المبتعثات الخليجيات في بريطانيا يعانين ضغوط الانتقال المفاجئ

رأى أكاديمي سعودي أن المبتعثين السعوديين عمومًا والنساء خصوصًا يعانين في أول إقامتهن في بريطانيا من ضغوط يفرضها صعوبة التأقلم مع بيئة مختلفة تمامًا عن بيئتهم مقترحًا على وزارة التعليم السعودية برنامج إعداد للغاية يسبق الابتعاث ويؤهل المقدمين على الخطوة عليها عبر توعيتهم.

لندن: نفى الدكتور السعودي ابراهيم الثنيان مدير التطوير الدولي والأستاذ المساعد في الادارة الاستراتيجية في جامعة برونيل البريطانية في لقاء خاص مع “إيلاف” تراجع تصنيف الجامعات البريطانية بين جامعات العالم.

وقال: “إن ما يتردد في تقارير إعلامية حول تراجع في التصنيف سببه أن الجامعات الأميركية أقوى في الانتاج البحثي، لأن الجامعات الأميركية اكثر من الجامعات البريطانية من حيث العدد، وتعتمد البحث الكمي، وليس النوعي، والبحوث لديها تعتمد على ارقام، وهي تسيطر على المجلات العلمية المتقدمة وغالبية الجامعات تعتمد في تقويمها على نسبة البحوث في الجامعات وعددها، والجامعات البريطانية ايضا تستثمر الكثير من البحوث، لكنها ليست مثل الأميركية”.

لا تفرقة دينية

أضاف يتم تصنيف الجامعات البريطانية عبر نوعين “بحثي وغير بحثي، ولكن عدد  الجامعات الأميركية اكبر، لذلك المقارنة غير ممكنة وظالمة”، لافتا إلى “كثرة عدد الطلاب واعضاء هيئة التدريس الأجانب في بريطانيا، فلدى الجامعات البريطانية طلاب من كل أنحاء العالم”.

 حول جامعة برونيل في لندن التي يعمل فيها قال: “هي جامعة تتفهم جدا عاداتنا وتقاليدنا ورقم 17 في العالم من حيث التنوع، حيث تضم اكثر من 120 جنسية، وتركز على الهندسة وإدارة الاعمال وفروع عدة اخرى”.

وتابع: “لديها تفهم للمجتمع المسلم، واليوم يرأس اتحاد الطلاب في الجامعة طالب مسلم، كما يصلي اكثر من 500 مسلم في الصالة الرياضية في الجامعة يوم الجمعة، وهي تحترم الأديان بشكل عام، والطلاب لديهم حرية في ممارسة الشعائر الدينية، وتحتفل مع المسلمين ايضا في أعيادهم، ومنذ عامين شهد اجتماع الطلبة السعوديين السفير في لندن.. وأثناء عملي في الجامعة فازت في العام 2013 كافضل جامعة في اختصاص إدارة الاعمال في بريطانيا”. وحول  طبيعة عمله في الجامعة أوضح “كمدير التطوير الدولي اسافر كثيرا الى دول العالم للتدريب والاستشارات ولعقد اتفاقيات مشتركة مع جامعات اخرى”.

تأهيل اجتماعي

وحول المصاعب التي تعترض الطلاب والطالبات العرب التي يحصلون على بعثات او منح، قال: “تتحدى المبتعثات الخليجيات على وجه الخصوص الكثير من المشاكل، والزوج لا يقوم بدوره الصحيح او المطلوب في كثير من الاحيان، وهناك صعوبات جمة في الانتقال من بيئة الى بيئة مختلفة تماما، ومشكلته انه انتقال مفاجئ يعرّضهن الى الكثير من الضغوط، وهناك ادوار كثيرة يجب ان تتكامل للوقوف مع المرأة دور الأهل والعائلة ودور السفارة ونشر الوعي والاعداد المسبق ماقبل السفر”.

وتابع: “للحياة في بريطانيا مشاكلها بالنسبة الى المرأة الخليجية من جوانب عديدة، وهي حياة أصعب، فالمسؤولية اكبر، وخاصة بالنسبة الى الطالبة المتزوجة، فهنا لا سائق ولا عاملة منزل”. وأوضح التوقعات دائما تكون اكبر من الرضا (Expectations exceeding satisfaction) لذلك تكون الصدمة كبيرة. ونصح بدراسة “خطوة السفر للدراسة قبل حدوثها، والإعداد لها جيدا لتجنب المخاطر وتداركها”.

صراع استقلالية

ووصف الصراع الذي تعانيه المرأة الخليجية التي تسافر للدراسة في أوروبا بالصراع بين الاستقلالية وعدمها (transition from dependent to independent).

وقال “ان الإقامة والدراسة أمر ليس سهلا، وتجتمع العديد من الضغوط في آن واحد، لترزح المرأة الطالبة تحت اثرها، وعادة لا يوجد تفهم كبير لهذه الحالات، والمال ليس كل شيء، والمنحة ليست الطريق السهل، فالنظام في بريطانيا بكل عناصره مختلف، وهناك مخاوف من التعثر في الدراسة والإصابة ببعض أمراض الاكتئاب”.

وأضاف: “كوسيلة للحل اقترحت على وزارة التعليم السعودية برنامج إعداد ما قبل الدراسة للمبتعثين والمبتعثات، خاصة ماقبل دراسة الدكتوراه (Pre- PhD) ونأمل في تضافر كل الجهود لأداء هذه المهمة التي لا أقول انها سهلة”.

بهية مارديني – إيلاف

أضف تعليقاً