أعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا التي كان مقررا عقدها يوم أمس الجمعة ألغيت بسبب “رفض واشنطن نشر تفاصيل اتفاق الهدنة الذي وقعته مع روسيا قبل أسبوع”. فيما اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن إخفاء واشنطن لبنود الاتفاق يصب في “صالح من تعتبرهم معارضة معتدلة”.
ونقلت مصادر إعلامية عن تشوركين قوله إنه “يستبعد توصل مجلس الأمن لقرار يدعم الاتفاق الروسي الأمريكي بخصوص الهدنة لإحجام واشنطن عن نشره”. مشيرا إلى أنه “تم إلغاء الاجتماع الذي دعي له أعضاء مجلس الأمن لأن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مستعدة لإطلاع أعضاء المجلس على وثائق الاتفاق وكشف تفاصيلها”.
وأوضح تشوركين أن اجتماع فريق الدعم الدولي لسوريا سيعقد في نيويورك يوم 20 أيلول/سبتمبر الجاري، كما أشار إلى لقاء مرتقب لوزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جانبه برر ممثل بعثة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة رفض بلاده إطلاع مجلس الأمن على تفاصيل الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة في سوريا بقوله، إن من شأن ذلك أن يؤثرعلى إيصال المساعدات الإنسانية.
ورفضت الولايات المتحدة الأمريكية طلب حلفائها الاطلاع على تفاصيل الاتفاق بينها وبين روسيا بخصوص الوضع السوري مبررة هذا التكتم بوجود بنود حساسة، كما رفضت التعاون مع موسكو عسكريا في سوريا ما لم يسمح النظام السوري بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة ولا سيما مدينة حلب.
وكانت فرنسا قد طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاعها على تفاصيل الاتفاق مع روسيا حول وقف اطلاق النار في سوريا، معللة ذلك بتجنب حدوث “لبس”.
ونقلت وسائل إعلام قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر بشأن مطالبة فرنسا واشنطن بإطلاع حلفائها على تفاصيل الاتفاق، لصحيفة الشرق الأوسط، “هناك بعض التفاصيل التنفيذية التي لها حساسية، ونعتقد أنه لم يكن في مصلحة الاتفاق أو في مصلحة أحد الكشف عنها”.
وتابع تونر “هناك بعض المفسدين الذين يرغبون في إفشال الصفقة ونحن ندرك ذلك. ولا يزال تقييمنا أننا لا نرغب في الكشف عن تفاصيل الاتفاق علنا، وهذا هو تقييمنا المستمر حتى الآن، ولكن إذا وصلنا إلى نقطة نعتقد معها أننا يمكننا أن نعلن التفاصيل فسوف نفعل ذلك”.