بدأت السلطات المحلية في اليونان بإخلاء نزلاء مخيم إيدوميني المكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين على الحدود مع مقدونيا إلى معسكرات في مدينة سالونيك، اليوم الثلاثاء، بحسب ما أعلن التلفزيون اليوناني الرسمي، وسط رفض من المهاجرين بسبب سوء سمعة المعسكرات المزمع نقلهم إليها.
وذكرت مصادر في الشرطة اليونانية في تصريحات بثها تلفزيون “ميغا” أن تعزيزات أرسلت من العاصمة أثينا لمواكبة إعادة إسكان أكثر 8500 مهاجر يتكدسون في هذا المخيم الفوضوي في معسكرات في سالونيك عاصمة مقدونيا الوسطى.
وأوضح مصدر آخر في الشرطة أن التعزيزات أرسلت “لتدراك ردود فعل قد تصدر عن أقلية من المهاجرين قد يتصرفون بطريقة سلبية”. وأضاف أن “أكثرية المهاجرين لن تضع عراقيل تحول دون المغادرة… وقد اتخذت تدابير إضافية لتجنب المفاجآت غير السارة”.
وقال المصدر إن عملية إخلاء المخيم لن تكون شاملة، وأن الجهود المبذولة لنقل الناس إلى مراكز أخرى اكثر تنظيما ستتواصل، كما أكد أنه “في الأسبوعين الأخيرين حصلت عملية إخلاء هادئة، أي بالإقناع الذي أتاح مغادرة 2500 شخص، وهذا سيستمر”.
وكان آلاف المهاجرين قد وصلوا إلى هذا المخيم الواقع على الحدود مع مقدونيا التي أغلقت مطلع آذار/مارس الفائت، بعد إغلاق “طريق البلقان” الذي كانوا يسلكونه للوصول إلى دول أوروبا الشرقية ومنها إلى ألمانيا والسويد.
ومن جهتهم، أبدى لاجئون وطالبو لجوء في مخيم إيدوميني المتاخم للحدود المقدونية، رفضهم الانتقال لمخيمات أخرى في اليونان، حيث قال طالب لجوء عراقي، لوكالة الأناضول، إنه “لا يعتقد أن ظروف الحياة في المخيمات الأخرى ستكون أحسن من مخيم إيدوميني”، مشيرًا أنه “لن يقبل نقله لمخيم آخر”.
وشدد على أنه يتوجب على السلطات اليونانية إخباره عن موعد فتح الأبواب أمامهم للعبور إلى مقدونيا، مضيفًا أن نقلهم لمخيم آخر، بغرض تحسين ظروفهم الحياتية، “لن يوفر حلاً لأزمتهم”.
هذا فيما قال طالب لجوء سوري إنه سيرفض نقله إلى مخيم آخر، مضيفًا: “سبق وأن وعدونا بتحسين أوضاعنا المعيشية، ونقلونا لمخيم في سالونيك غير أنني كدت أموت جوعًا هناك، وفررت إلى إيدوميني مرة ثانية”.
ويعاني الآلاف من المهاجرين وطالبي اللجوء في مخيم إيدوميني، ممن وصلوا قبل سريان الاتفاق التركي الأوروبي الأخير في آذار/مارس 2016، ظروفاً معيشية صعبة، حيث ينتظرون فتح حدود دول البلقان للعبور منها إلى أوروبا الغربية.
وكانت تركيا والاتحاد الأوروبي قد توصلا في 18 آذار/مارس الفائت، في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم أنقرة بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 نيسان/أبريل المنصرم، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية بعد يوم 20 من الشهر ذاته، ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.
وقد كان لهذا الاتفاق أثر بالغ في انخفاض عدد المهاجرين، الذين اعتادت فرق خفر السواحل التركية، ضبطهم، في بحر إيجة، إذ انخفض عددهم خلال نيسان/أبريل الماضي، بنسبة 80%، مقارنة بالأشهر السابقة، كما أنه كان الشهر الوحيد، الذي لم يشهد حالات غرق للاجئين.