تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن يبقى الجولان السوري المحتل جزءا من الكيان الصهيوني “إلى الأبد”، فيما قالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن نتنياهو سيطالب بوتين برسم حدود سوريا وفق مصالح إسرائيل خلال زيارته المزمعة لموسكو يوم الخميس المقبل.
وقال نتنياهو: “حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالحقيقة، حان الوقت بعد 50 عاما ليعترف بأن الجولان سيبقى الى الابد تحت السيادة الإسرائيلية”، وأضاف: “هضبة الجولان ستبقى في أيدي إسرائيل الى الابد”، مؤكدا “لن تنسحب إسرائيل أبدا من هضبة الجولان”، على حد تعبيره.
وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، فإن نتنياهو يخشى أن تتعرض إسرائيل لضغوط من المجتمع الدولي لحملها على الانسحاب من الهضبة المحتلة إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل سوريا خلال مفاوضات السلام حول هذا البلد.
وعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي جلسته الأسبوعية اليوم الأحد في هضبة الجولان المحتلة في حدث غير مسبوق يهدف إلى إيصال رسالة من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الانسحاب من الهضبة المحتلة ليس واردا على الإطلاق.
وأفادت أنباء خلال الأيام الماضية أن أي تسوية للصراع في سوريا يجب أن تشمل هضبة الجولان السورية التي احتلت خلال حرب 1967.
إلى ذلك، أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن الهدف الرئيس لزيارة نتنياهو لموسكو الخميس القادم واجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو “مطالبة الروس بمراعاة مصالح إسرائيل في أية تسوية سياسية للأزمة السورية”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في عددها الصادر اليوم الأحد أن نتنياهو “معني بأن يساعد بوتين إسرائيل في “رسم حدود سوريا المستقبلية بشكل يخدم المصالح الإسرائيلية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو معني باستغلال دور روسيا “كراعية لمفاوضات جنيف الهادفة للتوصل لحل للأزمة السورية في الدفع عن حل يضمن الخطوط الحمراء لتل أبيب في هذا الحل”، دون أن يقدم تصورات حول طابع هذه “الخطوط الحمراء”.
ونقلت الصحيفة عن محافل رسمية إسرائيلية قولها أن التدخل الروسي منح إسرائيل “فرصة ذهبية من خلال دور موسكو الحاسم في تحديد الحدود النهائية لسوريا المستقبل، حيث يسود اعتقاد في تل أبيب أن بوتين سيحرص على أن يتم رسم هذه الحدود بشكل لا يفضي إلى المس بمصالح تل أبيب”.
وحسب “يديعوت أحرنوت” فقد أعطى بوتين “مؤشرات تدلل على أنه مستعد لمراعاة مصالح إسرائيل في الحل المستقبلي في سوريا”، مشيرة إلى أن بوتين يرى أن وقوف “إسرائيل إلى جانبه “يعد شرطاً من شروط نجاح تدخله في سوريا والشرق الأوسط”.
وكشف الصحيفة عن الكثير من مظاهر التعاون والتنسييق السري بين الجانبين، مشيرة إلى أن حنرالات روس يزورون إسرائيل بشكل متواصل، في حين يزور جنرالات إسرائيليون موسكو.
وفي سياق متصل، أوضحت الصحيفة أن هناك قناعة في إسرائيل بأن التحالف الدولي الذي يعمل ضد الحركات الجهادية في سوريا والعراق “يسهم في جعل إسرائيل في مأمن منها مستقبلاً”.
وقد أكدت قناة التلفزة الثانية الليلة الماضية أيضاً أن نتنياهو سيطالب بوتين بأن تحرص روسيا على الأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل في المفاوضات حالياً في جنيف لحل المسألة السورية، على اعتبار أن هذه المفاوضات تتم تحت الرعاية الروسية الأمريكية.
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي بارز قوله إن بوتين يراهن على تعزيز التعاون مع إسرائيل في الكثير من المجالات الأمنية والاقتصادية “سيما مجال الأمن الإقليمي والتبادل التجاري والتعاون في المجال التقني وغيرها”.
ونوهت القناة إلى أن نتنياهو سيطالب بوتين بأن توظف روسيا دورها في سوريا وتمنع من تحول الجولان ومنطقة جنوب سوريا إلى نقاط انطلاق لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
وبحسب القناة، فإن نتنياهو سيطالب بوتين بإعادة النظر في تزويد إيران بمنظومة الدفاع الجوي “S300″، على اعتبار أن روسيا شرعت فقط بنقل بعض مركبات هذه المنظومة وأنه بالإمكان “تدارك الأمر”.