د. عمار القربي امين سر تيار الغد السوري يتحدث لبوابة العرب اليوم

  اختيار تيار الغد القاهرة مؤقت ياتي بسبب مكانة مصر العربية والدولية والاسلامية وتيارنا لم يطرح نفسة وصيا على الثورة السورية او بديلا للقوي السياسية الاخري
– انسحاب روسيا من سوريا لم يكن مفاجئا لنا وتم التنسيق مع الامريكان
– بقاء الاسد فى السلطة مرهون بالاتفاق على اطر الحل السياسي ككل
شهدت القاهرة خلال الايام الماضية انعقاد المؤتمر الاول لتيار الغد السوري والذي اعلن تأسيسة بالقاهرة كمقر رئيسي مؤقت وياتي انعقاد هذا المؤتمر فى ظل تطورات هامة تمثلت فى اعلان روسيا انسحابها المفاجئ من سوريا وهو ما اعتبرة المراقبون ضغط سياسي روسي على النظام السوري لتقديم تنازلات فى العملية السياسية وفى ظل تلك التطورات لتيار الغد السوري بجوار خاص تناول فية وجهة نظرة ازاء التطورات الراهنة
1- لماذا تم التفكير فى انشاء تيار الغد السوري فى هذا التوقيت ؟ ومن يدعمة ؟
تيار الغد ليس وليد اللحظة ، بل هو نتاج عمل مشترك لمجموعة منذ سنوات ، لكن وجود تلك المجموعة في اطر مختلفة من ائتلاف ومؤتمر القاهرة الى مؤتمر الرياض اصبح يلح علينا بتأطير انفسنا بعنوان واحد يجمع رؤانا وينسق عملنا بين كل اوعية المعارضة ، نعم كان التوقيت مدروسا ، فنحن على اعتاب السنة الخامسة لاندلاع الثورة السورية وسط فوضى بالمشهد السياسي الدولي والمحلي ، هناك مستجدات ملحة من تدخل وانسحاب روسي وبدء الجولة الثانية من مفاوضات جنييف3
2- وما مغزي اختيار القاهرة كمكان لاجتماعكم الاول ؟ وهل يعني ذلك وجود دعم مصري لهذا التجميع ؟
اختيار القاهرة لاسباب عدة ، لعل من اهمها مكانة مصر وبعدها العربي والاسلامي والدولي ، مصر الاعتدال والتعايش والتسامح ورفض الارهاب والتعصب هي عناوين عمل لتيار الغد السوري.
لم يتم اختيار القاهرة كمكان للانعقاد فقط ،بل كمقر رئيسي مؤقت ريثما يتنسنى لنا العودة لدمشق ، فتجربتنا ليست الاولى بالقاهرة ولن تكون الاخيرة ، فهنا اجتمعت المعارضة السورية للمرة الاولى وتوحدت تحت مظلة الجامعة العربية ، ومنها انطلق مؤتمر القاهرة الذي يمثل اطياف المجتمع السوري ومكوناته ، وفيها وجدنا الدعم السياسي والمعنوي لقضية الشعب السوري بعيدا عن المزاودات في مزاد السياسة ، اخترنا القاهرة لانها اعطتنا هامش حرية العمل دون تدخل او املاءات ولم تطلب منا تقديم فروض الطاعة والولاء،.. نعم ان كانت التسهيلات اللوجستية التي قدمتها الحكومة المصرية لنا من حجوزات وسمات دخول واقامات وحضور ممثل للخارجية المصرية في مؤتمرنا يعتبر دعما ، فنحن نتشرف بالدعم المصري ونكبر به ونعتبر انفسنا ضمن المحور السياسي التي تتواجد فيه مصر والامارات والمملكة العربية السعودية ، وذكرنا ذلك في افتتاح مؤتمرنا.
3- وما هو الجديد الذي يمكن هذا التكتل للتكتلات الاخري ؟
نحن لسنا تكتل بل نحن تيار سياسي تنظيمي يمثل اعضائه المنتسبين له فقط ، تيار الغد لم يطرح نفسه وصيا على الشعب السوري ولا وصيا على الثورة السورية كما انه لم يطرح نفسه بديلا للقوى السياسية الموجودة الان على اختلاف مشاربها ، نحن سنقدم قريبا مشروعا سياسيا لتجمع القوى المتشابهة فكريا وسياسيا ضمن جبهة سياسية واحدة ، كما اننا قدمنا برامج عمل مشتركة مع احزاب اخرى سنعلنها قريبا، اضافة لاننا سنطرح ميثاقا سياسيا على كل القوى السورية ونحن على استعداد للتعاون والحوار مع اي فصيل اخر .
4- يقال ان التكتلات السياسية المتواجدة حاليا ليس لها تأثير كبير فى ظل عدم وجود قوة تدعمها على الارض فكيف تري هذا ؟
ان عدم انضواء الفصائل المسلحة على انواعها تحت السقف السياسي للاحزاب قد اضعف من تلك الاحزاب فعلا وساهم في انفصال الخطاب عن الواقع ، لكن هناك اسباب اخرى ساهمت في ضعف تأثير تلك التكتلات ولعل اهمها الاخطاء القاتلة التي قامت بها تلك التكتلات والتصرفات الصبيانية وردود الفعل غير المدروسة و نهمها وتعطشها للسلطة كاسباب ذاتية وضعف الدعم الدولي وشح مصادر التمويل وتشتت الاعضاء بين الدول والاجندات الاعلامية للقنوات الفضائية وغيرها من الاسباب الموضوعية التي اضعف تأثير المعارضة.
5- ما هو تفسيركم لقيام روسيا بسحب قواتها فى هذا التوقيت ؟ وما هو تأثير هذا الانسحاب ؟
ربما كنت من الذين لم يتفاجؤوا بانسحاب القوات الروسية ، بل من الصدفة بمكان اننا كنا نناقش ذلك قبل يوم في الجامعة العربية مع السيد الامين العام نبيل العربي ونائبه بن حلي اضافة للاستاذ طلال الامين عندما كنا بزيارة رسمية مع رئيس المكتب السياسي للتيار، اعتقد ان المفاجأة كانت في سرعة اتخاذ القرار وتنفيذه، وهذا يدل على ان هناك تنسيق كامل بين الولايات المتحدة وروسيا على عكس ماينقله الاعلام من خلافات ثنائية ، واعتقد ان هذا الانسحاب سيعطي دفعة ايجابية اكبر لفرص نجاح الحل السياسي وتقدم المفاوضات الجارية الان ، كما انها صفعة قوية للنظام السوري الذي تبجح مؤخرا بتصريحات عنترية مستقوية بالتدخل الروسي من رفض المرحلة الانتقالية او اعتبار الاسد خط احمر.
6- وهل تري ان هناك توافقا روسيا – امريكا حول هذا الانسحاب ؟
نعم ، كما ذكرت هناك توافق كامل ، وهذا ليس بجديد اذ طالما كانت القضية السورية محكومة بهذا التوافق حتى من بدايات الاحداث ، واذكر ان وزير الخارجية الروسي لافروف قال اثناء استقباله لي عشية استخدام روسيا للفيتو الاول في مجلس الامن قبل اربع سنوات :” قلت لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اننا سنستخدم الفيتو وهي لم تقم بالرفض ولم تقدم لنا اي عرض “
7- شهدت الفترة الماضية تبدل مواقف القوي الكبري وخاصة امريكا وروسيا من الازمة فهل تري ان هناك اتفاقا سريا بين هذه القوي على تقسيم سوريا ؟
من المؤسف ان هناك تخبطا في الرؤية لمستقبل سورية ، لايوجد تبدل بالمواقف بل هو تشوش في تلك المواقف وتضارب في التصريحات وتناقض في المواقف ، والسبب في ذلك شدة تعقيد المشهد السوري بالنسبة لتلك الدول مع الاخذ بعين الاعتبار انهم يتعاطون مع القضية السورية في سياق المشهد الاقليمي عامة والذي هو ايضا معقد.
اجزم لكم انه لا اتفاق بتقسيم سورية لكن عدم وجود استراتيجية واضحة تجاه مستقبل سورية يجعل الامور ضبابية ويفسح المجال للتفسيرات والتأويلات.
8- بعد التطورات الاخيرة هل تتوقعون ان يحقق مؤتمر جنيف تقدم فى العملية السياسية ؟
ان كنت تقصد مسار جنيف التفاوضي وكعنوان لحل سياسي فليس هناك بديل اخر ، وهو سيكون عاجلا ام اجلا مظلة العملية السياسية ، اما ان كان المقصود الحالة الاجرائية حاليا من تفاوض بين النظام والهيئة العليا للتفاوض فأعتقد انها مضيعة للوقت لان كلا الطرفين لايملك من زمام امرهما شيئا وقرارهما مستلب لصالح قوى اقليمية تحركهما بالريموت كنترول.
9- وما هي رؤيتك حول الجدل الدائر حاليا عن امكانية استمرار الاسد فى السلطة خلال المرحلة المقبلة ؟
اغلب النقاش الدائر هو نقاش ذو طبيعة شعبوية يهدف لتسجيل نقاط هنا او هناك ، وقلة ممن ناقشوا الامر من زاوية الواقع وحاجات المستقبل ومتطلبات الحل . فالقضية لم تعد وجود الاسد بالسلطة فقط “على اهميتها” بل وجود الارهاب ايضا والتحدي ببقاء سورية موحدة اضافة لطريقة الانتقال السلمي السلس ..ان نقاش وجود الاسد مرهون بالاتفاق على اطار الحل السياسي ككل وعن مدة هذه المرحلة الانتقالية والضمانات بتخليه عن الحكم بعدها ، اضافة الى تحديد الصلاحيات المناطه به بتلك المرحلة، ناهيك عن شكل الحكومة الانتقالية …اذا الموضوع يدرس ككل وليس كجزء.
10- فى ظل الازمة الانسانية التى يتعرض لها السوريون فى الداخل والخارج هل تري ان المساعدات التى قدمتها الاسرة الدولية خاصة بعد مؤتمر دعم سوريا كافية لاغاثة هؤلاء الاجئين ؟
كلا على الاطلاق ، بل كان المجتمع الدولي شريكا اساسيا في المصير الذي واجه ويواجه السوريين ، كما ان مبادرات بعض الدول لن تمحي وصمة العار على جبين الانسانية، ان اللاجئين السوريين الذي قدموا كطعام للاسماك في البحر المتوسط لايختلفون عن اولئك الذي يستشهدون تحت براميل الاسد ، وان الاطفال الذي قضوا تحت القصف الروسي في المدارس لايختلفون عن الابرياء الذين قتلوا ليلا بطائرات التحالف الامريكي…اضافة لأن صمت المجتمع الدولي وتخاذله كان السلاح الاكبر في قتل الشعب السوري.
11- بعد الضربات الروسية والغربية لتنظيم داعش فى سوريا هل تري ان تلك الضربات اضعفت تنظيم داعش بحيث يمكن القضاء على تواجدة خلال المرحلة المقبلة ؟
صحيح ان الضربات الروسية قد اضعفت داعش الا انها ايضا قد اضعفت الجيش الحر والفصائل المعتدلة التي لم توفرها الضربات الروسية ، وبالنتيجة استفاد النظام من حصيلة التدخل اسوة بالفكر المتطرف الذي وجد بالتدخل الروسي عاملا تحفيزيا لاستقطاب عناصر جديدة ربما تفوق ماخسروه .
القضاء على الارهاب لايكون الا عبر حل جذر القضية الاساسي الا وهو رفع الاستبداد وتحقيق دولة العدالة والقانون والمشاركة السياسية والتداول السلمي للسلطة بالتوازي مع بناء عقد اجتماعي جديد يترافق بتوعية وسياسة تعليمية واعلامية حديثة دون ان ننسى اصلاح المؤسسة الدينية وتنقيتها من خطاب الكراهية بدءا من المسجد وصولا للتلفاز.
12- فى النهاية ما هى مطالبكم من العالم العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة ؟ وما تأثير الخلاف المصري السعودي على الدور العربي ؟
لن نطلب شيء من العالم العربي لانه لن يقدم اي شيء ، ففاقد الشيء لايعطيه ، بل نحن من قدم لهم تجربتنا وانصحهم باتخاذ الخطوات الجريئة بالانفتاح الديمقراطي والسماح بالحريات وتوسيع المشاركة السياسية والا فالطوفان سيصلهم لاريب. ونتمنى لمصر ان تتعافى سريعا كي تمارس دورها الريادي في الوطن العربي ، فاغلب ماحدث في المنطقة كان بسبب غياب دور مصر المركزي والذي بدأنا نلحظ عودته بصورة متسارعة.
اما الخلاف المصري السعودي فهو خلاف في الاسلوب وليس في الاستراتيجية ، ولقد سمعت ذلك من الطرفين ، وربما يكون ذلك افضل للشعوب العربية حيث تتوافر عدة خيارات لتحقيق المطلب الاساسي لها والذي لاتختلف عليه لامصر ولا السعودية.
بوابة العرب اليوم

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق