انتهت قبل ساعات الهدنة أعلنها جيش النظام لمدة 7 أيام، دون إعلان فوري عن التمديد، فيما اعتبرت صحف عربية أن الهدنة التي أعلن عنها في سوريا غير قابلة للاستمرار، وأنها لا تعدو كونها اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا لتنسيق الأعمال القتالية ضد الفصائل الإرهابية.
وكان الجيش السوري قد قال في بيان إعلان “التهدئة” يوم الاثنين الماضي إنها ستنقضي الساعة 11:59 مساء يوم أمس الأحد، مشيراً إلى أنه سيحتفظ بحق الرد الحاسم على أي خروقات.
وكان وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في سوريا يوم الاثنين الماضي تنفيذاً لاتفاق أمريكي روسي في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات.
وتبادلت قوات النظام ومصادر معارضة، مراراً، الاتهامات بخصوص “خرق نظام الهدنة” الذي دخل حيز التنفيذ أول أيام عيد الأضحى.
من جهتها، شككت صحيفة “الأهرام” المصرية، في إمكانية أن تتحول الهدنة إلى اتفاق طويل الأجل، وذلك بسبب وجود معضلتين الأولى هي أن الاتفاق لا يُلزم أيّا من طرفي النزاع “أو غيرِهما من قوات على الأرض” به، ولا يفرض “أي عقوبات على الطرف المخالف له”.
أما المعضلة الثانية فهي أن الاتفاق في مجمله “لم يعبر سوى عن ترتيبات عسكرية روسية-أمريكية تقوم على خطوات مشتركة لبناء الثقة المفتقدة ما بين الجانبين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق حقق لروسيا والولايات المتحدة “أهدافهما المرحلية في ظل انشغالهما بالداخل في الفترة المقبلة، حيث الانتخابات البرلمانية الروسية والرئاسية الأمريكية”، مضيفة أن الدولتين ترغبان في “كبح جماح الفاعلين الإقليميين، خاصة تركيا وإيران، ومن ثم ضمان للجميع حصته على الأرض”، محذرة من أن “استمرار اختلاف الأهداف ما بين البلدين تجاه الأزمة هو ما قد يقف حجر عثرة أمام تنفيذ كامل بنوده، مثلما حدث في السابق”.
أما صحيفة “الوطن” العمانية فقد انتقدت “تلكؤ” الولايات المتحدة في الالتزام ببنود الاتفاق، واتهمت في افتتاحيتها الولايات المتحدة بـ”شراء الوقت اللازم لمواصلة العبث بالدم السوري، وذلك في دعم التنظيمات الإرهابية؛ لكونها القوى التي تحارب بالوكالة عنها ومعسكرها الدولة السورية وحلفاءها”.
كما انتقدت الصحيفة “التلكؤ” الأمريكي ومحاولة واشنطن تغطيته بسبك الاتهامات الباطلة ونسج الافتراءات المضللة ورميها تارة على روسيا الاتحادية بأنها عاجزة عن ممارسة ضغط أكبر على الحكومة السورية وعلى الجيش العربي السوري فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وتارة برميها على الحكومة السورية والجيش العربي السوري بأنهما يعرقلان دخول هذه المساعدات”.
واعتبرت الصحيفة أن “هذا التلكؤ لا يعبر فقط عن عدم جدية واشنطن تجاه الاتفاق وتنفيذ بنوده بندًا بندًا، وإنما يؤكد وجود شيء ما يدور في عقل الأمريكي يعمل على تحقيقه عبر الاتفاق”.