أكدت صحيفة الغارديان في تقرير لها أن مساعدات الأمم المتحدة لا تصل إلى معظم المناطق السورية المحاصرة، فيما أعلن النظام رفضه إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب لاسيما من تركيا من دون التنسيق معه ومع الأمم المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يضع علامات استفهام على إمكانية إن توصل الأمم المتحدة المساعدات إلى حلب خلال الهدنة المعلنة.
وكان عدم وصول المساعدات إلى البلدات المحاصرة سببا رئيسيا لإخلاء بلدة ثانية من سكانها، وهو ما يضع علامات استفهام على إمكانية إن توصل الأمم المتحدة المساعدات إلى حلب خلال الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين الفائت، بحسب التقرير الذي أعده نك هوبكنز وإيما بيلز للغارديان.
وكان يفترض أن يبدأ وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة أو الواقعة تحت سيطرة المعارضة، لكن حتى المساعدات التي وصلت إلى مقاصدها أخذت منها قوات النظام المواد الطبية، حسب ما أفادت به منظمات إغاثية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 49.5 طن من المواد الطبية قد رفضت بشكل كامل من قبل الجيش السوري، وأن مصادرة المواد يتجاوز معدات الجراحة، ويتضمن حتى المضادات الحيوية ومواد التخدير والعلاجات المضادة للبكتيريا ومعدات القابلات ومعدات معالجة الحروق والفيتامينات والعقاقير المضادة للحساسية والمضادة للصرع وغيرها.
وقد صادر الجيش 5.5 طن من مواد الإغاثة الطبية المرسلة إلى حي الوعر في مدينة حمص، وسمح فقط بـ 440 كيلوغراما. وقالت الأمم المتحدة إن النظام يوافق فقط على 60 في المئة من المواد المقترح إرسالها إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، لكن الموافقة المبدئية في حد ذاتها لا تعني السماح بوصول المواد.
وكان عدم وصول المواد الطبية أحد الأسباب الحاسمة لإبرام اتفاق لإخلاء داريا. ولم يصل إلى داريا سوى إرسالية واحدة من مواد الإغاثة على دفعتين خلال أربع سنوات، وبلغ الأمر حد قصف العيادة الوحيدة العاملة فيها وذلك قبل التوصل إلى اتفاقية إخلائها.
هذا فيما أكد النظام السوري رفضه إدخال أي مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب ولاسيما من تركيا من دون التنسيق مع “حكومته” ومع الأمم المتحدة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء “سانا” عن مصدر في وزارة الخارجية.
وأكد المصدر، “تعقيبا على التصريحات الصادرة عن النظام التركي بشأن عزمه إدخال مواد يدّعى أنها مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب فإن “الجمهورية العربية السورية” تعلن رفضها إدخال مثل تلك المواد من أي جهة كانت بما في ذلك بشكل خاص من النظام التركي دون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة”.
وينص الاتفاق الروسي الأمريكي على أن الشاحنات التابعة للأمم المتحدة المغلفة والقادمة من تركيا وحدها المخولة إيصال المساعدات الغذائية إلى حلب، وسيقوم الهلال العربي السوري بنزع الغلاف من أجل توزيع المساعدات على السكان.
وأضاف مصدر في الخارجية السورية “لا يحق لتركيا أن تدّعي حرصها على الشعب السوري أو أن تدّعي مكافحة الإرهاب خاصة في مدينة حلب، حيث كانت مساعداتها للإرهاب بلا حدود، الأمر الذي أدى إلى كل القتل والدمار الذي شهدته المدينة”.