كرنفالات جنيف ورقصة دي ميستورا الأخيرة

يخطط النظام الأسدي وحلفائه لاجتياح حلب. يشن غارات جوية على الغوطة التي تموت الحياة فيها من الجوع. يقوم بالتجهيز لما يسمى انتخابات “مجلس الشعب”. معارك طاحنة في ريف حلب...
The UN envoy for Syria Staffan de Mistura mets representatives of Syrian President Bashar al-Assad's regime in Geneva on January 29, 2016, at the start of a scheduled six months of peace talks. The main opposition umbrella body, the High Negotiations Committee, remained absent however with the group refusing to attend for now and holding a fourth day of talks in Saudi Arabia. UN-mediated peace talks aimed at ending Syria's conflict kicked off on January 29, 2016, but the absence of key opposition members threatens to derail the biggest diplomatic push yet to resolve the nearly five-year-old civil war. / AFP / FABRICE COFFRINI (Photo credit should read FABRICE COFFRINI/AFP/Getty Images)

يخطط النظام الأسدي وحلفائه لاجتياح حلب. يشن غارات جوية على الغوطة التي تموت الحياة فيها من الجوع. يقوم بالتجهيز لما يسمى انتخابات “مجلس الشعب”. معارك طاحنة في ريف حلب الجنوبي. النصرة تسعى لقطع طريق دمشق حلب. براميل على داعل في حوران. لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى يهددان في بيان لهما باستخدام سلاح ذو تأثير غير محدود في جنوبي سوريا، لكسب المعركة بين أهل الكفر وأهل الإيمان، كما يقولون. أنباء عن استخدام جيش الإسلام السلاح الكيماوي في الشيخ مقصود. علماء حلب وأئمة مساجدها يتبرعون بالدم لجرحى “الجيش العربي السوري”، الذي يخوض معارك “باسلة” كما قالوا. الطيران الروسي يشن هجمات في حمص وتسقط له مروحية وروسيا تقول إن الحل هو ما يتوافق عليه السوريون. وفد النظام يشترط عدم وجود شروط مسبقة كي يذهب لجنيف وكأن هذا ليس شرطاً مسبقاً. الشرطة المقدونية تحاصر حوالي 12 ألف سوري وتضربهم بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز وتمنع عنهم الطعام والاسعافات.

كل هذا لا تراه وفود المعارضة المتسابقة لجنيف، وأكثرهم لا يعرف ما هي خطة دي ميستورا ولا بنودها، وفود، وليس وفداً، وكلهم لا يعترفون ببعض، وحتى تسميات وفودهم لا تحمل اسم سوريا، إنها باسم الدول القادمة منها، ليس هناك توافق روسي أمريكي، ولا توافق عربي أو إقليمي حول سوريا القادمة.

إنه كرنفال، كيف يمكن إنتاج حل سياسي للأزمة السورية يكون محققاً للأهداف التي ضحى من أجلها ملايين السوريين، مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وملايين المهجرين واللاجئين والمحاصرين والمفقودين؟.

إن أي حل يفرض على الشعب السوري دون أن يحقق أهداف الثورة السورية، هو حل محكوم عليه بالموت سلفاً وسيولد انفجارات جديدة في عموم الشرق الأوسط.

بناء على تلك المعطيات، يرى تيار الغد السوري أن لقاء جنيف القادم سيكون رقصة دي ميستورا الأخيرة في ذلك الكرنفال.

أحمد عوض المستشار السياسي لرئيس تيار الغد السوري

أقسام
الأخبار المميزةبيانات

أخبار متعلقة