قالت مصادر أمريكية إن الرئيس باراك أوباما يعتزم إرسال 250 عسكريا أمريكيا آخرين إلى سوريا ليزيد الوجود الأمريكي على الأرض إلى ما يقارب 300 جندي للمساعدة في قتال تنظيم داعش، فيما قالت مصادر صحفية إن واشنطن تفكر بإنشاء “محميات قتالية” في سوريا، مشيرة إلى ارتياب البيت الأبيض في مواصلة روسيا “لعبتها الوقحة”.
وأكدت المصادر أن نشر هؤلاء العسكريين الأمريكيين الجدد يأتي بالإضافة إلى 50 فردا من القوات الخاصة أرسلهم أوباما إلى سوريا العام الماضي. وقال مسؤول إن هذا الإعلان سيأتي في كلمة يعتزم أوباما إلقاءها في هانوفر بألمانيا اليوم الاثنين.
ويؤكد هذا القرار الذي أوردته في البداية صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا في أول نيسان/أبريل قال إن إدارة أوباما تفكر في تعزيز عدد أفراد قوات العمليات الخاصة في سوريا على أمل تعجيل المكاسب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وعما ستفعله القوات الأمريكية في سوريا بحسب الـ CNN فإن هؤلاء الجنود الأمريكيون لن يكونوا مدربين ولن يقاتلوا، ما سيفعلونه هو أنهم سيجلبون المزيد من المقاتلين العرب إلى المجموعة التي تدعمها أمريكا في شمال سوريا، و”سينصحوهم ويساعدوهم”، هذه هي الكلمات التي تم استعمالها. سيفعلون ذلك لكي يتمكن المقاتلون العرب من التحرك باتجاه الرقة، وهي مدينة كبيرة في سوريا يدعي داعش بأنها عاصمته، وهي المكان الذي تعتقد القوات الأمريكية أن عناصر داعش يختبؤون فيها.
لذلك، تريد القوات الأمريكية توحيد القوات الكردية والعربية لاتخاذ تلك الخطوة باتجاه الرقة، وسيكون ذلك صعبا جداً، بحسب الـ CNN فهذه إحدى أخطر المناطق، ولا أحد يتوقع من داعش الخروج من الرقة ببساطة فهم يسيطرون عليها بكامل قوتهم وهي أهم أولوياتهم الآن.
هذا فيما نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا حول نية الولايات المتحدة الأمريكية إنشاء مناطق محميات قتالية في سوريا، مشيرة إلى ارتياب البيت الأبيض في مواصلة روسيا “لعبتها الوقحة”.
حيث جاء في مقال الصحيفة: تضطر الولايات المتحدة، بفعل استمرار المعارك في سوريا، إلى “تحديث” مشروع المصالحة الذي قدمته روسيا، لأن واشنطن لم تعد تثق بالضمانات التي تقدمها موسكو، ولذا ينوي الغرب تنشيط الجهود في إطار الأمم المتحدة.
ويقول جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة في تصريح لصحيفة “نيويورك تايمز” “لقد اقترحنا رسم خط مطلق، وقلنا: أنتم لا تدخلون إلى هذه المنطقة ونحن لن ندخلها”. وأضاف أن موسكو تدرس هذا المقترح، وسترد عليه خلال الأسبوع المقبل.
كما أعرب كيري عن شكوكه بصدق روسيا في تصريحاتها بأن هدفها الرئيس في سوريا هو محاربة الإرهاب. وأشار كيري إلى أن الولايات المتحدة “ليست بهذا الغباء”، ولن تسمح لروسيا بمساندة بشار الأسد.
وفي الحقيقة، فإن كيري بذلك أكد الإشاعات حول الخلافات في البيت الأبيض بشأن العمليات العسكرية الروسية في سوريا؛ حيث يعتقد بعض المسؤولين في البيت الأبيض أن الرئيس الروسي بوتين يسعى لإنهاء النزاع في سوريا، في حين أن بعضا آخر يعدُّ العمليات العسكرية الروسية تغطية لمساندة الأسد.
ويقول تشارلز ليستر الخبير في معهد الشرق الأوسط “لقد لعب النظام الروسي لعبة ماكرة”. وهذا الرأي تؤكده واشنطن، مشيرة إلى أن الوحدات الحربية الروسية نشرت من جديد بطاريات مدفعية حول حلب. إضافة إلى هذا، وعلى الرغم من أن موسكو سحبت قواتها، فإنها عززت قواتها الجوية بمروحيات متطورة، واستأنفت الهجمات الجوية ضد المعارضة.
وأشارت وكالة “رويترز” إلى أنه ليس هناك رأي موحد في الولايات المتحدة بشأن سياستها في سوريا: فمستشارة الأمن القومي سوزان رايس ترفض مع آخرين أي تكثيف لجهود الولايات المتحدة في سوريا. لكن “صمت” الولايات المتحدة سيؤزم العلاقات مع المملكة السعودية وبلدان الخليج الأخرى التي ترغب بإطاحة نظام الأسد، وكذلك تركيا التي تقصف باستمرار المناطق الشمالية لسوريا.
من جانبها، لا ترى الخارجية الروسية في مبادرة كيري إشارة إلى فشل الهدنة في سوريا. ويقول ممثل روسيا الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، في حديث إلى وكالة “تاس”، “كل ما يقال عن “فشل” اتفاق وقف العمليات الحربية، عار عن الصحة ولا أساس له، ولا يستحق الثقة بمن ينشره”. وأشار بورودافكين إلى ما أكده وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري خلال الاتصال الهاتفي بينهما، عن استمرار سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار.
أما الخبراء عامة، فيتفقون مع هذا التقييم؛ حيث يرى رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو أن “المبادرة الأخيرة لا تعني بالضرورة فشل اتفاق الهدنة أو عدم مراعاته”، وأن “مقترح كيري يشير إلى أن الجانبين يرغبان بتجنب تداخل النشاط الروسي والأمريكي المناهض للإرهاب في سوريا”.