فيما تشهد مدينة حلب أعنف قصف جوي من قبل الطيران الروسي وطيران النظام بعد انهيار هدنة وقف الأعمال العدائية، وجهت الدول الغربية اتهامات وانتقادات إلى روسيا خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول سوريا يوم أمس الأحد.
بدورها، أعلنت المعارضة السورية أن “الروس أبلغوا أطرافًا دولية وبينها الولايات المتحدة بأنهم سيقومون بتفريغ حلب من سكانها خلال أسبوعين، وهذا يعني أنهم اتخذوا قرارًا بالاتجاه إلى الحسم العسكري بطريقة دموية”.
وقال معارضون سوريون لصحيفة “الشرق الأوسط” بأنه “أمام قرار كهذا، فإن المعارضة لا تعول على عملية تفاوضية بلا جدوى، ولا عملية سياسية بلا حماية، ولا مجتمع دولي غير قادر على إدانة القاتل وحماية المدنيين”.
وكان الغريب أن يعلن رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، وأنس العبدة، رئيس الائتلاف الوطني السوري والوفد المرافق، قطع زيارتهم للولايات المتحدة، إثر التصعيد العسكري في حلب، بدل تكثيف لقاءاتهم بالمسؤولين الغربيين والقيام باعتصامات هناك.
دوليا، شن وزير خارجية فرنسا، جان مارك ايرولت، هجوما عنيفا، أمس الأحد، على روسيا وإيران، وقال “إنهما قد تصبحان شريكتين في جرائم حرب إذا واصلتا إطالة أمد الحرب في سوريا”. فيما قال المندوب الفرنسي السفير فرانسوا ديلاتر إن التطبيق الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، “هو أملنا الوحيد”.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن روسيا ربما ارتكبت “جريمة حرب” باستهدافها قافلة المساعدات الإنسانية قرب حلب في 19 من الشهر الحالي
وقالت سامنثا باور خلال جلسة مجلس الأمن إن الولايات المتحدة تعرف أن “روسيا تقول على الدوام شيئا وتفعل نقيضه”. واصفة ما تفعله روسيا في سوريا بأنه “وحشية” وليست محاربة للإرهاب. مضيفة أن واشنطن تعتقد أنه ينبغي القيام بكل ما يلزم للبحث عن وسيلة لوقف أعمال العنف، قائلة “سنواصل البحث عن أي وسيلة ممكنة لإحياء اتفاق وقف الأعمال العدائية”.
هذا فيما غادر مندوبو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا جلسة مجلس الأمن عندما جاء دور السفير السوري، بشار الجعفري، لإلقاء كلمة خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد لوقف العملية العسكرية الجارية في حلب.
مغادرة سامنثا باور، مندوبة الولايات المتحدة وماثيو رايكروفت مندوب بريطانيا وفرانسوا ديلاتري مندوب فرنسا أظهرت غضب الغرب وإحباطه تجاه قرار بشار الأسد استعادة حلب بعد فشل المحادثات الأمريكية-الروسية لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهم مندوبو الدول الثلاث في كلماتهم للمجلس قبل مغادرة الجلسة روسيا بدعم العملية السورية برغم حديثها عن وقف أعمال القتالية. فيما انتهت جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن سوريا دون اتخاذ أي خطوة، فيما اشتبكت روسيا علانية مع ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
فيما ألقى المندوب الروسي السفير فيتالي تشوركين باللوم على المعارضة السورية في انتهاك وقف إطلاق النار المبرم في 9 أيلول/سبتمبر. كما اتهم التحالف الغربي بالفشل في الفصل بين المعارضة المعتدلة و”الجماعات الإرهابية”، ومنها جبهة فتح الشام. وقال “جلب السلام أصبح مهمة شبه مستحيلة الآن”. إلا أنه أبلغ المجلس أن روسيا لاتزال ترغب في وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات بين الأطراف السورية المتناحرة.