بدأت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، بنقل بث مباشر من خلال كاميرات تلفزيونية لمراقبة الوضع في حلب عقب الهدنة التي تم التوصل إليها، فيما وصفت وزارة الخارجية الروسية شكوك واشنطن حول استعداد موسكو للالتزام باتفاق الهدنة في سوريا بأنها غير منطقية.
وذكرت الوزارة في بيان لها أنه “من أجل ضمان الشفافية في تنفيذ الأطراف لوقف الأعمال العدائية على أراضي الجمهورية العربية السورية، ابتداء من 15 أيلول 2016، سينقل الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية الوضع في حلب من خلال كاميرات تلفزيونية تبث عبر الإنترنت”.
وأشار البيان الى أن البث سيكون عبر كاميرتين على الأرض، إحداهما في منطقة الخالدية والأخرى في منطقة تل جوكيكجي. وسيتم نقل بث مباشر لمتابعة الوضع في المناطق الشرقية من حلب لأول مرة باستخدام طائرات بدون طيار. وأكدت الوزارة أنه سيتم زيادة عدد قنوات البث المباشر في سوريا مستقبلا.
إلى ذلك وصفت وزارة الخارجية الروسية شكوك واشنطن حول استعداد موسكو للالتزام باتفاق الهدنة في سوريا بأنها “مضرة وغير منطقية”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي “إن الزملاء الأمريكيون ينظرون إلى استعداد بلادنا لتنفيذ الاتفاقات ويرون أن نظام وقف القتال، بحسب ما تنقل وسائل الإعلام، يعتبر اختبارا لسمعة روسيا، الأمر الذي نراه أمراً غريباً.
وأعربت زاخاروفا عن قلقها بشأن مثل هذه التصريحات الأمريكية رغم كل الإنجازات التي تم تحقيقها في جنيف، داعية الجانب الأمريكي إلى التعاون بشكل بناء.
وأضافت زاخاروفا “نعلم جيدا أن الولايات المتحدة قادرة على العمل عندما تريد العمل. وننطلق من ضرورة التحول من مثل هذه التصريحات إلى عمل مسؤول من أجل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها”.
وأكدت زاخاروفا أن موسكو تتمسك بضرورة تنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي بكل تفاصيله، بما في ذلك إنشاء مركز مشترك للتنسيق. ولفتت الى أن موسكو دعت منذ البداية ولا تزال تدعو إلى نشر كافة تفاصيل الاتفاقات التي توصلت إليها بين موسكو وواشنطن في جنيف حول سوريا، وذلك من أجل تجنب أي تفسيرات خاطئة لها أو تسريبات.
وأوضحت زاخاروفا أن هذه الاتفاقات تتضمن كذلك التزامات واشنطن، مؤكدة أنها لا تريد أن تعتبر أن واشنطن تعترض على نشر تفاصيل اتفاقات جنيف حول سوريا لأنها لا تريد الكشف عن مسؤوليتها وفقا لهذه الاتفاقات.
وأكدت زاخاروفا أن موسكو لا ترى أي مشكلة في نشر تفاصيل الاتفاق مع واشنطن حول سوريا، إلا أنها تنطلق من مفهوم الاتفاق، وترى أنه يجب اتخاذ قرار بشأن مسألة النشر، بالتعاون مع الجانب الآخر في هذا الاتفاق.
من جهة أخرى، قالت الدبلوماسية الروسية إن هناك خلافات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن حركة “أحرار الشام”، وعموما بشأن عملية الفصل بين الإرهابيين والمعارضة في سوريا.
وكانت موسكو قد حاولت سابقاً ادراج كل من “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” على قائمة الإرهاب، الأمر الذي اصطدم بمعارضة واشنطن وعدة دول أخرى، حالت دون اصدار قرار دولي بذلك.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد قال في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري ان على واشنطن ضرورة تنفيذ وعدها بفصل المعارضة المعتدلة عن “جبهة النصرة” ومجموعات متحالفة معها.
سبق ذلك تعبير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن “خشية” موسكو من توجه بعض الجهات لشطب تنظيم “جبهة النصرة” الذي غير اسمه مؤخرا إلى “جبهة فتح الشام” من قائمة الإرهاب الدولي، داعيا للكشف عن اتفاق الهدنة في سوريا مع واشنطن للرأي العام وجعله أمميا.
صاحب ذلك توقع مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين اتخاذ مجلس الأمن قراراً لصالح الاتفاق الروسي الأمريكي حول الهدنة في سوريا في 21 أيلول/سبتمبر الجاري، وذلك بعد مطالبات روسية بنشر هذه الاتفاق والكشف عنه.