استعاد فيلق الرحمن السيطرة على مزارع المليحة وطريق الغوطة الرئيسي ومزارع حتيتة الجرش، وعلى مدينة الملاهي على طريق جسرين ومعمل الكونسرة، ولا تزال المعارك على أشدها بين مقاتلي الجيش وعناصر تابعين لقوات الأسد.
وقال قائد عسكري في الفيلق: إنه تم تسلل عشرات المقاتلين من قوات النخبة لخلف نقاط العدو لمسافة أكثر من واحد كيلو متر، وقاموا بهجوم متزامن من جهتين على خط التماس الأول ليعيد الثوار سيناريو شبيه بمعركة “الله أعلى وأجل”، ولكن بخط جبهة أطول تجاوز عدة كيلو مترات، وخلال الساعات الأولى للاقتحام تم قتل العشرات من قوات النظام والمليشيات المقاتلة معه واغتنام العديد من الأسلحة والذخائر.
وأشار المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن وائل علوان أن المعركة بدأت عصر يوم الثلاثاء 14 حزيران التي أطلق عليها اسم “ولا تهنوا”. وأكد علوان أن هذه الحملة العسكرية الكبيرة تهدف لاستعادة المناطق التي تمت خسارتها في القطاع الجنوبي قبل شهرين نتيجة الحملة الشرسة التي شنتها ميليشيات النظام على المنطقة وبدء الحملة الجوية الروسية على الريف الدمشقي.
وقال علوان إن ثوار فيلق الرحمن تمكنوا من قتل قائد غرفة عمليات النظام في القطاع الجنوبي العميد عبد العزيز صقر و قتلى قوات النظام بالعشرات، حيث لم يستطع الثوار حصرها لكثرة أعدادهم، وان معظم القتلى من الميليشيات الشيعية.
وبحسب علوان فإن المعركة كانت رداً على محاولات تقدم قوات النظام باتجاه عمق الغوطة ولتخفيف ضغط النظام عن باقي الجبهات الداخلية والجبهات الخارجية كمدينة داريا خصوصاً.
حيث فتح الثوار عدة جبهات بشكل متزامن وجرت اشتباكات عنيفة في الشمال الشرقي عند (ميدعا والبحارية) وجنوب الغوطة عند (المليحة وجسرين وبالا).
واستهدف جيش الإسلام مواقع قوات النظام في الشمال الشرقي للغوطة معقل قوات النظام بالمدافع والرشاشات، فكانت ضربات الثوار قاسمة وحاسمة.
أما على الصعيد الداخلي في الغوطة فقد أكد ناشطون أن جوامع الغوطة الشرقية بدأت تصدح بالتكبيرات بعد اهتزاز المنطقة بالانفجارات وأصوات الاشتباكات، كما خرجت مظاهرات في شوارع الغوطة تحيي فيلق الرحمن بالتزامن مع العملية العسكرية التي بدأها في القطاع الجنوبي.
وعلى صعيد العاصمة دمشق تقول الأخبار أن أصوات سيارات الإسعاف مسموعة من وسط المليحة وإلى داخل دمشق.
ويرى الإعلامي حذيفة نجم الدين أن فيلق الرحمن فاجأ الجميع حيث ظن البعض أن جبهات الغوطة قد دخلت في سبات طويل وفصائلها أصابها العجز وأن المعارك على أشدها في الغوطة دون إحراز تقدم نوعي مترافقا مع هجوم النظام من خمسة محاور عليها واستشراس الميليشيات وقوات النظام للسيطرة على عدة نقاط في منطقة المرج قبل أيام.
وأكد أن النظام السوري كعادته يرد على خسارته بقصف هائل بالصواريخ والقذائف على المناطق التي تحررت والمحررة سابقا وأضاف أن فيلق الرحمن يملك من الديناميكية والتخطيط العسكري القادر على المناورة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها ، وأنه كان على استعداد وعلى قدر المسؤولية التي تقع على عاتقه في حماية الجبهات وشن معارك جديدة.