لا يخطئ المتابع والمهتم بالشأن السوري الضبابية التي تسود المشهد السياسي، وهي الضبابية التي نتجت عن عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل للقضية السورية رغم تداعياتها الخطيرة والمقلقة على المنطقة والعالم.
فكل أنهار الدم التي سالت في سوريا، وكل جبال الركام والخراب لم تستطع تحفيز المجتمع الدولي الذي طالما ادعى الانتصار للإنسانية والحقوق والحريات للوصول إلى حل ينهي الآلام ويضمد الجراح ويكف يد الإجرام في حق الشعب المسالم المنكوب.
وحتى قوافل المهاجرين واللاجئين التي طرقت أبواب معظم دول أوروبا وغيرها لم تقدر على إيصال الأمم المتحدة ومجلس الأمن لدرجة البت والتوصل إلى قرار ينهي الأزمة السورية، ليس هذا وحسب؛ بل حتى الإرهاب الذي طالت أياديه الآثمة عقر أوروبا وأمريكا ودول أشقائنا العرب وجيراننا الأتراك لم يغير في المشهد أي شيء.
ربما نكون قد أخطأنا عندما لجأنا للعالم ممثلا بجامعة الدول العربية ثم الأمم المتحدة ومجلس الأمن طالبين التدخل لإنقاذ الإنسانية من نظام مجرم لم يصل إلى إجرامه أي نظام حاكم في العالم عبر التاريخ، وربما نكون قد أخطأنا في الوقوع في فخ الطائفية الذي نصبه لنا النظام وحليفته إيران، وسمحنا لمجموعات متطرفة غريبة عنا أن تتغلغل بين صفوفنا ثم تغدر بنا وتسرق الثورة السورية المباركة وتحولها إلى أداة ومطية لتحقيق أحلام وأوهام كل شذاذ الآفاق.
لكن هذه الأخطاء لا يمكن أن تجعلنا نصاب بالإحباط واليأس والاستسلام، فهذا الشعب الأبي الذي قام بأعظم ثورة وأجمل ثورة وضحى بالغالي والنفيس من زهرة شبابه وأبنائه جدير بأن يستعيد الزمام ويكمل المسيرة على طريق الخلاص والنصر.
إن إعادة تجمع السوريين الشرفاء والمخلصين للثورة ولدماء الشهداء وتكاتفهم وتآلفهم وفق مشروع وطني منظم كفيل باستعادة السوريين لقرارهم وكفيل بإيصال البلد إلى بر الأمان والاستقرار.
لا أحد يحب سوريا كالسوريين الأصيلين، ولا أحد يخاف عليها إلا السوريون الطيبون، ولا يمكن لهؤلاء أن يبقوا مشرذمين متفرقين تائهين، لابد لهم من إطار يجمعهم ومظلة تحميهم، وهذا ما عملنا ونعمل عليه في تيار الغد السوري الذي يفتح أبوابه لكل السوريين الراغبين في العمل الجاد والبناء لخدمة هذا الوطن وتحريره وإعادة بنائه كدولة حرة القرار حرة الإرادة ينهض بها أبناؤها بأفكارهم وسواعدهم وقبل كل شيء توحدهم مع بعضهم وحبهم لبعضهم وبنبذهم لكل ما يفرقهم ويشتت جهودهم.
المكتب التنظيمي في تيار الغد السوري