محمد بن سلمان يبحث مشاكل المنطقة في واشنطن

يزور العاصمة الأميركية واشنطن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة تجمعه بأركان الإدارة الأميركية، على رأسهم الرئيس باراك أوباما وزعماء الكونغرس ووزراء الدفاع والخارجية وهيئات...
جون كيري محمد بن سلمان

يزور العاصمة الأميركية واشنطن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة تجمعه بأركان الإدارة الأميركية، على رأسهم الرئيس باراك أوباما وزعماء الكونغرس ووزراء الدفاع والخارجية وهيئات اقتصادية وثقافية وتكنولوجية.

وزيارة الأمير محمد بن سلمان هي الثالثة له إلى الولايات المتحدة منذ تبوئه المنصب، وبعد مشاركته في قمة كامب ديفيد الأولى في أيار 2015، ومرافقته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في سبتمبر من ذلك العام، هي “استراتيجية في التوقيت والمعنى” بحسب خبراء ومسؤولين أميركيين سابقين.

فمن الجدول المكتظ بين ثلاث ولايات، هي نيويورك وكاليفورنيا بعد واشنطن، والمستوى الرفيع للاجتماعات، تعد الزيارة بتقاطع كبير بين الملفات الاقتصادية والسياسية التي يحملها ولي ولي العهد السعودي وتوسيع إطار التفاهمات بين الجانبين.

الجهات المنظمة للزيارة تحدثت عن “لهفة أميركية كبيرة” للقاء الأمير الشاب، الذي تعرفت إليه واشنطن أكثر من خلال مقابلاته الصريحة والشاملة مع “بلومبرغ” و”إيكونومست”.  وبحسب الجدول الأولي للقاءات، فمن المتوقع وصول الوفد غدًا إلى العاصمة الأميركية، على أن تبدأ الاجتماعات يوم الاثنين بلقاء بين الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية جون كيري.

أما وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر فيستقبل ضيفه السعودي، والذي تجمعه به علاقة ودية وزيارات واتصالات روتينية يوم الثلاثاء، في حين من المتوقع أن يجتمع الأمير محمد بن سلمان مع أوباما في البيت الأبيض يوم الخميس. كما ستكون هناك لقاءات مع زعيم الغالبية في مجلس النواب النائب الجمهوري بول ريان، وقيادات من الحزبين.

ومدلول الزيارة وتوقيتها يراه الخبير في “المركز الأميركي للتقدم” برايان كاتوليس مرتبط “بالظرف السياسي والاقتصادي”. فمن ناحية يقول كاتوليس الذي كان مسؤولًا في مجلس الأمن القومي خلال إدارة بيل كلينتون، إن “خطة الأمير محمد بن سلمان الاقتصادية والقضايا السياسية العالقة مع الإدارة الأميركية تتشابك وتحيط أفق العلاقة اليوم، وينبغي إحراز تقدم على المستوى السياسي لاستنباط نتائج على المستوى الاقتصادي”.

ويرى كاتوليس أن المهمة الأولى لزيارة الأمير محمد بن سلمان ستكون “مخاطبة الأميركيين مباشرة، وتبديد أي أسئلة في الوسط السياسي والشعبي حول المملكة”. ويعتبر كاتوليس أن قوة الأمير محمد بن سلمان، والذي كان التقاه في السعودية في ديسمبر الفائت، هي في “شبابه وطاقته وحيويته، والتي تعطيه قدرة استثنائية على مخاطبة الأميركيين مباشرة”. أما أبرز القضايا التي سيتم طرحها فهي التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي، وتقديم “خريطة طريق وأفق حل للأزمة في اليمن”، وهي من بين القضايا التي ستشملها المحادثات.

واعتبر كاتوليس أن “هناك جوًا شعبويًا في الولايات المتحدة، وخصوصًا في موسم الانتخابات الرئاسية، ومن هنا أهمية تحدث الأمير إلى الأميركيين بلغة يفهمونها”. يضيف أن الأمير محمد بن سلمان “لديه قوة تحليلية مدهشة، ويفهم تمامًا البعد الاستراتيجي مع واشنطن”.

وبدورها ترى الخبيرة من معهد دول الخليج العربية في واشنطن كريستين ديوان أن توقيت الزيارة “يرتبط مباشرة برؤية 2030 وتمرير الحكومة السعودية للخطة الاقتصادية”.

وترى ديوان، وهي تتابع وتدرس في جامعات أميركية عدة حول شؤون الخليج، أن “المفتاح الاقتصادي الذي يحمله الأمير محمد بن سلمان سيساعده على مد الجسور مع الأميركيين، وسيساعد على تثبيت علاقة قوية وإستراتيجية مع الولايات المتحدة”. تضيف الخبيرة لـ”إيلاف” أن “أسس الشراكة للعلاقة السعودية الأميركية”، والتي تمتد عبر سبعين عامًا، هي “ثابتة وقوية، والتعاون الاقتصادي والأمني كبير، إنما هناك خلافات حول اُسلوب التعاطي مع ما يحدث في الساحة العربية وفي الموقف من إيران”.

وفي حين ترتبط هذه الخلافات بإدارة أوباما وتصويت مجلس الشيوخ أخيرًا على مشروع قرار يسمح في بعض الحالات بمقاضاة المملكة العربية السعودية في اعتداءات 11 أيلول 2001، تحيط الصورة الاستراتيجية الأكبر زيارة الأمير محمد بن سلمان. فالوفد الذي سيضم وزراء الطاقة خالد الفالح والخارجية عادل الجبير والإعلام عادل الطريفي والتجارة والاستثمار ماجد القصبي ووجوهًا عسكرية يعكس عمق المحادثات. فالسعودية، وبحسب أرقام “مجلس العلاقات الخارجية”، هي المستورد الأول للسلاح من الولايات المتحدة بين عامي 2011 و2015، ولديها مع الولايات المتحدة، وبحسب السفارة السعودية في واشنطن، 300 مشروع اقتصادي مشترك.

وقد تم تعميق هذه الارتباطات في الزيارة الأخيرة للملك سلمان في العام الفائت، بتوقيع أكثر من عشرين “تفاهمًا” اقتصاديًا وتربويًا بين الجانبين، يسهل الاستثمارات الأميركية في المملكة. كما تتابع اللجان الخارجة من قمة “كامب ديفيد” الالتزامات الممنوحة من الولايات المتحدة في مجال الأمن البحري والتصدي للتدخل الإيراني.

ومن المتوقع أن تستمر زيارة الأمير محمد بن سلمان ستة أيام للعاصمة الأميركية، قبل التوجه بعدها إلى نيويورك، ومن ثم كاليفورنيا، للبحث في قضايا اقتصادية. وقالت الجهات المنظمة إنها تتوقع أن يجري ولي ولي العهد السعودي عددًا من المقابلات مع الإعلام الأميركي لمخاطبة الرأي العام مباشرة، كما قد تكون للوفد لقاءات مع شخصيات مرموقة من الحملات الانتخابية، وخصوصًا في فريق حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

إيلاف.

أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة