يخطط النظام الأسدي وحلفائه لاجتياح حلب. يشن غارات جوية على الغوطة التي تموت الحياة فيها من الجوع. يقوم بالتجهيز لما يسمى انتخابات “مجلس الشعب”. معارك طاحنة في ريف حلب الجنوبي. النصرة تسعى لقطع طريق دمشق حلب. براميل على داعل في حوران. لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى يهددان في بيان لهما باستخدام سلاح ذو تأثير غير محدود في جنوبي سوريا، لكسب المعركة بين أهل الكفر وأهل الإيمان، كما يقولون. أنباء عن استخدام جيش الإسلام السلاح الكيماوي في الشيخ مقصود. علماء حلب وأئمة مساجدها يتبرعون بالدم لجرحى “الجيش العربي السوري”، الذي يخوض معارك “باسلة” كما قالوا. الطيران الروسي يشن هجمات في حمص وتسقط له مروحية وروسيا تقول إن الحل هو ما يتوافق عليه السوريون. وفد النظام يشترط عدم وجود شروط مسبقة كي يذهب لجنيف وكأن هذا ليس شرطاً مسبقاً. الشرطة المقدونية تحاصر حوالي 12 ألف سوري وتضربهم بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز وتمنع عنهم الطعام والاسعافات.
كل هذا لا تراه وفود المعارضة المتسابقة لجنيف، وأكثرهم لا يعرف ما هي خطة دي ميستورا ولا بنودها، وفود، وليس وفداً، وكلهم لا يعترفون ببعض، وحتى تسميات وفودهم لا تحمل اسم سوريا، إنها باسم الدول القادمة منها، ليس هناك توافق روسي أمريكي، ولا توافق عربي أو إقليمي حول سوريا القادمة.
إنه كرنفال، كيف يمكن إنتاج حل سياسي للأزمة السورية يكون محققاً للأهداف التي ضحى من أجلها ملايين السوريين، مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وملايين المهجرين واللاجئين والمحاصرين والمفقودين؟.
إن أي حل يفرض على الشعب السوري دون أن يحقق أهداف الثورة السورية، هو حل محكوم عليه بالموت سلفاً وسيولد انفجارات جديدة في عموم الشرق الأوسط.
بناء على تلك المعطيات، يرى تيار الغد السوري أن لقاء جنيف القادم سيكون رقصة دي ميستورا الأخيرة في ذلك الكرنفال.
أحمد عوض المستشار السياسي لرئيس تيار الغد السوري