محمد الشاكر: لا نعول كثيرا على اجتماع باريس

اعتبر الدكتور محمد الشاكر، عضو الهيئة العامة في تيار الغد السوري محاولات الدول الأوروبية مؤخرا لإحياء المفاوضات السورية محاولة غير مجدية، وأن نتائج مباحثات وزير الخارجية جون كيري في باريس...

اعتبر الدكتور محمد الشاكر، عضو الهيئة العامة في تيار الغد السوري محاولات الدول الأوروبية مؤخرا لإحياء المفاوضات السورية محاولة غير مجدية، وأن نتائج مباحثات وزير الخارجية جون كيري في باريس ولقاءاته مع مسئولين من الدول الأوروبية المعنية بالملف السوري لا تبدو أنها ستخرج بشيء يساعد على إيقاف الحرب الدائرة وإنهاء معاناة الشعب السوري.

وأكد الشاكر، خلال لقاء متلفز مع قناة ONtv المصرية، أن تعدد العواصم.. جنيف فيينا باريس.. لم يجد نفعا في حسم الصراع وبدء مرحلة انتقالية في سوريا، لتبقى الأزمة السورية واحدة رغم تعدد الجهود والمحاولات في ظل غياب مبادرة عربية موحدة قائمة على أسس الأمن العربي وإعادة الاستقرار لسوريا حتى اللحظة.

وقال الشاكر للأسف وبعد أكثر من خمس سنوات عانى فيها الشعب السوري لم ينجح المجتمع الدولي في إيقاف حرب تجاوزت في مدتها مدة الحرب العالمية الثانية، وإذا كانت الحرب العالمية الثانية قد دفع تكلفتها العالم أجمع؛ فإن الحرب في سوريا دفع ثمنها الشعب السوري وحده، والتجاذبات السياسية والإقليمية داخل تجمع أصدقاء سوريا تحول دون التوصل إلى مبادرة قادرة على إنهاء الصراع في سوريا وحل الأزمة السورية، ونحن نطالبهم بأن يكونوا أصدقاء ويتفقوا على رؤية واحدة قادرة على إيقاف النزيف السوري.

وعن خلافات المعارضة السورية فيما بينها ووجود معارضات سورية مختلفة قال الدكتور الشاكر إن الخلافات في الشأن السوري ليست على صعيد المعارضة وحسب، ولكن على الصعيد الدولي والإقليمي هناك حالة من التشظي والتجاذبات تسود الموقف من الأزمة السورية، ولم ينجح القرار 2254 في تحييد التجاذبات الدولية والإقليمية وإرساء وقف الأعمال القتالية والبدء في عملية سياسية تنهي الحرب وتؤسس للمرحلة الانتقالية، وأن هناك في مشكلة في الفقه القانوني الدولي في فهم وتفسير مصطلح وقف الأعمال القتالية الذي لا يعني وقف إطلاق النار وتجميد الصراع على الأرض بين فصائل المعارضة وجيش النظام والفصائل الداعمة له، وكنا نتوقع بحسب مبادرة دي مستورا الأخيرة في جنيف 3 أن يتم تنفيذ إجراءات على الأرض كفك الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات وإخراج المعتقلين بالتوازي مع العملية السياسية، ولكن لم يتحقق شيء من هذا حتى الآن.

أيضا بالنسبة بحسب القرارات الدولية المعنية وخصوصا القرار 2254 وجنيف 1 وبيان فيينا، قال الشاكر إن جميعها لا تؤدي لحل واقعي على الأرض، بل تزيد من تعقيدات المشكلة بسبب المصطلحات التي استخدمت والتي أدت بطلاسمها القانونية واختلافاتها إلى ترسيخ التجاذبات الدولية والإقليمية بدلا من تحييدها والخروج برؤية واضحة للحل ووضع خارطة طريق محددة تلتزم بها كل الأطراف.

ونوه عضو الهيئة العامة في تيار الغد السوري، إلى الانكفاء الأمريكي ودور أمريكا السلبي تجاه الأزمة السورية بالإضافة إلى التردد الروسي وعدم وجود رؤية واضحة للحل، وإن كانت روسيا تميل في الغالب لدعم موقف النظام وتدخلها العنيف في سوريا جاء بضوء أخضر أمريكي لضمان مصالحها في المياه الدافئة. والمعارضة السورية ممثلة بعدة تكتلات تواصلت مع الروس اعترافا بمكانة روسيا ودورها الدولي في المنطقة وانطلاقا من قدرة روسيا على إحداث ضغط على النظام للالتزام بالعملية السياسية والانتقالية وتجنيب السوريين المزيد من الآلام والتضحيات والضحايا وتجنيب سوريا المزيد من الدمار والخراب نتيجة الحرب الدائرة وروسيا لا يهمها شخص الأسد بقدر ما يهمها الدولة السورية واستقرار المنطقة وضمان مصالحها الاستراتيجية.

وعلى عكس إيران التي سعت وتسعى لخلق دولة فاشلة مقسمة في سوريا عبر دعم الأسد والتأسيس لدولة الساحل كما فعلت في لبنان واليمن، فإن روسيا، بحسب الدكتور الشاكر، من مصلحتها أن تبقى سوريا دولة موحدة، وإيران عملت على إثارة النعرات الطائفية في سوريا وخلق التطرف والحراك المسلح بعد أن زجت بميليشيات طائفية شيعية في سوريا ارتكبت المجازر في حق السوريين، وروسيا عملت على إجلاء الفصائل المسلحة التابعة لإيران من الساحل تخوفا من المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة وتقسيم سوريا، وروسيا قرأت ما فعلت إيران في العراق وتحاول الحيلولة دون تحقيقه في سوريا.

وبخصوص مؤتمر باريس الأخير، قال الشاكر إن المؤتمر جاء في وقت حرج ومن الصعب فيه السير في أو متابعة عملية سياسية انتقالية بسبب انشغال الإدارة الأمريكية بالانتخابات الرئاسية، كما جاء مؤتمر باريس كسابقيه من مؤتمرات أصدقاء سوريا التي لم تقدم شيئا يذكر على صعيد تقديم المساعدات والدفع بعملية سياسية لإنهاء الأزمة. والدور الأوروبي ما زال خجولا ودون الطموحات والمأمول، وكنا نتمنى على أقل تقدير أن يسعى ويسهم في وقف الأعمال القتالية في سوريا، وأن يستطيع فك الحصار على المناطق المنكوبة وإدخال المساعدات إليها، ولكن ما نخشاه أن يكون اجتماع باريس قد جاء فقط لخلق حالة من التوازن الدولي في سوريا بعد الجموح الروسي الأخير على صعيد الملف السوري، وهو ما يؤدي إلى استمرار الصراع وتواصله إلى ما بعد قدوم رئيس جديد لأمريكا.

وحول توقف محادثات جنيف الأخيرة وانسحاب الهيئة العليا للتفاض، أكد الشاكر إن هذا أضر كثيرا بالمفاوضات، وكان ثمنه مزيد من الدماء، وفي المقابل كسب النظام المزيد من الوقت لأن النظام من مصلحته استمرار الحرب وتعطل المفاوضات، لأن استمرار الحرب يعني استمرار بقائه، والشروع بعملية سياسية يعني انتهاءه وزوال الأسد، وهذا أيضا مكسب لإيران التي مازالت تدعم النظام بكل قوتها لضمان نجاح مشروعها في سوريا والمنطقة المبني على دستورها الذي يقول بالخلافة الجامعة والجهاد المستمر بغرض تفتيت المنطقة والاستحواذ عليها.

وفي مقابل ذلك هناك غياب للمشروع العربي، ونحن استبشرنا خيرا بزيارة الملك سلمان لمصر للخروج بموقف عربي قوي يتدخل لحسم الصراع في سوريا على أساس المصلحة العربية والأمن العربي في مواجهة المشاريع الإقليمية الأخرى.

أقسام
نشاطات التيار

أخبار متعلقة