طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأنروا ” بسلامة وحماية المدنيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق، وقالت الأنروا على لسان ناطقها الرسمي سامي مشعشع “إن المدنيين في اليرموك يواجهون المجاعة والجفاف إلى جانب مواجهتهم لمخاطر متزايدة من الإصابة بجراح خطيرة والوفاة جراء النزاع المسلح، ويعانون مرة أخرى من جولة غير عادية من الصدمة العنيفة والمعاناة المدقعة وسط تزايد حاد للاحتياجات الإنسانية.
وأضاف المشعشع “أن ما يصل إلى 10,000 مدني محاصرون في منازلهم حيث يتحصنون فيها تجنباً للتعرض للرصاص والشظايا، ومهما كانت كميات المواد الغذائية والمياه المتوفرة لديهم فإنها قد نفذت منذ مدة طويلة، ونظرا للقتال العنيف المتكرر، فإن الخطر المحدق بالتعرض لإصابات خطيرة وللوفاة يمنع المدنيين من مغادرة منازلهم بحثاً عن الطعام أو سعيا وراء العلاج الطبي للجرحى”.
وعبرت الأونروا عن “قلقها حيال التقارير التي تتحدث عن العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وبدون أن تتوفر سبل وصول المساعدات الإنسانية للمخيم، فإنه من المستحيل التحدث بدقة عن أرقام القتلى والجرحى”.
فيما ناشدت الوكالة “الأفراد والهيئات المعنية بالتوقف عن العمليات العدائية وبالتقيد بالالتزامات المنصوص عليها وفقا للقانون الإنساني الدولي الذي هم خاضعين له، وباحترام وحماية حياة المدنيين في اليرموك، إن التوقف عن القتال يعد أمراً حتمياً من أجل منع المزيد من المعاناة في أوساط المدنيين في اليرموك”.
وبحسب “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” فإن نظام الأسد يواصل استهداف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المنتشرة على رقعة البلاد من شمالها إلى جنوبها، بالطائرات والدبابات والصواريخ والبراميل المتفجرة وقذائف الهاون، مما خلف دماراً كبيراً في الممتلكات والمنازل علاوة على سقوط أكثر من (3212) ضحية من اللاجئين الفلسطينيين بحسب احصائيات مجموعة العمل.
ففي محافظة درعا، تشير تقديرات شهود العيان إلى أن أكثر من 70% من مباني مخيم درعا مدمرة بشكل كامل بفعل البراميل وغارات الطائرات السورية، فيما يستمر الجيش السوري قطع المياه عن المخيم لليوم (749)، ما أدى إلى نزوح الآلاف من اللاجئين عن المخيم نحو المناطق المجاورة أو إلى خارج سورية.
وفي ريف دمشق، تشير تقديرات شهود العيان إلى أن أكثر من 80% من مخيم السبينة مدمر تدميراً شبه كامل وتحديداً المنطقة الممتدة من جامع معاذ بن جبل وحتى فرن المخيم المعروف بفرن الأكراد، وهو مايشكل المدخل الغربي للمخيم.
في حين يستمر الجيش النظامي وبعض المجموعات الفلسطينية الموالية له بمنع أهالي مخيم السبينة من العودة إلى منازلهم لليوم (896)، وذلك بعد أن أجبروا على تركها بسبب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الجيش النظامي ومجموعات من المعارضة المسلحة والتي انتهت بسيطرة الجيش النظامي على المخيم بشكل كامل.
وفي شمال سوريا، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 70% من مباني مخيم حندرات مدمرة تدميراً كاملاً وجزئياً، بسبب إلقاء الصورايخ والبراميل المتفجرة عليه تحت ذريعة وجود مجموعات معارضة مسلحة، في حين تستمر معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيم حندرات منذ (1089) أيام على التوالي، حيث هجروا عن منازلهم إثر سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مخيمهم.
أما في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، فتشير التقديرات بأن نحو 40% من مبانيه قد تضررت بشكل كلي أو جزئي وذلك بفعل آلة الحرب، حيث يؤكد شهود عيان بأن المنطقة الواقعة في أول المخيم هي أكثر المناطق تضرراً كونها مناطق مواجهات بين النظام السوري ومجموعات المعارضة المسلحة، في وقت يواصل الجيش النظامي ومجموعات القيادة العامة بحصارها على المخيم لليوم (1042) على التوالي، ويقطع عنه الكهرباء منذ أكثر من (1103) أيام، والماء لـ (592) يوماً على التوالي.