أكد الدكتور محمد خالد الشاكر عضو تيار الغد السوري أن المفاوضات تحتاج إلى “عملية قيصرية” خارج النسق الروتيني للهيئة العليا للمفاوضات، كما أكد أننا “مقبلون على تصعيد جديد في حلب”.
وأضاف الشاكر “لاتبدو أي مصلحة لطرفي “المفاوضات” في متابعة جنيف 4، ففشل المفاوضات، كما نتج عنه تمدد للنظام على الأرض، ساهم أيضاً بتكريس التفاهم بين القوتين العظميين، والذي أصبح تفاهماً استراتيجياً على الأرض، بعد أن كان نوعاً من الغزل في كواليس المفاوضات”.
كما أضاف الشاكر في تصريح لـ “إيلاف”: تدرك كل من الولايات المتحدة وروسيا، أن كل من النظام ومنصة الرياض غير قادرين على التفاوض، وأنهما استمرأا لعبة توازن الخسائر، الأمر الذي زاد الاستعصاء استعصاءً، لاسيما بعد الانشقاقات أو الاستقالات والارتباكات داخل الهيئة العليا للتفاوض، التي لم تحسم أمورها بعد سواء لجهة المتابعة في المفاوضات أو لجهة تثبيت أسماء مفاوضيها، أو لجهة اعترافها بتوسيع المعارضة، وهي العقلية التي جاءت لتصب في مصلحة النظام، الذي كان ينتظر أية تفاصيل تساعده على الاستمرار برؤيته التي تؤمن الإبقاء عليه، وذلك بالإبقاء على حالة الحرب، وبما يحقق رؤيته التي صرح عنها مؤخراً باختيار الحل العسكري، قابله احتمالات استغناء منصة الرياض عن جناحها العسكري، مايشير إلى تفاهمات تتقاطع والرؤية الروسية- الأمريكية”.
وأشار الشاكر الى أن تيار الغد السوري تحدث مراراً وتكراراً حول إشكالية القرار 2245، و”لطالما وجهنا انتقاداتنا حول عدم قدرة الهيئة العليا للتفاوض في فهم القرار وحسم أمورها تجاهه، لاسيما ماتعلق منها بفصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين، وهو ماتعمل عليه الدولتين العظميين الآن، بعد أن دفعت حلب ثمن هذا الخطأ الفادح”.
واعتبر الشاكر أنّ القرار 2254 لايتلائم ومطالب الشعب السوري، كما أنه لايتناقض في بنوده مع جنيف 1 وحسب، بل يتراجع عن مبادئ جنيف الأساسية ويلغيها، فمن الناحية القانونية فالقوة التنفيذية للقرار 2254 أقوى من مبادئ جنيف وأكثر مشروعية، كون مجلس الأمن الدولي هو السلطة التنفيذية الوحيدة المنوط بها حل المنازعات وحفظ السلم والأمن الدوليين. قبول الهيئة العليا للتفاوض بالذهاب إلى جنيف3، حسب معطيات القرار 2254، كان استعجالاً وارتجالاً أعطى النظام مشروعية التمسك بالقرار 2254، والتمدد أكثر على الأرض، كأن المسالة “لعبة نرد” على الأرض. ولفت الشاكر إلى أن التفاهمات الأمريكية – الروسية تتعمق أكثر لترسم خارطة الحركة على أرض المعارك، فمن منبج حيث تتقدم قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكي، تتقدم بدعم روسي قوات النظام نحو الرقة، في الوقت الذي تغيب عن المشهد الفصائل التي تمثل المعارضة التي ذهبت إلى التفاوض.
وحول المنظور الروسي الأمريكي للملف السوري اليوم أجاب الشاكر أنه “تتبلور على الأرض الرؤية الأمريكية – الروسية حول أولوية محاربة التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي أصبحت معه مسالة رحيل النظام في بدء المرحلة الانتقالية غير واردة في العملية التفاوضية، التي ولدت ميتة، وفي مرحلة لاتحتمل تفويت الوقت. إن لم تكن مجرد “فشة خلق” غايتها تضييع الوقت الذي أرادته إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، للإفلات من تبعات التدخل إلى مابعد رحيل أوباما”.
وعبّر الشاكر عن أسفه إزاء ما يحدث وقال “لايبدو حتى نهاية هذا العام، أي بوارد للتهدئة وربما نحن أزاء تصعيد جديد في حلب، فروسيا مازالت تهدد بتوصيف جيش الإسلام وأحرار الشام بالإرهابيين، بينما يقتصر الدور الأمريكي على الطلب من روسيا تأجيل هذا الموضوع، وتفضيل العمل على فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين. أما النظام، فما زال يتأرجح في إطار الرغبة الإيرانية في استمرار الحرب، لاسيما بعد دعواته مؤخراً للحل العسكري كأفق وحيد للحرب السورية، بينما ترى الولايات للمتحدة في ذلك ، أمراً غير مشجع قد يهدد علاقتها مع روسيا، التي أصبحت تقف أمام تحديات اقتصادية داخلية، قد تغير موازين اللعبة الروسية في سورية. لذلك تحاول روسيا اليوم السير في عمليتين متوازيتين ، وذلك بالدفع نحو إيجاد بدائل لمعارضة أكثر مرونة وعقلانية، كما دفعها نحو إقصاء الأسد على طريقتها، وبما يحقق مصالحها الحيوية في الإبقاء على الدولة السورية”.