في ظل ما تشهده سوريا من مخاض سياسي عسير، جاء تأسيس تيار الغد ليكون بمثابة الحزب السياسي الجديد، الذي يتكون من رموز من الائتلاف السوري المعارض ومستقلين، ويترأسه احمد الجربا.
أثار اعلان تيار سياسي سوري جديد من القاهرة، باسم تيار الغد السوري، برئاسة أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق، مطلع هذا الأسبوع، الكثير من ردات الفعل، خاصة بعدما أشيع أنه امتدح روسيا في كلمته في حفل الافتتاح، لأنها التزمت بالهدنة، وهو ما نفاه التيار وطالب بالعودة الى الخطاب، اضافة الى وجود ضيوف مثل القيادي الفلسطيني محمد دحلان والنائب اللبناني عقاب صقر الذي ألقى كلمة في الافتتاح الى جانب وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي أناب نزيه النجاري وحميد دربندي بالنيابة عن الرئيس مسعود البارزاني ووسام حبشي بالنيابة عن سمير جعجع، وابراهيم برو رئيس المجلس الكردي وبشير السعدي عن المنظمة الآثورية الديمقراطية.
وقال قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، عضو الائتلاف السوري المعارض، لـ”إيلاف”، إن “الإنتساب يكون للجديد وأنا شخصياً اعتبر نفسي مؤسساً رئيسياً لهذا المشروع الوطني المتمثل بتيار الغد السوري الذي يترأسه القيادي السوري أحمد الجربا”.
وأضاف: “تيارنا الجديد والوليد ليس ابن اللحظة هو نتاج مخاض عسير من عمل الكتلة الديمقراطية داخل الائتلاف، وكذلك الأصدقاء والمتحالفين معها، حتى وصلنا إلى إعلان تأسيس هذا التنظيم السياسي من خلال قاعدة شعبية معروفة وشخصيات وطنية وازنة.
” واعتبر الخطيب أن “المهم عندي هو هوية هذا التيار، وهي العلمانية والديمقراطية والتعددية، وكذلك مبادئه الرئيسة بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا”.
وتكون التيار من أعضاء في الائتلاف وأعضاء في مؤتمري القاهرة والرياض للمعارضة السورية ومستقلين .
من جانبه، قال تليد صائب، عضو الامانة العامة في تيار الغد السوري: “طوال عمري لم انضم لحزب أو تيار سياسي ولا حتى لطلائع البعث” .
ولكنه اعتبر في تصريح لـ”إيلاف” أن “الظروف الحالية التي مرت وتمر بسوريا وبحثي عن تجمع يتفق مع ما أراه وأؤمن به من ضرورة وقف الحرب والحفاظ على وحدة سوريا ارضًا وشعبًا”، بكل الفسيفساء السوري المتميز والرائع، وبعد كل ما قرأته وسمعته عن تيار الغد السوري ورغبة مني بالعمل ضمن جماعة أكبر لأن العمل الفردي بظل هذه الظروف لا يوصل إلى نتيجة وجدت نفسي أقرب بالرؤية والأفكار والاهداف إلى تيار الغد عن غيره، لذلك تشرفت بالانضمام إليه، وكان لي شرف حضور المؤتمر التأسيسي وأن أكون عضوًا بالأمانة العامة فيه”.
من جانبه، قال حمد العبد العضو المؤسس في تيار الغد السوري،” تشرفنا بدعوة كريمة لحضور حفل تأسيس واطلاق تيار الغد السوري برئاسة الشيخ الجربا صاحب الضمير الحي والأصل الطيب الذي وقف معنا في محنتنا يوم هاجمت داعش المجرمة أبناء عشيرة الشعيطات، وارتكبت تلك المجزرة المروعة. لن ننسى يومًا من وقف معنا في وقت لم نجد فيه من يواسينا”.
وأضاف: “اطلعنا على الوثائق التأسيسية، وشاركنا والحضور الكريم بمناقشتها في جو من الود والوطنية”.
وقال أيضًا “لقد اخترت الإنضمام إلى تيار الغد كونه تنظيمًا سياسيًا ينادي بقيام سوريا الجديدة الديمقراطية دولة المواطنة والقانون والعدالة والكرامة”.
واعتبر أنه “تيار يسعى إلى التشاركية في سوريا المدنية العصرية، كما يؤمن بحق السوريين بالتعبير عن آرائهم وقناعاتهم طالما لم يتحول سلوكهم إلى أفعال مخلة بالقانون أو القيام بأعمال ارهابية تنتهك حقوق الآخرين ويهدد حياتهم وأمنهم”.
وفي الذكرى الخامسة للثورة السورية، دعا تيار الغد السوري أن يؤدي “الحل السياسي إلى نقل السلطة من الأسد وأعوانه إلى هيئة انتقالية حاكمة ذات صلاحيات كاملة تأخذ البلاد نحو الانتقال الديمقراطي، ومحاربة الإرهابيين المتطرفين، والبدء بإعادة الاعمار، وأي شيء أقل من الانتقال الكامل من دون الاسد وأعوانه الملطخة أيديهم بدماء الشعب هو ليس حلاً”.
وقال بيان للتيار تلقت “إيلاف ” نسخة منه، “إن الثورة تمر ضمن أوضاع بالغة في الحساسية، وان نضالات السوريين وتضحياتهم خلال خمس سنوات افشلت محاولات نظام الاسد الديكتاتوري وداعميه الإقليميين والدوليين في قمع هذه الثورة المباركة، واصبحت هناك ساحة أخرى للنضال، وهي الساحة السياسية، في تلك الساحة يجب أن لا يسمح للنظام وداعميه في الحصول على ما لم يستطيعوا الحصول عليه بقتل نصف مليون مواطن، وجرح مليون، وتهجير ملايين آخرين”.
وتوقع أنه “سوف تتعرض المعارضة لضغوط من اجل القبول بحلول لا ترقى لطموحاتكم وتضحياتكم، ومقاومة تلك الضغوط تتطلب تضافر السوريين بقواهم الشعبية والعسكرية والسياسية”.
وقال البيان “إن توحيد وتنسيق الجهود النضالية في هذا الوقت هو أكثر أهمية من أي وقت مضى”.
وأكد البيان “أن تيار الغد السوري هو تنظيم منبثق عن الشعب وثورته، ورهاناته هي الوصول إلى أهداف الثورة السامية في الحرية والكرامة للشعب، والانتقال إلى دولة ديمقراطية تعددية، تحترم سيادة القانون، وحقوق الإنسان والمرأة، والمساواة بين كافة أطياف الشعب السوري بغض النظر عن العرق أو الطائفة أو الجنس، دولة معتدلة حيادية تجاه كافة أبنائها لا يوجد فيها تطرف وتكفير وايديوجيات ظلامية تصطدم مع المجتمع المحلي والدولي.”.
وأضاف “دولة موحدة تمارس سيادتها على 185000 كم2، وتعتمد اللامركزية الإدارية من اجل تحسين الخدمات للمواطنين، ويُنتخب فيها المسؤولون بشكل حر وشفاف، ويضعون نصب أعينهم خدمة الشعب ومصالحه العليا، وتأمين أفضل مستوى من التعليم والرعاية الصحية، والتطور العلمي والثقافي و تحقيق الازدهار والثروة لصالح الشعب، إن انتصار الثورة السورية وتحقيق أهدافها هو لمصلحة كافة اطياف الشعب السوري.. إن التحديات كبيرة ولكن الشعب السوري لها، وسوف تنتصر ثورته وتحقق أهدافها من اجل غد مشرق مزدهر” .
بهية مارديني – إيلاف