لم يكن اعلان أحمد الجربا، رئيس الإئتلاف السوري السابق، والشخصية البارزة في المعارضة السورية، ولادة تيار الغد السوري في العاصمة المصرية، القاهرة، أمرا عاديا بعد الضجة التي أثيرت حول هذا الموضوع.
خطوة الجربا ترافقت مع خروج أصوات مؤيدة لإطلاق هذا التيار، إنطلاقا من ضرورة بناء حياة سياسية تعددية في سوريا، وأصوات أخرى إنتقدت “الغد” وحكمت عليه مسبقا دون إعطاء قيادته الوقت للحكم على تجربتهم.
الإضافة التي سيقدمها التيار
ما هي الإضافة التي سيقدمها التيار الوليد، سؤال يرد عليه، عبدالجليل السعيد، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري بالقول، “من وجهة نظري الشخصية الإضافة الأهم التي من الممكن تقديمها هي تأطير العمل الديمقراطي التعددي في سوريا ، وزيادة قاعدته شعبياً تحت مسمى تيار سياسي منظم يقوده زعيم سوري معروف ومشهود له كالسيد أحمد الجربا، و كذلك رفع سوية التعاضد والتلاحم بين أبناء التيار الذين يمثلون مختلف الطيف السوري”.
حقيقة الإنتقادات الموجهة للجربا
وعن الإنتقادات التي توجها شخصيات بارزة في المعارضة إلى “الغد”، قال، “أنت أسميتها إنتقادات ، ولو كانت نقداً لرحبنا بها، وتلك الشخصيات البارزة – على حد وصفك – ربما يكون بروزها دوماً على حساب الإنتقادات لكل ما هو جديد ومفيد والتهجم على أي عمل وطني ، وبصراحة من يعمل في الشأن العام عُرضة للنقد بشكل مستمر ولكن الأهم أن لا ينشغل بالرد عّن العمل”.
وتابع، “لا يوجد مآخذ للمعارضة السورية كإسم على السيد الجربا، ربما لو أردنا تصويب السؤال يجب أن نقول : ماهي مآخذ بعض المعارضين على الرئيس الجربا؟ ، بإختصار شديد الرجل تولى رئاسة الإئتلاف لولايتين ، وقابل وقتها أغلب زعماء الدول بما فيهم الرئيس الأمريكي أوباما ، و حجّم دور جماعة الإخوان المسلمين داخل الإئتلاف ، وسعى إلى القضاء على الشللية ومنظومة العلاقات الشخصية في مؤسساته ، وأدخل المجلس الوطني الكردي إلى هذا الجسم السياسي المعروف، وكان مهندساً ناجحاً لمفاوضات جنيف ٢ ، و كل تلك الأعمال والإنجازات أزعجت وأربكت مصالح كثير من المعارضين ولذلك مآخذهم على الرئيس الجربا غير واقعية ولا مصداقية لها “.
مشاركة الروس
أثناء حفل إطلاق التيار في القاهرة، تناقلت وسائل الإعلام خبر مشاركة وفد دبلوماسي روسي رفيع المستوى، الأمر الذي ازعج شريحة كبيرة من المعارضين اعتبرت ان توجيه الدعوة الى روسيا للحضور يعني تلقائيا الترحيب بالدور الذي تلعبه في سوريا، وفي هذا الإطار علق السعيد على هذا الموضوع قائلا ،” شخصياً أتكلم عن نفسي ، أنا لم أشاهد أي دبلوماسي روسي حضر معنا ، وإن كان كذلك وقد حضر ، فالأمر مرتبط كما قيل لي بحضور ممثل عّن سفارتهم في مصر ، و قد حضر كي يسمع وجهة نظرنا السياسية الثورية وينقلها لبلده بأمانة ، وربما لا أجد في الأمر أي داعي للإنتقاد السلبي والإفتراء والتهجم “، وعن نظرة التيار الى روسيا وهل هي حليف ام خصم ، أشار، “إلى اننا في تيار الغد السوري حلفاء للدول التي ذكرها الرئيس الجربا في كلمته الإفتتاحية ( المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر ) كما أن ” الجربا ” كان واضحاً في تحالفاته حيال الكرد وقد حيا الرئيس ” مسعود البارازاني ” واعتبره حليفاً إستراتيجياً ، ولدينا انفتاح على مختلف العواصم والبلدان المؤيدة للحق السوري ، موقفنا من الروس وغيرهم واضح ، أي عمل يقومون به لمصلحة الشعب السوري نحن معه وأي عمل يقومون بِه لمصلحة النظام نحن ضده وسنقاومه ، وقد قلنا لهم ذلك أكثر من مرة : مصلحتكم مع الشعب السوري وليس مع الطاغية “.
وفي رده على سؤال حول موافقة التيار الذي يقوده الجربا على التدخل العسكري الروسي، نفى عضو الأمانة العامة هذا الكلام، وأضاف،” زعيم تيارنا، الجربا بين ذلك أكثر من مرة كما أنه أقل الناس زيارة لموسكو رغم الدعوات المتتالية التي وجهت اليه، ويبحث دوماً عن علاقة متوازنة معهم ، ولسنا ممن يكيل المديح للدول جزافاً بمناسبة ودون مناسبة كما تفعل بعض جوقات المعارضة “.
العلاقة مع الأكراد
كيف يرى التيار إعلان الاكراد منطقة ( روج آفا ) منطقة تابعة لحكمهم الذاتي؟ سؤال يجيب عليه السعيد قائلا،” تحدثنا عن شكل الدولة ( اللامركزية ) عبر وثائق تيارنا وكان موقفنا واضحاً في هذا الصدد ، وصدر لنا بيان رسمي منشور لوسائل الإعلام ، يرفض بشكل قاطع أي محاولة لتقسيم سوريا والإلتفاف على دستور البلاد المقبل بعد رحيل النظام”، وعن الإتهامات التي توجه الى الجربا وتياره بإقامة علاقات تحالفية مع صالح مسلم، قال” حزب الـ PYD جزء رئيسي من هيئة التنسيق كما هو معلوم ، والهيئة اليوم مكون رئيسي في هيئة المفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض ، كما أن صالح مسلم (حضر شخصيا) حضر مؤتمر القاهرة عام 2015 ، ووقع بالنيابة عن حزبه على وثائق المؤتمر التي لها سقف واضح ومنشور للإعلام ( لا دور لرأس النظام بشار الأسد في سوريا الجديدة )” وفيما يتعلق بالتحالفات دعني أقول لك بكل وضوح ما قاله ” الجربا ” حين حيّا ” الرئيس مسعود بارزاني ” رئيس إقليم كردستان في العراق الذي اعتبره حليفاً إستراتيجياً ، وهو بدوره أوفد ممثلاً عنه حضر وألقى كلمة بإسم ” بارزاني ” .
التواصل مع النظام
وعما إذا كان التواصل مع النظام أمراً محتوماً، لفت، “إلى أنه إذا كان القصد التواصل بقصد ( التفاوض ) فهذا حاصل الآن في جنيف وقد بينه الزعيم الجربا في كلمته وقال : أنه لايعني التخلي عّن بندقية المقاومة والثورة ، كذلك إن قناعتنا المطلقة بضرورة الضغط على هذا النظام من خلال الرعاة الدوليين والإقليمين له ، لأنه نظام استبدادي لا جدوى من التواصل المباشر معه فهو بات أجيراً لايملك قرار نفسه “، وعن نظرتهم إلى الحل في سوريا، قال،” الحل في سوريا يجب أن يبنى على خطوات واضحة تكفل رحيل المستبد وزمرته ، وأن يكون عادلا وشاملا، وأن يتضمن عقداً إجتماعياً وطنياً يضم كل السوريين ووحدة بلدهم أرضاً وشعباً ، والحل المنصوص عليه في قراري الأمم المتحدة الأخيرين 2254-2268 واقعي ومنطقي ولكن هل سيتم تطبيقه؟ نحن نتمنى ذلك ، ونتأمل زوال ليل الإستبداد والتطرف من واقع بلدنا بأسرع وقت حتى نشرع جميعاً في بناء دولة القانون والمساواة والمواطنة”.
وعن اسباب إطلاق تيار الغد من مصر وليس من تركيا التي يعتبرها كثيرون حاضنة الثورة السورية، إعتبر السعيد،”ان هذا أمر مختلف ، مصر هي الشقيقة الكبرى ، وهي مؤيدة للحق السوري ، وليست مؤيدة للنظام وواضحة في مواقفها تجاه الشعب السوري ، وهي أيضا حاضنة للثورة السورية “.
جواد الصايغ – إيلاف
التعليقات
لايوجد تعليقات