قالت وزارة الدفاع الروسية إن فصائل المعارضة السورية تعمل على إعادة تجميع قواها استعداداً لشن هجمات واسعة في حلب، مجددة اتهام واشنطن بعدم تنفيذ وعدها في المساعدة على فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين في البلاد.
ونقلت مصادر إعلامية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، قوله إن الفصائل السورية المسلحة تستخدم أيام الهدنة لإعادة تجميع قواها استعدادا لشن هجمات واسعة على عدة محاور في حلب.
وأكد كوناشينكوف أنه “على مدى 6 أيام من سريان الهدنة في سوريا وحده الجيش النظامي من أظهر التزاما حقيقيا بها، بخلاف فصائل “المعارضة المعتدلة”، إذ “فشل الجانب الأمريكي في التأثير عليها، ولم يقدم بيانات دقيقة حول أي منها أو عن مدى التزامها بوقف إطلاق النار”.
وتضمن الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير الفصل ما بين المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي و”جبهة النصرة”، وتلك التي تسيطر عليها قوى المعارضة السورية المعتدلة المسلحة، إضافة إلى الفصل ما بين الفصائل المعارضة و”النصرة”، بحسب ما كشفه مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن فيتالي تشوركين يوم أمس الأحد.
وأضاف كوناشينكوف “في المقابل شهدنا حالة عكسية تجلت في ازدياد حدة القصف واستهداف مواقع القوات الحكومية السورية والأحياء السكنية من جانب المسلحين”.
هذا وكان كل من النظام وفصائل المعارضة قد تبادلا الاتهامات حول ارتكاب خروقات لاتفاق الهدنة في عدة مناطق من البلاد فيما فشل الطرفان الروسي والأمريكي في الاتفاق على إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في حلب.
وكشف كوناشينكوف نقلا عن نازحين أتيح إجلاؤهم من شرق حلب أن المسلحين هناك أعدموا 26 مدنيا، مؤكدا “لقد أكد النازحون الذين تم إجلاؤهم من حي الشيخ خضر في حلب عبر الممرين الإنسانيين رقم واحد وستة، أن المسلحين أعدموا 26 من سكان المنطقة بمن فيهم تسعة قاصرين تظاهروا مطالبين مسلحين غرباء عن حي الشيخ خضر، بمغادرة الحي لخفض حدة العنف والقتال فيه”.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أعلن في 28 تموز/يوليو الماضي، عن إطلاق الحكومة السورية والجيش الروسي عملية “إنسانية” واسعة النطاق في مدينة حلب تسمح لسكان المدينة بالخروج عبر ثلاث ممرات إضافة لممر رابع “آمن” نحو الكاستيلو لمقاتلي “الجيش السوري الحر”، في عملية تجري بتفويض من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولفت كوناشينكوف إلى أن “شهود عيان ذكروا أنه شارك في التظاهرة العشوائية التي استهدفها المسلحون بإطلاق النار، بضع مئات من سكان الحي”.
وبدورها قالت وزارة الخارجية الروسية إن التوتر يتصاعد في مدينة حلب وحولها مع استعداد المتشددين لشن عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الجيش السوري.
ونقلت وكالة “انترفاكس” بيانا للوزارة قالت فيه إن الجيش الروسي اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بعدم تنفيذ وعدها بالمساعدة في فصل الإرهابيين عن الوحدات التابعة للمعارضة السورية.