مناورات عسكرية وعقوبات مضادة.. رد إيران والصين على تهديدات ترامب

إيران والصين، البلدان اللتان تتصدران قائمة أعداء الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، تردان على تصريحاته وتهديداته بتدريبات عسكرية زائدة في البهرجة والاستفزازية.

فقد أجرت إيران مناورات عسكرية وأخرجت نماذج متطورة من أسلحتها الجديدة التي قال قادتها إن من شأنها أن تساعد الدفاع الوطني، فيما اختبرت الصين صاروخها الجديد فور توعد ترامب على تويتر بالتوسع في بحر الصين الجنوبي.

وزير الدفاع الايراني، الجنرال حسين دهقان، عرض أحدث الأسلحة في بلاده، بما في ذلك الصواريخ الموجهة، وقاذفات القنابل والقنابل اليدوية والبنادق والمسدسات.. وأضاف، بحسب وكالة الأنباء تسنيم، أن هذه الأسلحة تعزيز لقدرات الجيش في القتال الفردي والدفاع الجوي.

كما حذرت إيران يوم السبت الفائت واشنطن من مغبة أي أعمال عدائية، وقال العميد أمير علي حاجي زادة، قائد سلاح الفضاء الإسلامي في الحرس الثوري الإيراني، أثناء تدريبات واسعة النطاق لقوات الدفاع الجوي، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء فارس الرسمية، “إذا ارتكب العدو أي خطأ فإن صواريخنا بعيدة المدى سوف تصل أهدافها”.

وحذرت إيران أيضا أنه إذا ما تمت مهاجمتها، فإن صواريخها ستستهدف الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، ومنشآت أمريكية في المحيط الهندي، ومدينة تل أبيب الإسرائيلية.

من جهته أيضا، توعد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في الحرس الثوري “مجتبى ذو النور” إسرائيل فقال: “ما رأيناه مؤخرا خلال المناورات هو نقطة في بحر من مجموعة أنظمة الصواريخ الإيرانية، والتي باستطاعتها تسوية مواقع العدو بالأرض إذا ما ارتكب العدو أي أخطاء”. وأضاف “الصاروخ الإيراني بات يحتاج فقط لسبع دقائق لضرب تل أبيب”.

وجاءت هذه التهديدات بعد أن فرضت إدارة ترامب عقوبات، يوم الجمعة الفائت، على 25 فردا وكيانا ممن يدعمون برنامج الصواريخ البالستية في الحرس الثوري الإيراني.

وفرضت الإدارة الأمريكية هذه العقوبات إثر اختبار طهران لصواريخ باليستية إيرانية يوم 29 كانون الثاني/يناير الماضي، حيث قالت واشنطن إن إيران تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي يحظر على إيران إطلاق صواريخ قادرة على حمل سلاح نووي. فيما قالت إيران “إن الصاروخ لم يكن قادرا على حمل سلاح نووي، وأنه اختبار لأسلحة دفاعية وهذا من حقها”.

وفي الوقت نفسه، أجرت الصين اختبارا لمنظومة صواريخ متعددة الرؤوس الحربية، وصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية والتي وصل مداها إلى 600 ميل، ويمكن أن تصل إلى أهداف في تايوان وكوريا واليابان، فضلا عن السفن التي تتحرك في بحر الصين. كما قام الجيش الصيني بإجراء اختبار لاعتراض صاروخ بالستي على موقع وزارة الدفاع الأسبوع الماضي، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”، بالإضافة إلى إطلاق صاروخ DF-16 من منصة إطلاق متحركة، مما يجعل من الصعب العثور عليه وتدميره قبل الإطلاق، وهي مصممة لتوسيع نطاق الصين على المياه التي تسعى للسيطرة عليها، بحسب أسوشييتد برس.

كما اختبر الجيش الصيني رأسا حربيا لصاروخ يمكن ضبط مساره لضرب أهدافه التي تسير بخطى بطيئة كما يمكنه المناورة والتهرب من الدفاعات المضادة للصواريخ مثل نظام باتريوت الأمريكي الذي تنشره واشنطن في تايوان.

صواريخ بالستية صينية محمولة على عربات

جاء اختبار الصين لهذه المنظومات الدفاعية والهجومية المتطورة في أعقاب عدة تحركات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفسرتها الصين على أنها تهديد، بعد تلقيه مكالمة تهنئة من رئيسة تايوان التي تعتبرها الصين إقليما منشقا، وقال ترامب خلال المكالمة مع “تساي إينغ وين” أنه لن يكون ملزما بسياسة “الصين الواحدة” التي تستند إليها العلاقات بين الصين والولايات المتحدة منذ السبعينات. وعندما اعترضت بكين على ما دار بين ترامب والرئيسة تساي إينغ وين خلال المكالمة الهاتفية، واصل ترامب انتقاده للصين لخفض قيمة عملتها لإيذاء واردات الولايات المتحدة إليها بالإضافة إلى بناء مجمع عسكري ضخم في وسط بحر الصين الجنوبي.

وبحسب “توماس شوغارت“، وهو ضابط حرب الغواصات في البحرية الأمريكية وزميل بارز في مركز الأمن الأمريكي الجديد بواشنطن، فإن التجارب الصاروخية الأخيرة والتدريبات العسكرية في الصين تشير إلى اعتماد بكين سياسة الضربات العسكرية الاستباقية ضد أهداف أمريكية إذا ما اعتقدت الصين أن مصالحها الاستراتيجية مهددة وفشلت بالردع.

وأضاف شوغارت أن ما قامت الصين من تجارب يظهر تخطيطا استراتيجيا لضربة استباقية ويتفق مع المعلومات المتوفرة حول عقيدة القوة الصاروخية للصين”.

وسائل الإعلام الرسمية في الصين قالت إن الولايات المتحدة تحتاج إلى “شن حرب” لوقف وصول الصين إلى سلسلة من الجزر الاصطناعية “جرز سبراتلي” التي بنتها في بحر الصين الجنوبي. وهذه الجزر المحصنة تقع في المياه الغنية بالنفط، والتي تشكل ممرا ملاحيا مزدحما يقع بين كل من الفلبين وماليزيا وفيتنام وتايوان وبروناي.

أورين دوريل – يو إس آي توداي
ترجمة المكتب الإعلامي بتيار الغد السوري

تعليقات الفيسبوك