من المنتظر أن تشهد العاصمة الكازاخستانية يوم الاثنين المقبل استئناف المباحثات السورية برعاية روسية تركية إيرانية، فيما عقد وفد الفصائل السورية اجتماعا مع مسؤولين أتراك وروس في مقر الخارجية التركية بأنقرة بحثوا خلاله ترتيبات الهدنة ومراقبة وقف إطلاق النار في سوريا والتحضيرات لمؤتمر جنيف القادم.
فقد أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية في بيان لها أن روسيا وتركيا وإيران ستجري مفاوضات بشأن كيفية الاستمرار في تطبيق وقف لإطلاق النار في سوريا، وذلك في جولة جديدة من المباحثات في أستانة يوم السادس من شباط/فبراير الحالي.
هذا فيما نقلت صحيفة “حرييت” التركية عن مسؤول تركي أنه من المتوقع انطلاق الجولة الثانية من مباحثات أستانة في الثامن من الشهر الجاري بين فصائل المعارضة السورية انظام الأسد بمشاركة تركيا وروسيا وإيران، لافتا إلى أن ممثلين عن فصائل المعارضة سيعقدون محادثات مع مسؤولين أتراك في أنقرة الاثنين المقبل لتحديد مسار المفاوضات المقبلة في أستانة وجنيف.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر في فصائل المعارضة أن اجتماعا بدأ مساء أمس في أنقرة بين ممثلين عن وفد القوى العسكرية والهيئة العليا للتفاوض والائتلاف السوري والمجلس الوطني الكردي السوري والمجلس التركماني السوري مع ممثلين عن الوفدين الروسي والتركي لمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
وأكدت مصادر دبلوماسية تركية لوكالة الأناضول تطابق وجهات النظر بين أنقرة وممثلين من المعارضة السورية، حيال ضرورة عدم مشاركة ما وصفتها بـ”المعارضة المزعومة المفصومة عن الواقع” التي تعمل ضد وحدة التراب السوري، في الاجتماع المزمع خلال الشهر الجاري في جنيف.
وذكرت المصادر أن الاجتماع الذي عقد أمس في مقر الخارجية التركية، بمشاركة ممثلين من الجناحين السياسي والعسكري للمعارضة السورية، تناول نتائج اجتماع أستانة، الذي تم يومي 23-24 كانون الثاني/يناير الفائت.
وأوضحت المصادر أن المجتمعين بحثوا ملفات متعلقة بعمل الآلية الثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران التي أقرت في أستانة، لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، كما أكد المشاركون في الاجتماع على عدم إمكانية القبول بسيطرة النظام الميليشيات الحليفة له على أراض جديدة، من خلال انتهاكاته لوقف إطلاق النار.
ونوهت المصادر أن المجتمعين شددوا على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي، رقم 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات، على التوالي، ورفض الدعوات لإقامة مناطق فدرالية، أو ذاتية الحكم.
كما شددت الأطراف المجتمعة في أنقرة على ضرورة عدم حضور من يعمل ضد وحدة التراب السوري اجتماع جنيف المقرر في 20 شباط/فبراير الجاري، في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.
جاء ذلك إثر إعلان المتحدث باسم وفد الفصائل السورية إلى مباحثات أستانة “أسامة أبو زيد” إن وفده لا يقبل ما يعتزمه المبعوث الأممي إلى سوريا “استيفان دي ميستورا” بتشكيل وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف معتبرا أن ذلك لن يوصل إلى حل وإنما سيمد في عمر الصراع في سوريا.