قال رئيس تيار الغد السوري، أحمد الجربا، إن الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في إنهاء الأزمة السورية، مؤكداً على أن إيران هي الراعي الأول لقتل الشعب السوري، رافضاً التدخل الروسي في سوريا واستهدافها لقوى المعارضة السورية.
وجاء ذلك خلال لقاء خاص على قناة الغد العربي، يوم أمس الاثنين، حيث أوضح الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في إنهاء الأزمة السورية، مشيراً إلى أن عدم الجدية كانت مقصودة، وذلك من أجل إطالة أمد الأزمة وما يجري الان هو إدارة الازمة وليس حلها ، لافتاً إلى أن مفاوضات جنيف وتردد واشنطن السبب في المأساة السورية.
وحول التدخل الروسي والإيراني في سوريا، قال الجربا، إن روسيا ضربت الجميع في سوريا -المعارضة والجيش الحر وجبهة النصرة وداعش- مشيراً إلى أن التدخل الروسي كان لهدفين، الأول لتقوية النظام السوري وانقاذه ، لأنه كان على وشك الإنهيار، والثاني هو ضرب الإرهاب لأن الكثير من الناطقين بالروسية يحاربون في سوريا ضمن صفوف تنظيم “داعش”، وفي النهاية، فإن الطريقة التي تم التعامل بها من جانب روسيا في قصف الجميع غير مقبولة بالمطلق.
وأضاف، أن إيران مسؤولة عن تفخيخ المنطقة العربية، إضافة إلى أنها الراعي الأول لقتل الشعب السوري، موضحاً أن المعارضة في مفاوضات جنيف ٢ رفضت رعاية إيران للمفاوضات، وأبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا الأمر.
تيار الغد السوري
وحول تأسيس تيار الغد، وتوقيت الإعلان عنه وانطلاقه من العاصمة المصرية القاهرة، قال الجربا: “الحقيقة نحن تأخرنا، كنا ننظر في الأمر ونجمع الشمل ونتشاور، ولكن عندما وجدنا أن سوريا وقعت بين براثن الأسد ومرتزقه وهجمة الإرهاب، قررنا أن نطلقه في هذا الوقت”.
وأكد أن التيار لا علاقة له بمفاوضات جنيف الحالية، لافتاً إلى أنه خلال ترأسه للائتلاف الوطني، كان أول من أرسى دعائم جنيف 2 في العام 2014، ودعونا الفصائل المعارضة للمشاركة بها.
وأشار رئيس تيار الغد، إلى أن “التيار هو ذو صفة وبنية وسطية جامعة عابرة للطوائف والمناطق والقوميات”، مؤكداً على أن “انطلاق التيار هو إضافة مهمة بالنسبة للسوريين، نحن نعتقد أن خطابنا في المؤتمر التاسيسي وضع النقاط على الحروف سواء بالنسبة للعسكرة أو بالنسبة لاستقلال القرار الوطني أو بالنسبة للحفاظ على الثوابت، وهذا قطع الطريق على المتاجرين بالثورة”.
ولفت الجربا، إلى أن اختيار القاهرة لانطلاق التيار، جاء كونها أكبر بلد عربي ومقر الجامعة العربية كما أنها جمعت تيارات المعارضة كافة، وخرجت بميثاق موحد عام 2012.
وأضاف، أن القاهرة تشبه التيار كثيراً في صفاته من حيث الوسطية والاعتدال، مشيراً إلى أن ذلك هو ما رشحها لأن تكون محطة انطلاق التيار.
ونفى الجربا خلال اللقاء، الاتهامات التي طالت التيار عقب الإعلان عنه، والتي قالت إن التيار “أشاد بالدور الروسي” في سوريا، خلال المؤتمر التأسيسي، وأن التيار فيه شخصيات موالية للنظام.
وأوضح، ” كلمتنا في مؤتمر تأسيس التيار كانت مسموعة ومنقولة، ويستطيع أي أحد أن يسمعها، لم يكن هناك إشادة بالدور الروسي، لا من قريب ولا من بعيد، وهذا يدل على الحملة المغرضة، وهي حملة فاشلة لأن أي أحد يسمع الخطاب سيعرف الحقيقة”.
ولفت إلى أن هناك الكثير من الخصوم السياسيين يقفون وراء الهجمة الشرسة التي طالت التيار خلال الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن الكيل بمكيالين سمة سائدة بين صفوف المعارضة السورية. مؤكداً أن تيار الغد لا يتعامل بفكرة الكيدية السياسية لأنها في النهاية أسلوب الضعفاء، موضحاً أنه أكد لبعض عناصر المعارضة دعمه لهم بشرط الحفاظ على الثوابت.
قوات النخبة
وعن قوات النخبة السورية التابعة للتيار، أكد الجربا أنها جاءت من خلال انخراطه في العمل العسكري منذ وقت طويل، مشيراً إلى أن العسكرة ليست هدفاً بل إنها خيار الضرورة.
وبين، أن قوات النخبة يتم إعدادها في الوقت الراهن، من أجل استعادة الأراضي السورية من تنظيم “داعش”، الذي استباح الأرض والعرض، مؤكداً أن تمويل النخبة تمويل وطني تطوعي، ولكن شدد لن نقبل أي املاءات، نافياً وجود تمويلاً أمريكياً لها.
وأكد الجربا، أنه لن يكون هناك اندماج بين قوات النخبة وقوات سوريا الديمقراطية، مضيفاً: “ممكن أن يكون هناك تعاون في الحرب ضد داعش، فنحن في منطقة محاذية والرئة لنا هي إقليم كردستان، وقوات سوريا الديمقراطية موجودة بيننا وبين إقليم كردستان”.
تيار الغد ومستقبل سوريا
“نرى سوريا مستقبلاً، دولة تعددية ديمقراطية تعيش فيها جميع المكونات تحت سقف واحد، دولة القانون والعدل تحترم التنوع، دولة يكون فيها اللامركزية الموسعة”، يقول الجربا خلال حديثه، ويؤكد أن “وحدة سوريا فرضتها الجغرافية وايدها التاريخ ويكرسها المستقبل، لأن الآن في النظام العالمي لا يوجد إمكانية للكيانات الضعيفة، ونحن لا نريد إلا سوريا واحدة موحدة دولة ضمن حدودها الجغرافية الحالية ومن ضمنها الجولان المحتل، والوحدة لا تعني إلغاء التنوع والآخر، بالعكس تشجعه”.
وأكد الجربا، رفض التيار لمشروع الفيدرالية في سوريا، مشيراً إلى أنهم يدعمون اللامركزية الموسعة في البلاد.
وأضاف، “هدفنا أن تكون العلاقة بين المكونات السورية، هي علاقة احترام متبادل وتعايش، وممكن أن تكون علاقتنا مع الكرد مثال يحتذى لمستقبل سوريا”.