خاص
ألغى النظام السوري على مدى أربعة عقود، المشهد السياسي في سوريا وخلق منظومة متكاملة، جعل من خلالها حزب البعث، “قائد” المجتمع والدولة، وينضوي تحته مجموعة أحزاب “شكلية”، تحت مسمى الجبهة الوطنية التقدمية.
وبعد انطلاق الثورة السورية في آذار 2011، وخلال أشهرها الأولى، لم يكن للمعارضين السياسيين أي جسم سياسي يجمعهم في مواجهة النظام.
فيما بعد، وخلال السنوات الأربع الماضية، تشكلت أحزاب وتيارات وتجمعات سياسية سورية معارضة عدة، بعضها توقف عن ممارسة نشاطه، والبعض الآخر ما زال مستمراً وكان اخرها اطلاق تيار الغد السوري .
“تابعت تحركات معظم الأحزاب والتيارات السياسية التي بدأت عملها بعد انطلاق الثورة السورية، الكثير منها في البداية تبنى مطالب الشارع السوري الثائر، وكان هذا أهم ما في الأمر” يقول فيصل الحلبي، ويتابع: “لكن فيما بعد، لاحظ معظمنا أن غالبية الأحزاب والتيارات السياسية لا تعمل بشكل مستقل، وقسم كبير منها يتبع لدول عربية وغربية”.
ويؤكد الحلبي الذي يعيش في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال سوريا، أن “قضية التمثيل السياسي، دائماً ما يتم طرحها مع ظهور أي تجمع سياسي جديد، فمن يمثل؟ ومن هم القائمين عليه؟ وما هي رؤيته السياسية؟.. ما نريده الآن من أي تجمع سياسي هو التمسك بثوابت الثورة”.
في حين يرى الشاب محمود صالح، أن “غالبية الأحزاب والتيارات السياسية السورية المعارضة، تتخذ من العواصم العربية والغربية مقراً لها، ولهذا الأمر سلبيات وايجابيات عديدة”.
ويشرح الصالح: “أن تكون بعيداً عن سوريا، وعن حياة الناس اليومية هناك ومعاناتهم، شيء سيء للغاية، يجب على كل السياسيين السوريين، زيارة المناطق السورية المحررة من وقت لآخر، والجلوس هناك لبضعة أسابيع لسماع الناس بشكل مباشر”، ويضيف: “وأيضاً، يجب من خلال تواجد هذه الأحزاب والتجمعات في دول عدة، الاستفادة من علاقتها مع حكومات هذه الدول، لمساعدة اللاجئين المتواجدين حول العالم”.
ويشير الصالح الذي يقيم في تركيا منذ نحو 3 سنوات، إلى أن “الكثير من المشاكل واجهت اللاجئين السوريين في تركيا، وقتل العشرات أثناء هروبهم عبورهم للحدود، ورغم تواجد العديد من السياسيين والتجمعات السياسية السورية في تركيا، لكن لم يعمل أحد منهم على حل هذه المشكلات التي ما زالت قائمة حتى الآن، وينطبق هذا الأمر على دول اللجوء الأخرى”.
من جانب آخر، يقول مازن عبد السلام، أحد المتابعين للحركة السياسية السورية، إن “التخبط والاخفاقات في العمل السياسي بداية الثورة، كان أمراً طبيعياً ومتوقعاً، بسبب انعدام الحياة السياسة في سوريا لعقود طويلة”.
ويضيف عبد السلام: “لكن بعد كل هذا الوقت وسقوط آلاف الضحايا في سوريا، لم يعد من المقبول أبداً أي خطأ أو اخفاق جديد، فالشعب السوري اليوم بات يعرف تماماً ماذا يريد، وإلى أين يريد الوصول”، ويتساءل أخيرا “:هل السياسيون السوريون وأحزابهم وتياراتهم سيكونون قادرين على متابعة الطريق دون ارتكاب المزيد من الأخطاء؟”