من أهم العوامل التي ساعدت بقاء نظام الإستبداد الأسدي هو افتقار الثورة إلى حامل سياسي ، يستند إلى منظومة فكرية يضع للثورة استراتيجيات عملها ويتابع تنفيذها .
كان ذلك لا يزال غائبا عن الفعل السياسي للثورة حيث تركت تحت رحمة الارتجال والعفوية والجهل الكلي بأسس وقواعد العمل السياسي .
هذا ما ادركته مجموعة صغيرة من الكتلة الديموقراطية وأصدقائها في الائتلاف الوطني وأخذت تعمل بكل إمكانياتها مستندة إلى تجربة أعضائها السياسية السابقة والغنية بمواجهة نظام الاستبداد الاسدي، وشمولية الفكر السائد في المجتمع السوري .
حاولت الكتلة أن تجعل من الائتلاف مؤسسة سياسية فاعلة ومؤثرة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي ، وفي المجالات السياسية والعسكرية والدبلوماسية التي تخدم أهداف الثورة السورية من خلال تقديمها للكثير من البرامج والمشاريع والاستراتيجيات لمأسسة الائتلاف وتحميله برنامج عمل وطني واستراتيجيات شاملة تحكم أداءه لينال ثقة واحترام الشعب السوري ودول العالم ، لكننا كنا دائما نصطدم بعقلية بنت جدرانا عالية وسميكة وصلبة وشائكة لمنع تطوير الائتلاف وإبقاءه مشلولا تحت سيطرتهم وسيطرة أجنداتهم .
خلال رئاسة احمد الجربا للائتلاف ( وهو من قيادة الكتلة الديموقراطية ) لمدة عام واحد من النصف الثاني لعام 2013 وحتى بداية النصف الثاني من عام 2014 وطاقمه من الكتلة الديموقراطية تم تحقيق ما يلي :
1- نقل القضية السورية وثورة شعبها إلى أهم مراكز صناعة القرار الدولي والمحافل الدولية والإقليمية بنجاح يحسب لها . عجزت كل القيادات اللاحقة عن استثماره ومتابعته.
2- تفعيل المجالس المحلية بالداخل ومدها باغاثة مالية تجاوزت 15 مليون دولار ، وعملت على إعادة هيكلتها على أسس وطنية مؤثرة في الداخل .
3- تأمين الدعم المالي والعسكري لمعظم وحدات الجيش الحر في مختلف الجبهات وعملت بإخلاص وجدية عالية لإنشاء جيش وطني بقيادة موحدة وعلم واحد وعقيدة قتالية واحدة أيضا ،لكن تم إفشال ذلك بشكل متعمد من قبل قوى سياسية وعسكرية مرتبطة باجندات حزبية وفئوية واقليمية ودولية .
4- تمكنت من عقد مؤتمر جنيف دون التنازل عن أي هدف من أهداف الثورة واستطاعت أن تمنع أيران من حضور المؤتمر رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لها .
5- طالبت كثيرا بتغيير النظام الأساسي للائتلاف بحيث يساعد على بناء مؤسسة سياسية حديثة مرنة تستطيع التعامل بحيوية مع الواقع السوري ومتغيراته المتسارعة ،لكن حراس الجدار العالي . والمصالح الضيقة منعوا تحقيق ذلك .
انطلاقا من القاعدة التي تقول بأن السياسي الناجح لا ييأس من شيء لم ينجح بتحقيقه وعليه متابعة العمل بأسس وأدوات جديدة لتحقيق أهدافه تابعت الكتلة الديموقراطية بقيادة أحمد الجربا مسيرتها في حقل يكتظ بالالغام والمنعطفات الحادة والخطرة وانطلقت إلى الفضاء السياسي السوري الواسع حيث أخذت تتواصل مع الكثير من القوى السياسية وتعبيرات المجتمع السوري من أجل إنتاج ميثاق عمل وطني جامع يجعل من المعارضة السورية بديلا حقيقيا وفاعلا لقيادة دولة سورية القادمة ،وكان لذلك الكثير من اللقاءات والمؤتمرات ومنها مؤتمر القاهرة الأول والثاني الذي تعرض لهجوم واسع من بعض القوى المرعوبة من فقدان هيمنتها ومصالحها .
كانت الكتلة الديموقراطية وفي كل اجتماعها الأسبوعية وحواراتها مع القوى الأخرى وبتوجيه من قيادتها دائمة البحث عن البدائل الضرورية التي يحتاجها الواقع السوري من خلال معطياته ، ومن خلال مواقف القوى الإقليمية والدولية وأهدافها في سورية ، ومن خلال الالتزام الكلي بأهداف الثورة في بناء دولة المواطنة والقانون الذي يساوي بين كل مكونات سورية .. بغض النظر عن حجمها ..في الحقوق والواجبات .
من هنا جاء مشروع تيار الغد ، من السياسة العقلانية وضروراتها الوطنية والاقليمية والدولية ، من الثورة وأهدافها ، من السوريين وإلى السوريين .
تيار الغد السوري مشروع سياسي يذهب بسورية الجديدة إلى كل مكان تكون فيه حرة وفاعلة ومحترمة كشعبها وثورته .
تؤكد وثائق تيار الغد السوري على ما يلي :
1- العمل على تحقيق أهداف الثورة السورية بالحرية والكرامة والعدل والمساواة ووحدتها الجغرافية والبشرية .
2- محاربة التطرف بكل أشكاله الدينية والعرقية والمذهبية والايديولوجية .
3- إسقاط نظام الاستبداد بكل مؤسساته ورموزه وبناء دولة حديثة تعددية ذات نظام برلماني مع لامركزية إدارية موسعة تعطي كل مكوناتها الاجتماعية كافة حقوقها في أي مجال وعلى قدم المساواة بينها في الحقوق والواجبات .
4- العمل مع القوى الوطنية الديمقراطية على إنتاج تجمع بقيادة واحدة وبرامج واستراتيجيات عمل تلبي حاجات الواقع السوري .
5- امتلاك خطاب إعلامي وطني جديد يجعل من ثورة الشعب السوري ثورة وطنية ديموقراطية تقدم نفسها للعالم كمصلحة وليس تهديدا كما هي اليوم حيث يسود خطاب إعلامي جهادي تكفيري معادي للعالم وللسوريين ايضا .
6- الانتماء إلى معطيات العصر الحديثة التي تهدف لبناء مجتمع الرفاه والحرية وحقوق الإنسان .
سنتان من العمل اليومي المتواصل ، قام به بضعة أشخاص للتواصل مع الشخصيات الوطنية السورية وخاصة الشباب من الجنسين المتميزين بالوعي الوطني المسؤول والملتزم بالثورة وأهدافها وبسورية الديموقراطية .
يقولون أن الاحجار تلقى على الأشجار المثمرة وتيار الغد السوري ألقيت عليه الاحجار قبل فترة طويلة من عقد مؤتمره التأسيسي حيث نشرت الكثير من الأكاذيب والشائعات على قيادته قبل أن تظهر ، وعلى أعضاءه قبل أن ينطلق تيارهم عبر صحف صفراء امتهنت العمل على إعدام السوريين سياسيا ، وشكلت هي واقلامها المأجورة حالة إرهاب لمنع السوريين من التعبير عن أفكارهم ، وبناء مشاريعهم الوطنية ، وتطوير تجاربهم ، وتوحيد قواهم وجهودم لإيقاف شلالات الدم السوري والهجرة والدمار .
إنهم لا يريدون لسورية ولا للسوريين أن يراكموا تجاربهم وخبراتهم ويفعلونها لبلورة هوية وطنية جامعة لكل أبنائها.
ألقوا بحجارتهم المسمومة وما زالوا دون أن يقرأوا كلمة واحدة من وثائق التيار وادبياته السياسية الاستراتيجية والمرحلية .
أيها السادة الممتلئة رؤوسكم بالحجارة وعفن التاريخ الأسود .. أنكم تشكلون حالة خراب وبؤس لسورية. . انتم عاجزون عن قراءة الواقع السوري ورافضين لتغييره. . تتحكم بكم حالات عصابية من كل ماهو جديد وضروري لحياة السوريين لا تختلف ولا تفترق كثير عن حالة نظام الاستبداد الاسدي .. تحكمكم رغباتكم المريضة والخارجة عن التاريخ والواقع ، أو رغبات من يدفع لكم ، رغبات فيها كل شيء عدا السياسة .. عدا سورية الحرة الديموقراطية .. رغبات معطلة للنمو اللازم وللفعل الوطني المطلوب .. ما كتبتوه لا علاقة له بتيار الغد السوري ، أنه يعبر عنكم فقط .. عن عبوديتكم واستلابكم لفكرة ما .. أو جهة ما .. أنتم عبيد لجهلكم وامراضكم الاسدية الموبؤوة بها عقولكم وأقلامكم .
تيار الغد السوري بقيادته ومكتبه السياسي وكل مؤسساته ماض بتنفيذ استراتيجيات عمله الوطنية والاقليمية والدولية من أجل كل سوري .. من أجل كل ذرة تراب سورية .. من أجل الحرية والديموقراطية والكرامة. . وأنتم زبد على رمل . انتم ما قبل سياسة .. ما قبل وطن .
عاشت سورية وعاش شعبها العظيم .
احمد عوض – قيادي بتيار الغد السوري
التعليقات
لايوجد تعليقات