بعد عمل متواصل لمدة سنتين مع النشطاء الفاعلين والمؤثرين بالثورة السورية في الداخل والخارج، ومع الكثير من القوى والشخصيات الوطنية من كافة المكونات السورية، وبعد الكثير من الدراسات والحوارات للواقع السوري ومتطلباته التي يحتاجها للانتقال من واقع استبدادي متعدد الأشكال إلى إنتاج واقع يكون قابلا لبناء دولة المواطنة والقانون والمؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي.
عقد تيار الغد السوري مؤتمره التأسيسي بنجاح لم يسبق لجهة سياسية سورية ما أن حصلت عليه، من خلال مشاركة دول وقوى إقليمية ودوليه مؤثرة في الشأن السوري، لتنهال الاتهامات والافتراءات الكاذبة، والتي لا تستند إلى أي نوع من أنواع العقل والمنطق على التيار وقياداته على أسس شخصية محضة، دون الاطلاع على وثائق التيار التي تناقش بوضوح مباشر الواقع السوري وكل معطياته دراسة ونقدا وتحليلا بهدف الوصول إلى إنتاج الحلول التي يتطلبها هذا الواقع لإنقاذ وطننا من الموت والدمار والتشظي والهجرة.
يأتي التهجم على التيار وقيادته من خلال أفراد و”شلل” بعضها يعمل حارسا لدكاكين ميته يسترزق منها للبقاء على خشبية وعيه ونظرته الحولاء المزيفة للواقع، وبعضها الآخر كان ولا يزال هو الحاضن والمروج للداعشية والقاعدة وظلاميات ما قبل التاريخ.. أفراد وشلل فاشلة ومحبطة وحاقدة وقاصرة وعاجزة عن تقديم أي شيء يتطلبه إنهاء المأساة السورية التي كانوا هم سببا في وجودها مع نظام اعتاش طويلا على فكرهم وممارساتهم.
أفراد وشلل لا هم لهم منذ أن وجدوا وحتى اليوم إلا مقاومة وإضعاف وإفشال كل ما هو فاعل، وكل ما هو إيجابي، وكل ما هو وطني وملتزم بحرية الشعب وتقدمه.
إنهم خفافيش الظلام الأسدية الذين يعملون على صب المزيد من الزيت على النار السورية لإرضاء نرجسياتهم وفوات عقولهم وتخلف شخصياتهم المكونة من الحسد والحقد على طريقة الحريم الشرقي.
إن أفكار وآراء وسلوكيات ومواقف وتوجهات وتطلعات أعضاء وقيادات تيار الغد السوري تعبر عنها وثائق التيار الاستراتيجية والمرحلية والتي تؤكد على مدنية الدولة السورية الموحدة وديموقراطيتها وإدارتها اللامركزية التي تؤمن بحقوق كل مكوناتها السياسية والمدنية والثقافية، ويرحب التيار بأي نقد لمشروعه ووثائقه، ويؤمن بالتعاون والعمل المشترك بين كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية المؤمنة بتحرر سوريا وتقدمها ووحدتها.
إن تيار الغد السوري يسمو ويتسامى ويتعالى أيضا على الدخول بمهاترات وشخصنات صبيان السياسة المتخلفة، وخاصة مع أولئك الذين جعلوا من الإعلام الصهيوني والإيراني والأسدي مرجعية لأحكامهم واتهاماتهم.
إننا في تيار الغد السوري نعتبر أنفسنا جزءا من الحركة الوطنية الديموقراطية السورية، ونسعى نحو بناء سياسة سورية تستند إلى الواقع وحاجاته بكل أبعاده الوطنية والاقليمية والدولية، لا إلى الرغبات والإرادويات والأمنيات وأحلام اليقظة المنفصلة والخارجة عن السياسة وعن الوطن وضرورات تحرره وتقدمه، ونرى أن السياسة هي عملية بناء لأهداف البشر وتطلعاتهم في الحرية والمساواة والعدالة والحداثة، ونحن مرتبطون قولا وفعلا، ممارسة وسلوكا باستراتيجيات تيارنا الوطنية والإقليمية والدولية التي أقرها مؤتمرنا التأسيسي والهادفة لتحقيق أهداف الثورة، ودمقرطة سوريا وتحديثها وتفعيل دورها الحضاري الريادي وانتقالها من مجتمع يغلب على انتمائه الوعي “الماقبل وطني” إلى مجتمع الدولة المدنية بكل معطياته وشروطه، ونعتقد أن الكثير من زملائنا في الائتلاف يعرفون ويعترفون بدور الكتلة الديموقراطية، وهي المؤسسة للتيار، ونضالها داخل الائتلاف من خلال عشرات البرامج والدراسات التي قدمتها الكتلة لقيادات الائتلاف من أجل تحويله لمؤسسة سياسية وطنية تنال احترام الشعب السوري والعالم، ولم ندخل بمحاصصات من أي نوع وتصدينا بكل جرأة لأصحاب السياسات والشعارات الخشبية، ولأتباع الفكر الداعشي والقاعدي، ولكل الذين تعاملوا مع ثورة الشعب السوري بتسطيح واستخفاف، ولم نجامل أيا كان ولو بموقف واحد على حساب شعبنا وثورته.
عاشت سوريا وعاش شعبها العظيم
أحمد عوض محمد
رئيس الكتلة الديمقراطية في الائتلاف الوطني السوري
