إحباط أوروبي بسبب عجز أمريكا وروسيا عن الاتفاق بشأن سوريا

يقول دبلوماسيون إن إخفاق إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في إقناع روسيا بضرورة تنحي رأس النظام السوري، بشار الأسد، عن السلطة، يصيب الأوروبيين بخيبة الأمل بسبب تهميشهم في الجهود...

يقول دبلوماسيون إن إخفاق إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في إقناع روسيا بضرورة تنحي رأس النظام السوري، بشار الأسد، عن السلطة، يصيب الأوروبيين بخيبة الأمل بسبب تهميشهم في الجهود الرامية لإنهاء الصراع في سوريا.

ويتساءل بعض الدبلوماسيين والمحللين عما إذا كانت الولايات المتحدة أساءت التقدير فيما يتعلق برغبة روسيا في بقاء الأسد بالسلطة.

وقال مساعد سابق لأوباما لشؤون الأمن القومي “الكثيرون أساؤوا التقدير فيما يتعلق بتصميم روسيا على الحيلولة دون سقوط هذا النظام. كانوا واضحين للغاية بأنهم ليسوا مستعدين للسماح بحدوث ذلك”.

وقبل اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا المكونة من 17 بلداً يوم الثلاثاء في فيينا، قال دبلوماسي بارز بالأمم المتحدة، لوكالة “رويترز”، وطلب عدم نشر اسمه، إن الأوروبيين “يميلون للشك كثيرا بشأن ثنائية أمريكا-روسيا”.

وقال إن هناك سبلاً مبتكرة لتحقيق انتقال للسلطة بعيداً عن الأسد ومنح جماعات المعارضة السورية سببا لوقف القتال وبدء التفاوض.

وأضاف الدبلوماسي “لكننا لم نقترب حتى من مناقشة هذه الأشياء مع السوريين أنفسهم لأن الولايات المتحدة وروسيا كانتا تحاولان مد جسور التواصل وفشلتا في ذلك. لهذا السبب تعين أن نعود ونفتح باب المشاركة”.

وبينما يقر البعض بأن التعاون الأمريكي الروسي ساهم بقدر كبير في التوصل لاتفاق وقف الاقتتال الجزئي ولقرارات مجلس الأمن فإن الانقسام بشأن الأسد بدا من الصعب تجاوزه وأدى لعرقلة محاولات الأمم المتحدة للتفاوض بشأن اتفاق سلام.

وقال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم نشر اسمه “إذا تذكرنا كيف التزم (وزير الخارجية الأمريكي جون) كيري بهذا الأمر… كان هذا عن أمل واقتناع بأن الروس سيتحركون سريعا للحصول على تعهدات من النظام للدخول في عملية سياسية. لكن هذا لم يحدث أبدا”.

ونتيجة لذلك تظل الآفاق قاتمة لنهاية قريبة للصراع الذي حصد حتى الآن أرواح ربع مليون شخص.

ويقول دبلوماسيون إن إحدى المشكلات الرئيسية هي عجز الإدارة الأمريكية أو عدم استعدادها للتصدي للعداء المتزايد من قبل روسيا. وأشار البعض إلى أن واشنطن فقدت أي قدرة ربما كانت لديها للتأثير على موسكو بعدما أحجمت عن تنفيذ تهديد أوباما في 2013 بمعاقبة سوريا بسبب استخدامها المزعوم لأسلحة كيميائية.

وقال دبلوماسي أوروبي بارز في فيينا “أنا واقعي. أرى أن الأمريكيين ليسوا على استعداد للقتال أو الاستعداد لتقديم الكثير على الطاولة لإقناع الخصم بالعودة للمفاوضات”.

واشتكى بعض ممثلي المعارضة السورية ومسؤولون بالأمم المتحدة ومسؤولون عرب من ممارسة الأمريكيين ضغوطا أكبر على المعارضة لتقديم تنازلات بدلا من دفع روسيا للضغط على الحكومة السورية.

وأشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أن الرياض لا تعلق آمالها على نجاح الولايات المتحدة في إقناع روسيا بإزاحة الأسد واقترح العمل على ضمان حصول مقاتلي المعارضة على تسليح أفضل.

وقال الجبير للصحفيين في باريس قبل أيام إن الاختيار متروك للأسد وأضاف أن الرئيس السوري سيتنحى سواء بعملية سياسية أو بالقوة العسكرية.

وقال مسؤول من المخابرات الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتخلي عن الأسد إذا أفرزت المفاوضات بديلا يمكنه تحقيق الاستقرار لسوريا والسماح لها بالبقاء كحليف وحيد لروسيا في العالم العربي وقاعدة وحيدة للسفن والطائرات الحربية الروسية في البحر المتوسط.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بمناقشة الأمر علناً “بوتين فقد الثقة في الأسد ويتطلع لمسار لتحقيق انتقال مستقر بعيدا عن الأسد لكنه لم يصل إليه حتى الآن”.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة