أعضاء تيار الغد السوري يتحدثون عن آرائهم بمستقبل المفاوضات

صرح أعضاء في تيار الغد السوري عن آرائهم بخصوص ما يجري في الهيئة العليا للمفاوضات بعد استقالة بعض أعضائها، ومستقبل العملية التفاوضية في جنيف، وأكدوا على ضرورة وجود وفد...
مبنى الأمم المتحدة في جنيف حيث مقر المفاوضات السورية

صرح أعضاء في تيار الغد السوري عن آرائهم بخصوص ما يجري في الهيئة العليا للمفاوضات بعد استقالة بعض أعضائها، ومستقبل العملية التفاوضية في جنيف، وأكدوا على ضرورة وجود وفد موحد للمعارضة السورية يقود المرحلة المقبلة من المفاوضات وضرورة دعم فصيل عسكري وطني موحد.

حيث اعتبر منذر آقبيق، الناطق الرسمي باسم تيار الغد السوري، في تصريح لإيلاف، أن وجود ممثلين عن كبرى فصائل المعارضة المسلحة ضمن هيئة التفاوض ضروري، وأثبت جدواه من خلال نجاح اتفاق وقف الأعمال العدائية لبضعة أسابيع.

وفي نفس الوقت قال آقبيق إن “العملية السياسية التي تستند إلى بيانات فيينا وجنيف والتي تتضمن مفاوضات لن تكون سهلة من أجل تشكيل الهيئة الانتقالية الحاكمة، وكذلك الاتفاق على كيفية ممارسة صلاحياتها، وعلاقاتها معه مؤسسات الدولة الموجودة خصوصا العسكرية والأمنية وممارسة سلطتها على تلك المؤسسات، أضافة إلى أن مخرجات العملية السياسية غالبا سوف تتضمن إعلانا دستوريا، كل ذلك يتطلب أن تبرز الهيئة التفاوضية دبلوماسيين سياسيين مختصين في فنون التفاوض، والمواضيع الدستورية”.

فيما قال مالك أسعد، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، بالنسبة للمفاوضات “أنا منذ زمن مقتنع أن السقف العالي لبعض الدول موجه لإيران أكثر منه للوضع السوري وكذلك هو الحال بالنسبة للأتراك فمشكلتهم الكرد”.

وأضاف أسعد أن “الفاعلين الأساسين (موسكو وواشنطن) وهما من سيفرضان الحل والهيئة لم تستفد من درس المجلس الوطني والائتلاف باعتبارهم الممثلين الوحيدين للمعارضة مما كلف الآلاف من الضحايا الإضافيين”.

وتوقع أسعد أنه “سيكون لأطياف المعارضة الأخرى دور فاعل وربما سيكون للحل آفاقا مختلفة”. وأضاف “لن يستطع التيار الإسلامي المتشدد فرض أجنداته، ولن يسمح له المجتمع الدولي بذلك بالرغم من دعم بعض أطرافه لهم كعصا”.

ومن جهته، اعتبر تليد صائب منسق الأمانة العامة لتيار الغد السوري أن “الصورة باتت واضحة مع اقالة الزعبي واستقالة علوش.. يريدون من النظام أن يفاوض النظام ليصبح لدينا نظام جديد”.

وقال صائب “منذ اليوم الأول الذي تشكلت فيه هيئة المفاوضات وكان هذا الأمر واضحا”.. إعلان الانسحاب الذي قدمه حجاب كان عملا” لكسب الأضواء ومعركة الغوطة كانت دسيسة وفتنة لإبعاد علوش”.

قاسم الشيخ عضو تيار الغد السوري كان غاضبا من اداء الهيئة العليا للمفاوضات رأى “انها اسم كبير لفعل لايتجاوز طاولة الاجتماعات وأن الاسم كبير والعمل دون الصفر”.

وأشار الشيخ “إننا لانريد أن ننتقص من قدر الاخوة المشاركين في الهيئة العليا للمفاوضات ولكن هناك واقع أليمـ وهو أنه ليس بيدهم أي قرار فهم مسيرون وأغلبهم ضحى وناضل من أجل الوطن فلا شكوك في وطنيتهم وغيرتهم ولكن هناك خطوط عريضة يجب ان يتوقفوا عندها وهي السيادة الوطنية ومصلحة الوطن وقول كلمة (لا) عندما يحتاج الامر لذلك وعندما تمس السيادة الوطنية والكرامة السورية بالأذى وخاصة المس بالقرار الوطني”.

وأهم انتقاص لهذه الهيئة حسب رأيه “هو أنهم لايملكون أي سيادة وأي حرية بقراراتهم وقرار المشاركة أو عدمها في المفاوضات فالولايات المتحدة وروسيا والدول هي من تقرر الحرب والسلم وهي من تقرر جدول الاجتماعات”.

وأشار إلى أنه عندما تسلم السيد الدكتور رياض حجاب رئاسة للهيئة العليا استبشر السورين خيرا بما أنه رئيس وزراء سابق ورجل دولة، ولكنه تساءل “متى ينجح رجل الدولة؟”.

وأجاب عن سؤاله ينجح رجل الدولة عندما يملك القوة والمال وهو لايملك أي منهما، فالمال غريب ويصرف بالقطارة وبأجندات ضيقة للحفاظ على الوضع بأسوأ أوضاعه والقوة منقسمة وكل فصيل تابع ﻷجندة الدولة الداعمة له فلا يمكن ان يكون النجاح حليف هيئة لاتملك من مقومات النجاح حتى المسلمات الأولية وهي الوحدة الوطنية والسيادة الجزئية”.

وأضاف الشيخ “لقد فشلت الهيئة العليا للمفاوضات في إدارة الدفة وخاصة في الشهرين الماضيين عندما علق رئيس الهيئة المفاوضات بخطاب حماسي كسب قلوب السوريين البسطاء وظنوا بأنه الفارس القادم على حصان أبيض ليخلصهم من الويلات فصفق له الشارع السوري وخرج السوريين بالمظاهرات بجمعة أسموها (حجاب يمثلنا) ولكن ماذا بعد؟”.

وأكد “ماذا بعد يبدو انه لم يفكروا بالخطوة القادمة وترك الامر للتطورات ولكن التطورات انطلقت بعكس التيار الذي ترغب به الهيئة فلم تأت بجديد سوى انهم انسحبوا والآن يحاولون العودة دون اي تنازلات من الطرف الآخر وبالعكس بتعنت اكبر بكثير من السابق وبدون أي مكاسب فلماذا علقوا المفاوضات اصلا إذا كان سيعودون إليها”.

وقال “خطاب الانسحاب كان خطابا تلميعيا ولكن يحتاج الى تكملة المشوار بخطوات تحظى باحترام الشارع السوري وهذا لم يحصل وانهارت معنويات السوريين الذين ينتظرون البدائل التي وعدوا بها”.

ولفت إلى أن “أعضاء الهيئة قالوا لن نستسلم فاستسلمنا وخسرنا الكثير ودمرت حلب وإدلب وهجر أكثر مئة الف سوري منازلهم في الشمال السوري، وقالوا سنفاجئ العالم بخطوات بناءة فلم يرى الشعب إلا الويلات وإغلاق الحدود التركية شيئا فشيئا”.

وفي النهاية قال الشيخ “استقال كبير المفاوضين محمد علوش لأسباب يجهلها الجميع إلا ماقاله هو في الإعلام ولا أظن أنه يحمل من الحقيقة”. فالحقيقة الكاملة، حسب تصوره “هي إصرار روسيا على استبعاد الفصائل الإسلامية من حكم سوريا القادمة فلا مكان للإسلاميين فيها حسب التقارير الروسية الصادرة عن مكتب الدراسات الروسية فلذلك انتهى دور علوش الممثل بجيش الإسلام وانتهى دور جيش الإسلام واتخذ من تحت الطاولة قرار انهائه وإضعافه والدليل على ذلك إختلاق الفتنة في الغوطة الشرقية برعاية دول داعمة فرضيا للثورة وراح ضحيتها قرابة الـ500 مقاتل من خيرة مقاتلي دمشق”.

وأما الآن رأى الشيخ أن “جيش الاسلام ليس الفصيل الاقوى والحاكم للغوطة كمانعرفه بل أصبح هناك فصائل توازيه قوة وهيبة”.. وأيضا اعتبر أن “الأزمة السورية متجهة نحو الحل وحسب التوقعات والمعلومات بعد شهر شباط القادم سيتحرك العالم لإنهاء الأزمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الاسد والفصائل المعتدلة حسب وصفهم ولايمكن أن يكون جيش الإسلام منهم وأحرار الشام وهناك احتمال كبير بتصنيف جيش الإسلام وأحرار كفصائل ليست إرهابية بل داعمة ومتحالفة مع فصائل مصنفة إرهابيا وسيتم استهدافها بقرار روسي أميركي مشترك”.

وأضاف الشيخ “نحن لا نرجو ذلك”. وبعد كل ماسبق، قال “سيجتمع الجميع لمحاربة الارهاب تحت راية واحدة من دمشق بساحة خضراء او حمراء لانعلم ماهو لونها لحد اﻵن كساحة بغداد الخضراء التي تحكم العراق”.. وبالنتيجة قال الشيخ “إن محمد علوش أقيل ولم يستقيل، والزعبي متخذ قرار إقالته منذ 3 شهور بعد تجرأه على الأقليات الكردية المتحالفة مع التحالف والروس سويا”. وحذر من أن “القادم عظيم وعلى الشعب السوري أن يتجهز لمرحلة أسوأ من المراحل السابقة”.

وقال الشيخ “المتوقع هو توحد المعارضة تحت سقف واحد سياسا كهيئة التفاوض ووفد موسكو ووفد القاهرة وبعض الشخصيات الجديدة التى سيتم انتقائها وسنرى وجوها أظن بأننا لانعرف عنها شيء لتكون عرابة المرحلة القادمة ومتفقة بالحد الادنى مع النظام وتلبي مصالح الدول الراعية ولربما عودة بعد الرموز القديمة ممن استطاعوا الصمود والاستمرار والعطاء فالمعادلة صعبة وحلها يحتاج الى جهود كبيرة بمشاركة الجميع دون استثناء أحد”.

أما عضو تيار الغد السوري سيف رحال فقد قال “أتابع كما غيري ما سرب من أخبار وما ورد على لسان بعض أعضاء الهيئة من تغيرات تحصل في هيئة المفاوضات”..

وعلى النقيض من رأي قاسم الشيخ قال رحال “لا أخفي دعمي للهيئة من حيث التشكيل والبداية التي أنطلقت بها ونهاية بالموقف الذي أتخذته رغم الضغوطات الأقليمية والدولية بالانسحاب من المفاوضات التي تجري في جنيف ورأينا فعلا كيف أثر أنسحابها على مجريات المحادثات وكيف تحدث أغلب المحليين على تعثر بل فشل تلك المفاوضات”.

في رأيي الشخصي أشار “أن ما يحصل الآن من تغيرات أيضا قد يكون ضمن ضغوط دولية إقليمية للحد من تشتت المعارضة وتقديمها للمحادثات المقرر إعلان موعدها في الأيام المقبلة كمعارضة بصف واحد ورأي واحد يستوعب جميع الأراء والوصول لأتجاه واحد ونحو طريق واحد في المفاوضات مع النظام.. ولن يوثر غياب شخصيات مثل الزعبي أو علوش على هيئة المفاوضات ﻷنني أعتقد أنه سيستعاض عنها بشخصيات أيضا مقبولة للسوريين والقوى المؤثرة في الأزمة السورية”.

أما عن مستقبل العملية التفاوضية فقال “أعتقد أنه سيعود إحياء العملية التفاوضية وسيستمر الزخم الدولي والضغوط ستكون بوتيرة أعلى من قبل بحكم النتائج الكارثية التي تمخضت عن أول خرق كبير لوقف الأعمال العدائية وخاصة ما جرى في حلب”.

وأكد رحال “انا كسوري أتمنى حقيقة عودة المفاوضات والوصول إلى حل ينهي الأزمة وينهي مأساة ملايين السوريين اللاجئين والنازحين والقابعين في سجون النظام والقابعين تحت حصار الميلشيات الطائفية في جميع المناطق المحاصرة والبدء ببناء سوريا الجديدة التي نحلم بها منذ أول يوم صرخنا به للحرية”.

أما الصحفي والكاتب السوري عمار المصارع فاعتبر أن أعضاء الهيئة العليا للتفاوض سيتراجعون عن الإعتذار عن الاستمرار في المفاوضات أو يجدوا لها صيغا ملطفة.

وقال المصارع إن “المطلوب من هيئة المفاوضات في الوضع الذي هي فيه، من عدم القدرة على تقديم مايخالف رغبات الرعاة وأن تعلن عن تعليق عملها وأن تترك الحوار في أية مسألة يرغبها الرعاة كل لأسبابه..”، ومن وجهة نظره أنه “الآن من المعيب أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات ليدخلوا شاحنة دواء.. المطلوب منهم كلمة واحدة: نعود لنناقش هيئة الحكم الانتقالي والجدول الزمني المتعلق بها.. وليتركوا المجتمع الدولي عبر هيئات الأمم المتحدة ينشغل بالإغاثة وعبر القبعات الزرق لينشغل بالهدنة”.

وشدد المصارع على أن “الثورة في حالة حرجة.. والموقف يتراجع وليس في صالح الثورة لاعسكريا ولا سياسيا”.. وفي النهاية رأى أنه “واهم كل من يعتقد أنه يمكن للأسد أن يقبل بشركاء.. وواهم في الوقت نفسه أن الثورة يمكن أن تنتهي.. نحن في وضع ليس أمامنا إلا الانتصار والعودة إلى سوريا خالية من نظام الأسد وبعدها كل شيء ممكن علاجه سواء تمثل بداعش وأخواتها أو بصالح مسلم وأوهامه”.

وقال إن “المسألة لاتتعلق بأسعد الزعبي ولا بمحمد علوش فاختيارهم أصلا كان خطأ ومثلهم غالبية أعضاء الهيئة”. وتابع “ليعلنوا تعليق عملهم.. ويلتفتوا إلى التفرغ لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والسياسية.. ومطالبة أصدقاء سوريا بتقديم دعم حقيقي للجانب العسكري، وهنا لا أقصد دعم أمراء الحرب. بل الإسراع في خلق ودعم فصيل وطني بديل عن كل هؤلاء الذين يقودونا من فشل إلى فشل”.

أقسام
الأخبار المميزةحوارات

أخبار متعلقة