قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خلال كلمته في مجلس الأمن الدولي، يوم أمس الأربعاء، إن نظام الأسد هو من أسقط، ويواصل إسقاط، براميل متفجرة على مواطنيه، ويواصل استخدام غاز الكلورين، فكيف يمكننا الجلوس هنا والسماح بحدوث ذلك؟، مضيفا أن شعوب العالم ليست غافلة عمّا يحدث هناك، ومؤكدا أنها “تعلم أن ما يجري هناك ليس مجرد حرب أهلية، إنهم يعلمون بأنها حرب بربرية بالوكالة”.
وأضاف جونسون أن ما يجري في سوريا “صراع تغذيه وتنميه وتسلحه وتحرض عليه وتطيله وتجعله أكثر بشاعة أفعال وانعدام فعل حكومات متواجدة في هذه القاعة”، منوّها خلال كلمته إلى أن “هذه الشعوب تتطلع إلينا، من بالغين وعائلات ومن يحملون شهادات جامعية، لنضع جانبًا الاختلافات بيننا، وأي حس من الأنانية يتعلق بمصالح وطنية استراتيجية، وأن نضع مصلحة الشعب السوري أولاً”.
وقال جونسون: ذلك يعني الاعتراف بعدم إمكانية إطلاق عملية سياسية دون وقف حقيقي لإطلاق النار، وأن لا يمكن التوصل لوقف إطلاق نار حقيقي ما لم يكن هناك اتفاق سياسي حقيقي بشأن إمكانية وجود عملية انتقال بعيدًا عن حكومة الأسد. ذلك لأن حكومة الأسد هي المسؤولة، ذلك النظام هو المسؤول، عن الغالبية العظمى من 400,000 من القتلى.
كما أكد أن نظام الأسد هو من أسقط، ويواصل إسقاط، براميل متفجرة على مواطنيه. وهو يواصل استخدام غاز الكلورين، حسب توثيق منظمة منع الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في حالتين، فكيف يمكننا الجلوس هنا، والسماح بحدوث ذلك؟ غاز الكلورين الوحشي المسبب للحروق والقروح يُسقط على مدنيين أبرياء. أما في ما يتعلق بالقصف الوحشي لقافلة المساعدات والمرافق الطبية الذي شهدناه مؤخرًا، فإن جون كيري محق بقوله بأن هناك اثنين فقط متورطين في ذلك. وآمل حقًا أن تظهر الحقيقة قريبًا جدًا بشأن ما حدث.
وقال وزير الخارجية: لكن الأهم من ذلك، حين ندع جانبًا تبادل الاتهام، آمل أن نرى بأن محكمة الرأي العالمي لن تواصل تحمل هذه المذابح التي تُرتكب. وأعتقد بأن العالم يتطلع إلينا الآن لنفعل أكثر من مجرد تكرار الحديث المبتذل عن قرار مجلس الأمن 2254، يتطلع إلينا لأن نطبق القرار عمليًا ونحرك عملية السلام مجددًا، ونستأنف المحادثات مجددًا في جنيف. وأعتقد أن هناك مجالاً لتطوير الرؤية بشأن مستقبل سوريا، التي طرحتها الهيئة العليا للمفاوضات، لتكون سوريا منفتحة وتعددية وديموقراطية وتحترم كافة الأقليات.
ونبّه جونسون إلى أن هناك مجالاً أيضًا للوصول لحلول وسط، وعدم وجود الكثير جدًا من الخطوط الحمراء. لكن فوق كل ذلك، علينا استغلال هذه الجمعية العامة للحفاظ على الزخم، كل ما تبقّى، في عملية كيري لافروف، وأشيد مجددًا بجهود كل من جون كيري وسيرغي لافروف لتحقيق تقدم بهذا الصدد. يمكننا فعل ذلك، الحاضرون في هذه القاعة يمكنهم فعل ذلك، يمكنهم العمل للتوصل لوقف إطلاق النار، وقد برهنوا ذلك من قبل.
وقال: كما يمكنهم تحريك المفاوضات، ويمكننا مقاربة ذلك بروح من التراضي. لا يمكن وجود مفاوضات، والتوصل لوقف إطلاق النار، دون إرادة وحسن نية الحاضرين في هذه القاعة. أعتقد أن ذلك ممكن، وأن هناك مجالاً للتوصل لحلول وسط. أعتقد أحيانًا أن الوضع حاليًا كئيب للغاية، لكن أحيانًا تكون الساعات في أحلك ظلمتها قبل بزوغ الفجر.
وخلص الوزير جونسون إلى القول: “لكن ما أريد حقًا أن يفكر به الجميع اليوم هو أن اجتمعنا بعد سنة من الآن مجددًا هنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان حينها القصف مازال مستمرًا، ومازال القتل مستمرًا، ومازالت المذابح مستمرة في سوريا، فإنني أخشى بأن المسؤولية عن ذلك ستقع إلى درجة كبيرة على عاتق من هم ممَثَّلون هنا في هذه القاعة، وفوق كل شيء، تقع على عاتق نظام الأسد وداعميه”.