المرجعيات عن طريق النضال السياسي. أما عسكريًا، فقال “إن اتفاق الهدنة يسمح لفصائل المعارضة بالرد على خروقات النظام، وهذه هي قواعد اللعبة، وهذا ما هو متاح دوليًا”.

وقدم آقبيق بارقة أمل في الأفق السياسي المسدود، حين رأى أنه “مازال من الممكن أن ينظم السوريون صفوفهم سياسيًا وعسكريًا بشكل أفضل، ويجب أن تنأى الفصائل بنفسها عن النصرة بشكل كامل، هذا سوف يساعد على تحسين وضع المعارضة السورية سياسيًا بشكل كبير”.

حول المباحثات الأميركية الروسية التي استؤنفت حول سوريا في جنيف، اعتبر أن “مواطن الاتفاق واضحة منذ أن أصدر مجلس الأمن قرارًا اعتبر من خلاله أن داعش والنصرة هي فصائل إرهابية”، موضحًا “الآن عندما تقول روسيا إنها تقصف النصرة، أميركا لا تستطيع أن تقول لها إن ذلك خرق للهدنة، ومما يعقد الوضع أن النصرة متداخلة مع بقية الفصائل في مناطق عدة، ومتواجدة في المناطق المدنية، وبالتالي قصف النصرة معناه قصف المعارضة المعتدلة والمدنيين معها”.

وعن تصريحات لافروف الأخيرة أن الولايات المتحدة لا تنفذ اتفاقًا مع روسيا حول سحب المسلحين المعارضين من منطقة حلب، بما يسمح توجيه ضربات إلى “الإرهابيين” هناك، وأن الجانب الروسي اتفق مع الأميركيين على أن تستخدم واشنطن نفوذها بين المعارضين الأخيار قرب حلب لسحبهم من هناك لكي لا يعرقل أحد تدمير تنظيم جبهة النصرة “الإرهابي”، إلا أن الولايات المتحدة لم تنفذ وعدها بإجراء هذا الفصل لمدة شهرين، قال آقبيق “أنا اختلف مع السيد لافروف بأن الفصائل عليها أن تنسحب من المناطق المتداخلة، بل بالعكس، على الفصائل البقاء في مدنها وقراها، وطرد النصرة منها”.

أما مواطن الخلاف الروسي والأميركي فأكد أنها “مازالت حول دور بشار الأسد السياسي في المرحلة الانتقالية وبعدها”. وقال “الأميركيون يريدون اتفاقًا يؤدي إلى انتهاء دور الأسد بشخصه بالكامل، سواء ذلك كان في بداية المرحلة الانتقالية أو في نهايتها. أما الروس فيرفضون ذلك”.

تابع “إن النظام وروسيا ألقيا ملايين الأطنان من القنابل والصواريخ فوق رؤوس السوريين خلال السنوات الماضية، ولم يؤد ذلك إلا إلى مزيد من الضحايا والمعاناة الانسانية، فمزيد من القصف لن يفيد لا النظام ولا روسيا. من يريد السلام، لا يصنع مزيدًا من الحرب. وحل المشكلة السياسية عن طريق الانتقال السياسي هو الطريق الأمثل لتوحيد الشعب السوري في مواجهة المتطرفين وتنظيف البلاد منهم، والعكس بالعكس، عدم الوصول إلى انتقال سياسي يفاقم من مشكلة التطرف”.

ولفت أقبيق إلى “أن التطرف وداعش والقاعدة هم خطر على الشعب السوري قبل أن يكونوا خطرًا على بقية العالم، والمجتمع الدولي يريد إعطاء الأولوية للقضاء عليهم على الحل السياسي، الذي يمكن له أن يطول ويتأخر، والمعارضة السورية تقول إن الحل السياسي له الأولوية، كما أسلفت، لذلك الوضع يذهب نحو مزيد من التعقيد”.

وطالب أخيرًا بملاحظة “أن المتطرفين والإرهابيين موجودون لدى طرف النظام، وهم الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية، وهؤلاء يتوجب التخلص منهم أيضًا مثل داعش والقاعدة، وهم يغذون بعضهم، لكن المجتمع الدولي غير مهتم بهؤلاء، لسبب بسيط، هو أنهم لا يقومون بأعمال “إرهابية” في الغرب مثل داعش والقاعدة”.

تعليقات الفيسبوك