أعلن وزيرا خارجيتي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية سيرغي لافروف وجون كيري، في مؤتمر صحفي مشترك، يوم أمس الجمعة، أنهما اتفقا على خطة لإرساء وقف لإطلاق النار في سوريا، وإيصال المساعدات ومحاربة الإرهاب، ووضع أسس عملية السلام.
حيث قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الاتفاق الروسي الأمريكي يقرب استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية، وأن الوثائق الخمسة التي وقعا عليها ستدخل حيز التنفيذ في الثاني عشر من الشهر الجاري، حيث قاما بتنسيق عمليات الرد على انتهاكات نظام الهدنة.
وأكد لافروف أن “القيادة السورية” تدعم الخطة التي أقرتها روسيا مع الولايات المتحدة، وأن الجيش السوري لن يجري أي عمليات عسكرية في المناطق التي ستعمل فيها روسيا مع الولايات المتحدة، حيث سيتم إنشاء مركز عسكري خاص لتنسيق الضربات الموجهة للإرهابيين من تنظيم داعش وجبهة النصرة.
وأشار لافروف إلى أن هناك من سعى إلى تعطيل المفاوضات الروسية الأمريكية ولكنه أكد أنهم أنجزوا عملا كبيرا أطلقوه بأمر من رئيسي البلدين فلاديمير بوتين وباراك أوباما، وأن “هناك الكثير من الأطراف المعنية في سوريا وخارجها، وهذا الأمر لم يساعدنا، وانعدام الثقة في المسألة السورية لم يساعد”.
وأشار لافروف إلى أن هناك أطرافا سعيدة بهذا الاتفاق حيث “ستفرض عقوبات بعد اجتماع رؤسائنا واجتماعنا نحن، وعبرنا عن موقفنا بوضوح والمسألة السورية ليس فيها نقاش، وبالنسبة لروسيا وأمريكا فإن من مسؤوليتنا أن نلتئم مع أصدقائنا في العالم لإيجاد الظروف المناسبة لإنهاء هذه الأزمة”.
ومن جهته، أعرب كيري بعد يوم من المحادثات الماراثونية عن اعتقاده بأن الخطة ستقود إلى محادثات “لإنهاء النزاع”. وأن واشنطن وموسكو اتفقتا على مجموعة خطوات لحل الأزمة السورية، تتعلق بوقف لإطلاق النار يبدأ أول أيام عيد الأضحى ويستمر لمدة سبعة أيام.
وأضاف كيري أن الاتفاق يشمل ضغط روسيا على قوات النظام للتوقف عند الحدود التي هي عليها الآن، وأن تقوم الولايات المتحدة والدول الأخرى بالضغط على المعارضة لمنع تقدمها على الأرض. وسيكون طريق الكاستيلو منطقة عازلة لضمان تمرير المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في مناطق المحافظة المختلفة.
وأوضح كيري أن موسكو وواشنطن اتفقنا على أن يصل النظام السوري إلى نقطة لا يقوم فيها بطلعات جوية في مناطق المعارضة التي تتفق عليها واشنطن وموسكو، وعندما يتم ترتيب هذه الأمور، فإن النظام لن يستطيع مهاجمة المعارضة تحت غطاء محاربة النصرة، مؤكدا على أن الهجمات الجوية العشوائية التي ينفذها النظام السوري تسببت في موجات الهجرة واستئناف الأعمال العدائية مؤخرا.
وأكد كيري أن ملاحقة النصرة ليس تنازلا لأي طرف، إنما هو مصلحة أمريكية لاستهداف القاعدة والمرتبطين بها، وأن النصرة هي التي تعارض الانتقال السياسي، وهي عدو للمعارضة المشروعة في سوريا، مشيرا إلى أن النصرة تخطط لأبعد من الحدود السورية، وشن هجمات ضد الولايات المتحدة، ويجب “أن نفكر بطرق استراتيجية، كي لا يستخدموا قصف النظام العشوائي لكسب الناس لصالحهم”.
وبين كيري أن واشنطن وموسكو بحاجة إلى سبعة أيام من الالتزام بوقف الأعمال القتالية “لإقناع الشعب والمعارضة بأن أفعال النظام ستكون منسجمة مع الكلام الذي نقوله”، مشددا على أن نجاح وقف إطلاق الناري وخفض العنف سيمكن من وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وخاصة في حلب، “وإذا أصبحت حلب بحالة سلام فإن إمكانيات الحل تكون مشرقة، وعكس ذلك سيكون كئيبا”.
وبحسب الوزير الأمريكي فإن عقوبات ستفرض على من يعرقل نجاح الاتفاق، وأن سبعة أيام من وقف إطلاق النار كافية لتتمكن أمريكا وموسكو من العمل معا على هزيمة داعش والنصرة، “وإذا أرادت المعارضة إثبات شرعيتها عليها الابتعاد عن داعش، وعلى موسكو أن تتأكد من التزام النظام بما تم الاتفاق عليه بشأن الطلعات الجوية”، وحين ينخفض مستوى العنف في سوريا فإن موسكو وواشنطن ستتخذان خطوات لهزيمة المجموعات الإرهابية التي صعبت حياة المدنيين.
وأضاف “إن الأزمة في سوريا معقدة جدا وبسيطة بنفس الوقت، فالحل سهل لأننا نعرف أسباب التعقيد مثل وحشية المتشددين، وهناك يبرز خيار بسيط بين السلام والحرب وبين المعاناة الانسانية والإغاثة الإنسانية وبين الانهيار المستمر للمجتمع القديم وبناء أمة حديثة”.
ومن جهته أعلن المبعوث الدولي استيفان دي ميستورا أن الأمم المتحدة ترحب بالاتفاق الروسي الأمريكي وأنها ستبذل كل ما بوسعها للإسهام في وقف العنف في سوريا وإنجاح الاتفاق المبرم.