قال عبد الجليل السعيد، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، في مقابلة له على تلفزيون الغد العربي، بأن التيار يمثل الكتلة الديمقراطية داخل الائتلاف السوري، والتي قادها الشيخ “أحمد الجربا” على مدى عامين، وأضاف السعيد، بأن هذه الكتلة كانت تستطيع أن تقدم نموذجًا من الواقعية السياسية في العمل والتوافق مع أهداف ومتطلبات الثورة السورية، ومن هنا كانت البداية وكانت القيمة السياسية والإعلامية وربما تكون القيمة الثورية للائتلاف آنذاك.
وعن وجود تيارات اُخرى قال السعيد، بأن هناك بعض الأعضاء والقواعد في تيار الغد السوري وكانوا منتسبين لهذه التيارات وهم الآن منتسبين لتيار الغد، وأن هذا يعود إلى بعض المراجعات والتوحدات التي ربما تكون حالة إيجابية في الساحة السورية، وأردف السعيد، بأن تيار الغد السوري يمثل مختلف التوجهات التي تنشد بأن تكون سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية هدفها الأساسي أن تكون دولة المواطنة والعدل والمساواة بين جميع أبنائها ومكوناتها.
وعن الاتهامات التي طالت تيار الغد السوري، وأبرزها اتهامه بتوجيه رسائل لاسرائيل سعيًا إلى التفاوض؛ قال السعيد إن من أصبحت الصحافة الاسرائيلية مصدرًا موثوقًا لمعلوماتهم، ساقوا هذه الترهات، وقد كان هناك بيان واضح وصريح ينفي ما جرى، وموقع باسم المكتب السياسي الذي يرأسه السيد “أحمد الجربا”.
وأضاف السعيد بأن هذه الهجمة التي وجهت للتيار منذ انطلاقته كانت متنوعة المصادر ومختلفة التوجهات، وقد استندت إلى الاستشهاد بما قالته صحيفة إسرائيلية، وحتى لو عدنا إلى هذه الصحيفة، فهي لم تلمح في مصادرها، إلى شيء مؤكد أو حتى شيء منطقي، إنما تم تناقل ما جرى على أنه معلومات موثقة مصدرها الصحافة العبرية، ومن يبني معلوماته على الصحافة العبرية فهو أخبر بالإسرائيليين وبالتواصل معهم منا في تيار الغد السوري.
وردّ السعيد عن اتهام تيار الغد بموافقته على الفيدرالية التي أعلنها الأكراد في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في الشمال السوري حيث قال إن هذا الكلام غير صحيح قطعا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع، وتحدث أيضًا رئيس التيار الشيخ “أحمد الجربا” عن لامركزية في سوريا وهذا أمر مختلف فاللامركزية شيئ والفيدرالية شيئ آخر.
وعن موقف تيار الغد السوري من مفاوضات جنيف قال السعيد إن رئيس التيار الشيخ أحمد الجربا هو عضو في الهيئة العليا للمفاوضات والتي تضم ما يزيد عن ثلاثين عضوا منتخبين من قبل هيئة مؤتمر الرياض، فإذاً هناك تواجد لرئيس التيار سواء بصفته أو بشخصه في هذه الهيئة، ونحن نتمنى لهذه المفاوضات النجاح، ونحن نشجع أي فعل سياسي ينبثق عنه تحقيق مطالب الثورة ورحيل بشار الأسد وتطبيق جميع المواثيق الدولية بهذا الشأن.
أما عن وثيقة ستيفان دي ميستورا التي خرجت بها المفاوضات السابقة في جنيف، قال السعيد إن الوثيقة كانت تتحدث عن نقاط مشتركة بين وفد النظام ووفد المعارضة، إلا أن وفد النظام حتى اليوم ليس جادًا بأن يقوم بأي خطوات باتجاه الحل السياسي، وفما يتعلق بهذه النقاط فهي واقعية إذا طُبقت ولكنها غير قابلة للتطبيق لأن وفد النظام يماطل وليس جادّا بهذا الشأن، وفي المحصلة فإن الحل يكمن بين روسيا وأمريكا.
وعن القول بأن تيار الغد يحظى بقبول روسي كتيار معارض وأنه كان هناك اتصال مباشر أو غير مباشر قال السعيد إن السيد رئيس التيار “أحمد الجربا” لم يأتِ على ذكر موسكو لا من قريب ولا من بعيد خلال كلمته الافتتاحية وكل ما نُقِل عكس ذلك وهو مزور، فعلاقتنا تقوم عن أن الروس لهم مصالح في سوريا وأنهم بحاجة لأن يفهموا أن مصلحتهم مع الشعب السوري وليس مع قاتل مستبد، ونحن لا نستعمل مع الدول بيع الأوهام إنما نستعمل العلاقات الحاضرة والمستقبلية.
وأضاف السعيد أن السيد “الجربا” زار موسكو مرتين، مرة عندما كان رئيسا للائتلاف السوري ومرة بعد دعوته رسميا من قبل الروس قبل أشهر بصفته رئيسا أسبقا للائتلاف، وفي خلال هاتين الزيارتين لم يقل الجربا فيما كاله غيره من المدح للروس، بل فيما بعد وصفهم بالمحتلين، ونحن بالمحصلة نبحث عن العمل ولا نبحث عن القول.
أما عن القبول بدستور علماني يرفض تحديد ديانة الدولة أو رئيسها، قال السعيد إن الدستور الذي يتوافق عليه السوريون هو الدستور الذي سيقبله الجميع لأن السوريين بدون نظام الأسد يستطيعون أن يقرروا كل شيء ونحن منفتحون مع الجميع بكل شيء، وعن رأينا في هذا الموضوع هو أن تكون سوريا دولة لامركزية تعددية تكفل حق المواطنة والعدل والمساواة لجميع أبنائها وليست دولة قمعية.