أكد عبد الجليل سعيد، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، أن الهدنة بين النظام والمعارضة في حلب منهارة بشكل كامل، وأنه لايمكن وصف القصف والتدمير اليومي الذي يقوم به طيران النظام والطيران الروسي بأنه خروقات للهدنة في سوريا، كما نوه السعيد إلى أن المجازر التي تقع في سوريا ليست ميدانية فقط بل إنها سياسية أيضا مع توقف المفاوضات وانسداد أي أفق لإتمام أي عملية سياسية.
وقال السعيد، تعليقا على الاوضاع العامة في مدينة حلب لغرفة الأخبار بقناة CBCextra، المصرية، إن التقارير والصور التي تخرج من حلب وعدة مناطق أخرى في سوريا تبين مدى وحشية من يقصف ومن يقتل، وعلى رأسهم نظام الأسد الذي يقتل الشعب السوري من أجل البقاء في السلطة أطول مدة ممكنة.
وحمّل السعيد الإدارة الأمريكية الحالية الجانب الأكبر من المسؤولية عن المجازر التي يرتكبها النظام وروسيا في حلب وغيرها من المناطق السورية، ونوّه السعيد إلى أن أوباما ومنذ انطلاق الربيع العربي، وهو يتماهى مع سياسة الأنظمة العربية التي تقمع شعوبها وتحاربهم كما هو الحال في سوريا.
وردًا على اتهامات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للنظام والمعارضة بتعطيل عملية السلام ومباحثات الحل السياسي وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية في سوريا، قال عضو الأمانة العامة إن كيري يساوي بين الضحية والجلاد، وأضاف السعيد أن المعارضة لا تملك الطيران الذي يقصف المدن والبلدات السورية، ولاتملك البراميل المتفجرة التي تضرب المدنيين، والمعارضة السورية لا تحمي المدنيين من النظام وإجرامه فقط؛ بل ومن المتطرفين الذي يعيثون في البلاد فسادا وتخريبا، وكيري يتحدث بطريقة غير واقعية وغير مقبولة، والمسؤولية الكبرى في سوريا تقع على عاتق المجتمع الدولي والعربي والدول الإقليمية المعنية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تدير ظهرها للحل في سوريا.
وأضاف السعيد أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من جهود في سوريا هو مجرد مسكنات آلام وليس حلا جذريا ينهي معاناة الشعب السوري، والهدنة الأخيرة قبلت بها المعارضة والتزمت بها رغم كل الخروقات التي تتم فيها لتوفير عدد الضحايا الذين يسقطون كل يوم على يد قوات النظام وحلفائه، وبالتالي فإن الأمريكي لا يبيع السوريين إلا الوهم وللأسف هناك أجزاء من المعارضة مقتنعة أن هذه الإدارة ربما يمكنها تغيير المشهد السوري، وفي حقيقة الأمر فإن الإدارة الأمريكية تغض النظر عن جرائم النظام وتترك الروس ليغوصوا أكثر في المستنقع السوري وكل ذلك على حساب دماء الشعب السوري.
وتعليقًا على ضعف المعارضة وتشتتها واختلافاتها ذكّر السعيد بكلمة للشيخ أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري قالها قبل أيام عبر إحدى الشاشات العربية: “الإرادة الدولية غير صادقة ومنقسمة على نفسها وهشة وضعيفة والنظام ماكر وخادع” والإرادة الدولية هي من تتحكم بالملف السوري والاختلافات الموجودة بين المعارضة السورية موجودة في كل مكان في العالم ولا يجب تحميل المعارضة السورية واختلافاتها وزر ما يرتكبه النظام من جرائم ووزر ما يرتكبه المجتمع الدولي من تقصير وسلبية ولا مبالة بالدم السوري المسال.
وأكد عضو الأمانة العامة في التيار على أن الحل السياسي في هذه الآونة مات بسبب ما يجري في حلب من مجازر وجرائم على يد النظام وحلفائه الروس، وأن ما يحتاجه السوريون هو أن يتحرك المجتمع الدولي بقليل من الإنسانية التي يدعيها.
ونوّه السعيد إلى أن الدول العربية لو استطاعت أن توحد مواقفها حيال ما يجري في سوريا فسيكون لها قوة استراتيجية وقدرة على إغلاق الباب على بعض الدول الإقليمية التي تستغل الصراع في سوريا وتستفيد منه وتشارك فيه، ولكن معظم الدول العربية تتعامل مع الملف السوري بطريقة هامشية ويحتل الملف السوري أولوية متأخرة في اهتماماتها.