الأسد يرضي روسيا في الحصة العظمى من إعادة إعمار سوريا

بعد الحديث عن خلاف روسي مع النظام السوري وما صدر من تصريحات متضاربة بخصوص الهجوم على مدينة حلب، أعلن رأس النظام السوري، بشار الأسد، أمس الثلاثاء، أن الشركات الروسية ستكون لها أولوية الاستثمار في قطاعات النفط والغاز، وإعادة الإعمار في سوريا.

وبحسب وكالة “تاس” الروسية، فإن هذه المعلومات، نقلها للصحفيين، عضو مجلس الاتحاد الروسي دميتري سابلين، عقب لقائه مع وفد من البرلمانيين الروس، برأس النظام بشار الأسد في دمشق.

وقال سابلين، “أكد لنا الأسد على أهمية التعاون الاقتصادي المشترك بين موسكو ودمشق، في مجالات إعادة الإعمار، والمساهمة في بناء المناطق المتضررة، فضلاً عن التعاون في قطاعات النفط والغاز”.

وأضاف: “لقد وعدنا الأسد أن يكون للشركات الروسية الحصة العظمى في الاستثمار داخل البلاد، ليس لأنه يريد ذلك هو شخصياً أو حكومته، بل تلبية لرغبة الشعب السوري، التي يجب على القيادة التمسك بها”.

وكان رئيس حكومة النظام السوري، وائل الحلقي، قد أكد في وقت سابق، أن الشركات الروسية “ستكون شريكاً حقيقياً للشركات الوطنية السورية في مرحلة إعادة البناء والإعمار التي ستشهدها البلاد بالتعاون مع الدول الصديقة”.

وشكر الحلقي الاتحاد الروسي على وقوفه إلى جانب سوريا “في حربها ضد الإرهاب، وعلى مساهمة موسكو في التخفيف من آثار الحصار الاقتصادي الجائر، الذي فرض على البلاد خلال السنوات الخمس الأخيرة، وذلك من خلال تقديم الدعم الاقتصادي وتوفير المواد الأساسية لتعزيز مقومات العيش الكريم للشعب السوري”، على حد قوله.

وأكد الحلقي خلال لقائه وفداً يضم عدداً من أعضاء مجلس النواب الروسي، وممثلين عن منظمة أخوة القتال الروسية، وفعاليات المجتمع الأهلي، أن “روسيا دعمت الاقتصاد السوري، كما ستساهم في إعادة تأهيل بعض المعامل والمدن والمناطق الصناعية، بهدف إعادة دوران عجلة الإنتاج فيها، من أجل توفير مستلزمات السوق السورية، بغية الوصول إلى مرحلة التعافي والاستعداد لمرحلة البناء والإعمار”.

وفي السياق، أيد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أمس الثلاثاء، مشروع القرار الروسي بشأن إعمار تدمر وغيرها من المعالم التراثية في سوريا.

وقالت أمانة المجلس لوكالة “تاس” الروسية، إن مشروع القرار المقدم من قبل موسكو تم تبنيه بالإجماع.

وطرحت روسيا مشروع قرار عن “دور اليونسكو في صون وإعادة إعمار تدمر وغيرها من معالم التراث العالمي في سوريا” في إطار الدورة الـ199 للمجلس التنفيذي للمنظمة الدولية في باريس.

وذكرت مندوبة روسيا لدى اليونسكو، إيليونورا ميتروفانوفا، أن الوثيقة تتضمن الخطوات الأولية اللازمة لتحديد تكاليف إعمار تدمر ومعالم أثرية مهددة في سوريا.

وكانت ميتروفانوفا، قد أكدت، عبر جسر تلفزيوني عقدته وكالة “روسيا سيفودنيا” مع باريس، الثلاثاء 5 نيسان، أنه يمكن البدء بالعملية في حال سمحت الظروف الأمنية بذلك، مذكرة بأن الأمم المتحدة طالبت بتوفير الأمن للخبراء العاملين في مثل تلك المواقع التاريخية، وقالت:” اليونسكو، ستنظر في مسألة إعادة الإعمار بعد عملية إزالة الألغام”.

وأضافت: “الرئيس الروسي، اقترح أن تقوم روسيا بعملية توفير الأمن للخبراء الذين سيذهبون إلى تدمر، وأعتقد أن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك.. هي الاستعانة بموظفين من مكتب بيروت، حيث يوجد خبراء متخصصون، وبالمؤسسة الإقليمية للتراث العالمي في البحرين، حيث يوجد خبراء أيضاً”.

وأكدت الدبلوماسية الروسية، أن المنظمة أنشأت صندوقاً لإعادة إعمار سوريا وقد تم جمع مبلغ 2 مليون و700 ألف يورو لحد الآن، مشيرة إلى أن الأموال التي ستصرف على العملية ستكون من خارج ميزانية المنظمة.

وقالت متروفانوفنا: “المبلغ الذي تم جمعه حتى اللحظة هو 2 مليون ونص المليون يورو من دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في المنظمة و 170 ألف يورو من بلجيكا”.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق