إلى شعبنا السوري.. في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها شعبنا السوري، وبعدما آلت إليه الأمور في بلادنا من حرب ودمار وخراب، من النظام المجرم وميلشيات طائفية حاقدة وأمراء حرب.
إننا في تيار الغد السوري نبذل كل طاقاتنا (أعضاءً وكوادر وقيادات) من أجل الوصول إلى حل عاجل يبدأ بوقف الحرب المدمرة، وينتهي بعملية انتقال سياسي تشارك فيها جميع القوى والفعاليات السياسية والشعبية، وفي سبيل تحقيق أهداف شعبنا التي انتفض من أجلها في ربيع عام ٢٠١١، وإنهاء حالة الاستعصاء، يسعى تيارنا إلى تقديم مشروعه السياسي لشعبنا أولاً ومن ثم إلى القوى العالمية المؤثرة والقادرة على وقف الحرب وكذلك الدول العربية ذات المصلحة المباشرة لوضع حد لأسوأ مآسي العصر الحديث.
واصلت الأمانة العامة والمكتب السياسي في تيار الغد السوري في اليومين الماضيين اجتماعها الدوري في القاهرة بحضور ٣٠ عضواً قدموا من مختلف عواصم العالم، وبمشاركة عدد من كوادر التيار داخل الوطن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نتج عن ذلك مراجعة وتقييم نشاط التيار ولقاءات أعضائه وكوادره ومنها زيارات قيادة التيار إلى (القاهرة وموسكو وأربيل وباريس).
وخلص الاجتماع إلى ما يلي:
أولاً – إن من مصلحة شعبنا السوري إيجاد تفاهم روسي – أمريكي يعمل على صياغة حل عاجل يؤدي إلى إنهاء نزيف الدم المنهمر في شوارع مدننا وقرانا، وعليه نرى من واجب التيار أعضاءً وقيادةً مواصلة السعي لإيجاد مخرج للتفاهم بين القوتين العالميتين وذلك من خلال علاقة سورية متوازنة مع الطرفين، نضمن من خلالها المصالح المشتركة، ونكفل ألا تتحول بلادنا ساحة لتصفية حسابات الدول الكبرى والإقليمية، وقاعدة لتهديد السلم العالمي.
ومن هذا المنطلق نعتبر انفتاحنا وتواصلنا مع روسيا الاتحادية والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي مهماً لما لهذه الخطوات من دفعٍ لتطور الأحداث في بلادنا وصناعة مستقبله.
ثانياً – إننا في تيار الغد السوري ننظر إلى عالمنا العربي كعمقٍ تاريخي وظهيرٍ وشقيق لبلدنا، ولا يمكن بأي حال فصل مستقبلنا عن أشقاء الدم الذين من خلالهم وبهم ومعهم حققت سوريا طوال تاريخها الوجود والأمان، وحملنا سوية الآمال والآلام، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إيجاد حلٍ إلا بمشاركة أهلنا العرب والدول ذات الثقل العربي، وفي مقدمتها (المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية) للقيام بمبادرة عربية يكون للسوريين دور كبير بها، من خلال جامعة الدول العربية.
وعليه فلابد من العودة إلى حل يجمع السوريين كلهم بإشراف عربي، وتحظى هذه المبادرة بقبول روسي أمريكي لما لهاتين الدولتين (مصر والسعودية) من علاقات مميزة في العالم.
ثالثاً – إننا في تيار الغد السوري ندين بأشد العبارات استمرار النظام المجرم بالقصف العشوائي ومحاصرة مدننا وبلداتنا الثائرة، ومنع الدواء والغذاء، وعدم السماح للمنظمات الإنسانية بوصول المعونات إلى المناطق المنكوبة، واتباعه سياسة الأرض المحروقة والتهجير الممنهجِ.
رابعاً- إن مواجهة الإرهاب واجب عالمي، وضرورة إقليميةٌ ملحة، وفرض على كل سوري وسورية، لا يمكن بعد كل ما عاناه الشعب السوري على أيدي (حزب الله) وإخوانه و(داعش والنصرة) وأخواتهم إلا أن يرفع السوريون مهمة مواجهتهم من مرتبة الواجب إلى منزلة الفريضة اللازمة على كل من يحلم بوطن سوري حر.
خامساً- نؤكد لشعبنا السوري والمجتمع الدولي أننا كسوريين أصحاب المصلحة الأولى في دحر الإرهاب. لذا فإننا مستعدون لبذل كل الجهود في إطار الحملة الدولية للقضاء على الإرهاب، ونجد أن الخلاص منه لن يكتمل إلا بإيجاد حل سياسي سوري سوري، وبمشاركة عربية وبضمانات وإشراف دولي.