قال الدكتور عمار قربي أمين سر تيار الغد السوري، خلال حوار صحفي، إن بشار الأسد دفن الهدنة التي بدأت في ٢٧ فبراير/شباط الماضي مع دماء الأبرياء التي سالت في حلب.
وفي حوار خاص لبوابة “العين” الإخبارية، أضاف الدكتور قربي أن ما حدث في حلب، خلال الأسبوع المنصرم وحتى الآن، هو تفسير الأسد للتراخي الدولي بمعالجة الملف السوري وعدم الجدية في حله.
وقال قربي: إن المفاوضات إن لم تشهد ضغطا حقيقيا على النظام، وإذا الدول لن تتخلى عن فرض أزلامها داخل صفوف المعارضة، ستبقى مضيعة للوقت وسيكون الوقت من دم.
واعتبر قربي مفاوضات جنيف، التي كان من المقرر لها أن تستأنف في ١٠ أيار/مايو المقبل، في حال تمت ستكون بغرض إدارة سياسية للأزمة وليس لحلها، خاصة أن النظام غير جاد في العملية السياسية، كذلك المجتمع الدولي، على حد قوله.
وقال قربي: هناك قرارات دولية من الأمم المتحدة لم تطبق، فالمجتمع الدولي لم يضغط بالشكل الكافي على النظام من أجل تنفيذ هذه القرارات، وبالتالي نراه يصعّد على كافة الأصعدة.. لذا فأي مفاوضات ستستمر للأبد إذالم يتغير تعاطي المجتمع الدولي مع النظام السوري.
وعن هذا التعاطي أوضح أمين سر تيار الغد السوري: هذه المفاوضات لم تأت دون سياق لكن هناك مرجعيات تستند عليها مثل جنيف ١ وجنيف ٢، وقرارات الأمم المتحدة وبيان فيينا وحتى الاتفاق الأخير الذي جرى في ميونيخ (آلمحادثات الدولية لمجموعة دعم سوديا في شباط/فبراير الماضي)، وجميع هذه القرارات كانت واضحة أنه لا دور للنظام السوري في مستقبل سوريا.
وانتقد قربي موقف الإدارة الأمريكية قائلًا: التصريحات الأمريكية أصبحت أكثر دعمًا للنظام من موسكو، فالمجتمع الدولي يعطي مزيدا من الضوء لبشار كي يقتل.. يقولون لا نريد التدخل العسكري.. ولا يعلمون أن النظام السوري ليس خصمنا الوحيد.. فهناك أيضًا داعش على الأرض.
واستطرد أمين سر تيار الغد: كنت من المؤيدين للحل العسكري في البدايات، وكان يمكن لهذا الحل أن يجنبنا كثير من الويلات وكانت الخسائر البشرية لن تصل إلى ٣٠ ألف شهيد، فهي ليست التجربة الأولى حتى وإن كان هناك النموذج العراقي أو الليبي فهناك نماذج أخرى جيدة.
وتابع الدكتور قربي: من أحد أسباب ما وصلنا له عدم اللجوء قيادات في المعارضة إلى الخيإر العسكري منذ اليوم الأول، ما أدى إلى تشتت العمل العسكري وظهور جماعات غير منظبطة، وأصبح لدى النظام فترة سماح لا نهائية منحها له المجتمع الدولي.
وجدد قربي انتقاد الولايات المتحدة، لكن هذه المرة بشأن الحديث عن إرسال ٢٥٠ جنديًا إضافيا إلى سوريا، قائلا: بغض النظر عن سخافة هذا الرقم وعدم جدواه على الأرض، فالمهم ما هي المهام وماذا سيفعل وأين سيتواجد.. في رأيي هذه الأرقام عمليات استخبراتية أكثر منها حربا على الإرهاب لأنهم سيتوجهون للمناطق التي سيكون فيها أكراد أو إدارة ذاتية وهي المناطق الأكثر استقرارا في سوريا.. ولن يدخلوا المناطق الساخنة.
وأوضح أن السوريين لا يحتاجون إلى تدخل ولكن يحتاجون إلى جدية، تماثل تلك التي حدثت عندما كشر المجتمع الدولي عن أنيابه عند استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، وكانت النتيجة تراجع النظام وهروب بعض أزلامه للخارج.
وطالب قربي بحصار شامل على النظام يتضمن منع السلاح عنه وتجميد أمواله ومنع رجاله من السفر، جنبًا إلى جنب مع تنفيذ قرارات الأمم المتحدة من فك الحصار وإدخال المساعدات وإطلاق المعتقلين السياسيين ووقف القصف وعمليات التهجير القسري والإعدام التعسفي.
وقال أمين سر تيار الغد السوري: النظام يبحث عن خشبة خلاص من أجل الهروب من مصيره المحتوم، فهو يروج أن بديله هو داعش، مثلما كان يتحدث عن التقسيم والمندسين والتدخلات الدولية، وها هو يكمل التبريرات بإما أنا وإما داعش، معتبرًا أن النظام هو من صنع وشارك في وجود داعش.
وأضاف: داعش أو أي من التطرف الإسلامي لا يجد له حاضنة في سوريا، هناك جبهات يومية مفتوحة ضد داعش أكثر من النظام.
ورأى قربي أنه إذا رحل الأسد وجاء نظام يقود بطريقة المحاصصة الطائفية على الطريقة العراقية أو اللبنانية سيظهر ما هو أسوأ من داعش، لافتًا إلى أنه الحل حاليًا ليس في التدخل العسكري، لكن في المشاركة في القرار السياسي.
وكشف أمين سر تيار الغد السوري عن تفاصيل اللقاء الذي جمع بين أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري الرئيس السابق للائتلاف الوطنى السوري، في وقت سابق هذا الشهر، مع ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي فى القاهرة حيث أبلغ الجربا المبعوث الروسي بأنه يجب على الروس الضغط على النظام، وهو ما رد عليه بوجدانوف بأن الانسحاب الروسي من سوريا كان ورقة ضغط على النظام.
وأوضح المبعوث الروسي للجربا بأن الانتخابات التي أجراها النظام لا تعني شيئا.. وأنه عندما لا يتم اتفاق سياسي بينكم وبين النظام سنكون أول من يقول بأن هذه الانتخابات لاغية ويجب أن تكون هناك انتخابات جديدة.
وانتقد قربي سير المفاوضات في جينيف، قائلا: نحن ممثلون في جنيف، لكن نحن لا نرضى عن سير المفاوضات.. لدينا ملاحظات على أداء المعارضة ولا نرى المعارضة تشكل نبض الشارع السوري ولكنها تمثل بعض الدول الإقليمية.