حول الارهاب

تتمثل رؤية التيار لموضوعة الارهاب بمستويين : 1- المستوى الأول : إرهاب النظام  منذ انقلاب  حافظ الأسد 1970 عاش المجتمع والمواطن السوري تحت وطأة نظام استبدادي  مارس أعلى أشكال...

تتمثل رؤية التيار لموضوعة الارهاب بمستويين :

1- المستوى الأول :

إرهاب النظام 

منذ انقلاب  حافظ الأسد 1970 عاش المجتمع والمواطن السوري تحت وطأة نظام استبدادي  مارس أعلى أشكال العنف والأرهاب حيث منع حرية الصحافة وحرية العمل السياسي وقضى على إمكانية تجمع القوى السياسية وتوافقها ,ودمر إمكانية قيام أي مشروع سياسي وطني ديمقراطي معارض ,ومنع إنشاء أي منظمات مجتمع مدني ونقابات خارج إطاره ورؤيته ,ومنع حتى وسائل الإعلام العالمية من  نشر أية  مقالات أو لقاءات مع الشخصيات المعارضة لنظامه , وأنشأ العشرات من أجهزة المخابرات وأطلق يدها في المجتمع , ولجأ إلى الاعتقالات الجماعية وإلى المجازر كي يجعل السوريين عبيداً له ولدولته الفاسدة .

في الشهر الثالث من عام 2011 ثار السوريون على آلة القمع وانطلقوا بمظاهرات سلمية تطالب بالحرية والعدالة والكرامة مما أذهل النظام فقام فوراً باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين في الساحات والشوارع وأطلق أجهزته الأمنية والعسكرية إلى شوارع المدن السورية وأحيائها وقراها فتم اطلاق النار على المتظاهرين بالأسلحة الرشاشة واستخدام القنابل والمدفعية كذلك , ثم استخدم الطيران الحربي والسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة ونتج عن ذلك كارثة انسانية غير مسبوقة في عالمنا حيث استشهد مئات الآلاف ,ومثلهم معتقلين ومفقودين وتم تشريد حوالي نصف سكان سوريا من مدنهم وقراهم ,ولم يكتف بقواته وبما فعلت بالشعب السوري الذي لم ولن يخضع مرة ثانية لهكذا نظام فاستقدم ميليشيات طائفية من بلدان عدة جاءت مسلحة بفكرة الانتقام من التاريخ وقامت بمجازر وحشية فريدة من نوعها بحق المجتمع السوري على أساس طائفي محض وعندما لم يحقق النظام منها ما يريد استقدم قوات عسكرية ايرانية وروسية وافغانية ومليشيات عراقية ولبنانية ووو.

كل ذلك بهدف القضاء على ثورة الشعب السوري ممارساً أعلى أشكال إرهاب الدولة.

2- المستوى  الثاني :

الإرهاب الأصولي والتكفيري

يرتبط هذا الارهاب برؤية فكرية ترى أن سبب التأخر والضعف في المجتمعات الإسلامية هو ابتعاد هذه المجتمعات عن شرع الله ,لا يقتصر ذلك على مجموعات من السنة بل يحوي الكثير من التنظيمات والمجموعات  الشيعية  المرتبطة بدولة ولاية الفقيه في ايران .

إن نجاح الأصولية الجهادية الشيعية في الاستيلاء على الحكم في ايران شجع الجماعات السنية على التخطيط والعمل لانتاج دولة سنية اصولية  في أي بقعة,فكانت تجربة أفغانستان الفاشلة .

استغلت الجماعات الجهادية الوضع السوري فأخذت تتدفق الى سورية بتسهيلات من النظام الأسدي وبعض الدول الاقليمية وتمكنت من إيجاد موطن قدم لها في بعض المناطق السورية وأخذ بعضها يقيم دولاً وإمارات .

ينتشر الآن في سورية والمنطقة والعالم الإرهاب والتطرف ويهدد حياة الناس في سورية وغيرها بالموت والدمار استناداً لنصوص مقطوعة من سياقها التاريخي توظف بشكل عاطفي ووجداني لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية .
لقد وضع الأرهاب المتطرف التكفيري العالم بين خيارين حول الإسلام , إسلام المحبة والاعتدال.وبين ثقافة الكراهية ، والأسلام الثاني هو الذي بدأ يغزو العالم فكرياً وسياسياً وحتى عسكرياً , وهذا دفع الدول الكبرى لتشكيل تحالف ضد الارهاب مدعوم بقرارات مجلس الأمن مما يرتب على ذلك تدخل أي دولة بالشأن السوري بشكل مباشر بحجة محاربة الإرهاب مما سيؤثر مستقبلاً على  مستقبل الشعوب الإسلامية وعلاقتها بالعالم .
إن التيار يرى أن العوامل والأسباب الرئيسية لفاعلية الجماعات الإرهابية التكفيرية في سورية يعود للأسباب التالية :

1- وجود فئة اجتماعية كبيرة همشت سياسياً واقتصادياً لصالح فئات اخرى .

2- تشجيع ودعم النظام الاستبدادي لظهور هذه الجماعات والافراج عن قادتها، والسماح لها بالتمدد والسيطرة على مناطق واسعة من سورية ليثبت نظريته الأولى عن الثورة بأنها صراع بين دولة علمانية وإمارات أصولية إسلامية تكفيرية كي يتخلص من مشروع ثورة الحرية والكرامة السورية .

3- دعم الغرب تاريخياً للأنظمة الاستبدادية في العالم الإسلامي مما شكل ردة فعل شعبية ضد الغرب والمعبر عنها الجماعات الأسلامية التكفيرية .

4- تكاثر المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي وقيامها بإنشاء شبكات تجنيد عالمية منظمة وممولة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية .

5- انعدام الحياة السياسية الديمقراطية في المجتمع السوري ،دفع الكثير من الشباب نحو الفكر الديني المتطرف وممارسة العنف والارهاب.

 6– محاربة النظام الاستبدادي لمنظمات المجتمع المدني المستقلة عنه التي تحتوي أنشطة الشباب وتوجهها مما دفع الكثير من الشباب للبحث عن حالة انتماء ولم يجد أمامه سوى المنظمات التكفيرية والمتطرفة وقوى وأحزاب تعيش حالة اغتراب عن الواقع السوري ومشكلاته  .

7- غض النظر من قبل قوى الثورة والمعارضة عن تدفق الجهاديين من خارج البلاد واعتباره نصرة للشعب السوري.

نتج عن وجود ونشاط الجماعات التكفيرية المتطرفة في سورية مشكلات كبرى، أخذت تتعقد بشدة  مع استمرار الصراع بين الشعب والسلطة مما أدى الى ما يلي :

  • سيطرة الجماعات التكفيرية  على مساحات واسعة من الجغرافية السورية وتحكمت بحياة الناس اليومية بإرهاب وحشي وعقوبات صارمة بحق المخالفين لقوانين وشرائع هؤلاء الارهابيين الخارجة من التاريخ وهذا أدّى الى مزيد من الأستبداد والقتل والدمار.
  • أصبح العالم ينظر الى السوريين وتنظيماتهم على أنها إرهابية أو مشروع إرهاب قادم فابتعد عن تقديم مساعدات فعّالة للسوريين بحيث لم نعد نعني للكثير من الدول سوى مجتمع  حاضن للإرهاب والتطرف ويجب تدميره والتخلص منه.
  • ان سياسات بعض من دول أصدقاء الشعب السوري في ادارة الازمة السورية ، اسهم في اعادة تأهيل النظام السوري تحت مسمى مكافحة الارهاب.
  • عملت هذه المجموعات الأرهابية على زيادة تفكك المجتمع السوري بتقسيمه لسنة ووعلوية واقليات وأديان ومذاهب مما يضعنا كسوريين أمام حالة كارثية على صعيد الوحدة الوطنية والعقد الأجتماعي الجامع لكل السوريين .

أمام كل ذلك الوضع اللاانساني واللاوطني والمأساوي يرى التيار أن محاربة تلك الجماعات الارهابية ضرورة كمحاربة نظام الاستبداد حيث يشتركان معاً بفرض استبدادهما  وإرهابهما وتدميرهما للمجتمع السوري وعمرانه.

يرى التيار أن آليات محاربة الإرهاب التكفيري ونظام الاستبداد تقوم على الأسس التالية :

  • سقوط النظام بكافة رموزه ومحاكمتهم.
  • العمل على نشر ثقافة وسلوكيات الديمقراطية في المجتمع.
  • محاربة احتكار جماعات معينة للإسلام وعلومة الفقهية .
  • وضع استراتيجية إعلامية تربوية شاملة لتشكيل وعي جمعي ضد الإرهاب والتطرف بكل أشكاله.
  • إصلاح المؤسسات الدينية وذلك من خلال دعم ومساندة رجال الدين الإصلاحيين المستنيرين في إنشاء وتنظيم مدارس فكرية نقدية داخل الثقافة الإسلامية ,وخلق منصات بديلة لإنتزاع الدين من براثن المتطرفين التكفيريين وتفسيراتهم المغلوطة.
  • التمسك بالوسائل السلمية لحل النزاعات والخلافات, والتركيز على مستقبل يعيش فيه السوريون بسلام وكرامة وحرية واحترام الاختلاف الديني المذهبي .
  • دعم القوى العسكرية المعتدلة المؤمنة بمواجهة الارهاب ووحدة سورية .
  • الاسراع في انجاز الحل السياسي للتفرغ لمواجهة جماعات التطرف .

إننا أمام معركة طويلة وصعبة مع الفكر التكفيري الإرهابي , هذه المعركة ليست عسكرية فقط , بل هي فكرية وثقافية تبدأ من البيت والمدرسة والجامع وكل وسائل الإعلام والتواصل ,لمواجهة استراتيجيات الفكر الاصولي المتطرف  لمعظم الجماعات الإرهابية التي تلجأ لسلب كل إمكانيات الوعي والتفكير والعقل بلجوئها لقراءة خاطئة للتاريخ والدين والتراث الاسلامي قائمة على قتل وإبادة كل من لا يؤمن بمشروعها وتوجهاتها أو يخالف عقائدها ورؤيتها وتفسيراتها .

للأسف تلك القراءة المغلوطة نجدها تدرس في الكثير من معاهد وجامعات ومدارس العالم الاسلامي حيث تقوم بالتسلل إلى عقول الشباب الصغار, مستغلة عواطفهم ومشاعرهم الناتجة عن تأخر وتخلف المجتمعات الإسلامية ,فتعمي أبصارهم وتدجن عقولهم الطرية بحشوها بثقافة الكره للآخر وتكفيره وضرورة قتله تقرباً الى الله .
آن الآوان لشبابنا وشاباتنا وشعبنا أن يخرج للعالم بثقافة تدعو إلى المحبة والسلام بين الشعوب من أجل العيش  الكريم والسلام والأمن، ثقافة الاسلام الحقيقية .

أقسام
وثائق التيار

أخبار متعلقة