صعد اختبار إيران الصاروخي الباليستي التصادم بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكدت الأخيرة على لسان سفيرتها في الأمم المتحدة “نيكي هالي” أن اختبار إيران “مرفوض تمامًا”، فيما طالبت طهران الولايات المتحدة بعدم البحث عن “ذريعة” لإثارة “توترات جديدة”.
وقد جاءت هذه التطورات على خلفية العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران بالتزامن مع استلام الإدارة أمريكية الجديدة زمام الأمور في البيت الأبيض والتي كان آخرها إصدار الرئيس “دونالد ترامب” حظرًا على دخول مواطني سبع دول، من بينها إيران، إلى بلاده.
وقالت السفيرة الأمريكية الجديدة لدى الأمم المتحدة للصحافيين إثر جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، يوم أمس الثلاثاء، تأكدنا من أن إيران اختبرت صاروخًا متوسط المدى يوم الأحد الماضي”، وأضافت أن هذا الأمر مرفوض تمامًا.
وكانت الولايات المتحدة قد طلبت عقد هذه الجلسة الطارئة للمجلس بعد التجربة الصاروخية التي جرت يوم الأحد الماضي، حيث أعلن البيت الابيض أنه يدرس تفاصيل الحادث، وأكد مسؤولون أمريكيون اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، أن الصاروخ انشطر في الجو قبل تتمة الاختبار.
وأضافت هالي: “يعلمون في إيران بأنه لا يسمح لهم بإجراء اختبارات لصواريخ باليستية يمكن أن تحمل شحنات نووية”. وأوضحت أن الصاروخ الذي تم اختباره يستطيع نقل شحنة من 500 كلغ، وأضافت “أنه أكثر من كافٍ لحمل سلاح نووي”.
وتابعت الدبلوماسية الأمريكية قائلة إن الإيرانيين يحاولون إقناع العالم “بأنهم مهذبون”، ولكن “سأقول للناس في كل أنحاء العالم أنه أمر يثير قلقنا”. وأضافت إن “الولايات المتحدة ليست ساذجة. لن نبقى مكتوفي اليدين. سنطلب محاسبتهم. نحن عازمون على إفهامهم أننا لن نقبل البتة بهذا الأمر”، وشددت على وجوب “أن يمتنع أي بلد عن تزويد إيران بتكنولوجيات تتيح القيام بذلك”، أي إطلاق صواريخ. ما يشكل أول تحرك لهالي في الأمم المتحدة منذ تعيينها.
من جهتها، وجهت إيران تحذيراً إلى الولايات المتحدة، وطالبتها بعدم البحث عن “ذريعة” لإثارة “توترات جديدة” بخصوص برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. حيث قال وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” إن اختبارات الصواريخ الباليستية لم تكن موضوع الاتفاق النووي مع القوى العالمية، ولم يتطرق لها قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالاتفاق، مؤكدا أن بلاده لن تستخدم أبدًا هذه الصواريخ التي تنتج في إيران لمهاجمة أي دولة أخرى.
من جهتها، قالت روسيا إن ما نُقل بخصوص إجراء إيران هذه الاختبارات لا يتعارض مع قرار الأمم المتحدة حول برنامج طهران النووي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي ريابكوف” في تصريح صحفي لوكالة انترفاكس الروسية إن مطالبة واشنطن بإجراء محادثات في الأمم المتحدة تهدف أساسًا إلى “تسخين الوضع”.
وكانت إسرائيل قد أدانت في وقت سابق هذا الاختبار الصاروخي، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا لقوانين الأمم المتحدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه سيدعو لفرض عقوبات دولية جديدة ضد طهران خلال زيارته المزمعة إلى واشنطن الشهر المقبل.
وفي طهران، أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني “حسين نقوي حسيني” أن اللجنة أكدت في اجتماعها اليوم الاربعاء أن الشأن الدفاعي والصاروخي للبلاد غير قابل للتفاوض، وأنه لن يسمح لأحد بالتدخل في هذا الشأن.
وقال نقوي حسيني، في تصريح لوكالة “فارس” إن اللجنة عقدت اجتماعًا اليوم بحضور قائد سلاح الجوفضاء التابع للحرس الثوري العميد “أمير علي حاجي زادة”، ومساعد وزير الخارجية في شؤون أمريكا وأوروبا “مجيد تخت روانجي”، ومسؤولين من وزارة الأمن، للتباحث حول آخر التطورات في أمريكا والقرارات غير المدروسة لرئيسها، وكذلك التقدم في المجال الصاروخي للبلاد.
وأضاف أن المشاركين في الاجتماع تناولوا المواضيع السابقة بصورة تفصيلية والخروج بنتيجة مفادها أن الشأن الدفاعي والصاروخي للبلاد غير قابل للتفاوض، وينبغي احراز التقدم فيه بكل قوة، كما أن المجلس ينبغي أن يبدي دعمه في هذا الموضوع. وتابع: “وكذلك، فإن المجتمعين أكدوا على عدم السماح لأي بلد بالتدخل في الشؤون الدفاعية للبلاد”.
ولفت نقوي حسيني إلى أن الاجتماع تناول الأوضاع والتحديات التي تواجه الحكومة الأمريكية الجديدة، ومنها أزمة الديون وتواجد 40 مليون فقير، والتوتر في علاقاتها مع الصين والعلاقات مع روسيا والاتحاد الاوروبي، لاسيما بلدان الجوار، والتي تتطلب الاهتمام بها.