أكد مسؤول فرنسي كان قد أجرى محادثات مع مسؤولين في الأمن القومي الأمريكي أن الأولوية لدى واشنطن في سوريا هي القضاء على تنظيم داعش وإخراج الميليشيات الإيرانية ومليشيا حزب الله منها.
وقال المسؤول في تصريح لصحيفة الحياة، بحسب ما كتبت رندة تقي الدين من باريس اليوم السبت، إن لدى خبراء الأمن القومي في إدارة الرئيس “دونالد ترامب” التوجّه ذاته للرئيس السابق “باراك أوباما” إزاء الرقة، لكنهم يضيفون “الهاجس الإيراني” إلى سياستهم السورية.
وأضاف المسؤول أن الأمريكيين يريدون تعزيز دعم “قوات سوريا الديموقراطية” وزيادة العنصر العربي فيها كي لا تبقى الهيمنة للكرد فيها، لافتا إلى أن باريس ترى ذلك إيجابيا، ما يعني الاستمرار بما قام به أوباما ولكن في التزام أقوى.
وأضاف المسؤول أن الأمريكيين مهتمون بالحصول على “أفكار” تساعدهم في وضع خطة، الشهر المقبل، للتصدي للنفوذ الإيراني، وأن باريس “تتخوف من خطورة الذهاب بعيداً في هذا الهاجس”، مشيراً إلى أن العراق يشهد وضعاً هشاً لا ينبغي تعقيده أكثر من خلال الضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي لـ”قطع الروابط مع إيران”، لأنه لا يستطيع ذلك حالياً. وتابع أنه ليس لدى الأمريكيين بعد “فكرة دقيقة في شأن وسيلة تقليص تأثير حزب الله وإيران على الأرض في سوريا”، مضيفاً أنهم “يفكرون في أنه بعد تحرير الرقة من داعش ينبغي التفاهم مع الروس والنظام حول دير الزور”.
وقال المسؤول إن الأمريكيين لا يحددون نوع العلاقة التي يريدونها مع الحكومة السورية، لافتاً إلى أنهم “مدركون هشاشة النظام وضعفه، ولكن ما يفكرون فيه، وباريس تشاطرهم الرأي، هو أن الأفضل بقاء سوريا موحدة على طريقة البوسنة مع كيانات عدة داخلها”. وأكد أن لا أحد اليوم يتصور أن الأسد يمكنه أن يعيد بسط نفوذه على كل سوريا، و”لكن ما يقلق الأمريكيين والفرنسيين والمعارضة السورية هو أن إيران وحزب الله باتا القوة الأساسية للأسد على الأرض”. وحذّر من أن مسعى تقليص التأثير الإيراني في سوريا قد يأتي بنتائج خطيرة على الوضع في العراق ولبنان.