شهدت مدينة داريا يوم أمس الاثنين تصعيداً جوياً مكثفاً من قبل قوات النظام بعد التقدم الذي أحرزه الثوار على جبهة المدينة الغربية التي تفصلها عن مدينة معضمية الشام المجاورة، حيث ردت قوات النظام بقصف المدينة بأكثر من 80 برميلاً متفجراً خلال 24 ساعة.
وقال مدير المكتب الإعلامي للواء شهداء الإسلام، تمام أبو الخير، إن المروحيات ألقت على داريا أكثر من 80 برميلاً، وقصفت المدينة بمئات قذائف الهاون وجهنم وأكثر من 30 صاروخ أرض أرض.
وكان المجلس المحلي لمدينة داريا قد أصدر تقريراً أشار فيه إلى أن عدد البراميل التي ألقاها الطيران المروحي على مدينة داريا في الفترة بين 8 و16 من الشهر الحالي بلغت 309 برميلاً.
ومن جانبه، نعى لواء شهداء الإسلام المقاتل في المدينة الشاب “عبد الحميد أبو أحمد” قائد كتيبة عبد القادر صالح التابعة للواء، خلال الاشتباكات مع قوات النظام. وكانت كتائب الثوار في داريا تمكنت من فتح الطريق بين مدينتي داريا ومعضمية الشام، والسيطرة على عدة حواجز لقوات النظام، لينكسر الحصار جزئياً عن المدينة.
وفي غوطة دمشق الشرقية، أفاد ناشطو تجمع “ربيع ثورة” أن قوات النظام ارتكبت مجزرة مروعة راح ضحيتها سبعة مدنيين بينهم امرأة، إثر قصفٍ جويٍّ عنيف وقصف بصواريخ الأرض أرض، على منطقة المرج بالغوطة الشرقية. تزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على جبهتي جسرين والمحمدية جنوب الغوطة، وجبهتي البحارية وميدعا في منطقة المرج شرق الغوطة الشرقية.
وكانت كتائب الثوار قد تصدت في وقت سابق لمحاولة قوات النظام وميليشياته التقدم في البحارية وميدعا بغوطة دمشق الشرقية من عدة جهات، وكبدوها خسائر في الأرواح والمعدات.
حيث أفاد جيش الإسلام عبر موقعه الرسمي بأن قوات النظام وميليشياته شنّت هجمة جديدة تُعدّ الأقوى منذ بداية الحملة التي بدأتها قبل عدة أيام، فبعد فشل عشرات الهجمات والمحاولات التي تهدف إلى السيطرة على نقاط متقدمة في بلدة البحارية وميدعا، وأرسلت قوات النظام وميليشياته العشرات من عناصرها مع المدرعات الثقيلة، لمحاولةً التقدم على جبهة البحارية، وتحت غطاء ناري كثيف، وبمساندة الطيران الحربي، استطاعت المليشيات التقدم على عدة نقاط بينها تلة البحارية.
وأردف بأن مقاتلي جيش الإسلام المرابطون كانوا بالمرصاد، وتمكنوا من إسقاط عدد من عناصر مليشيات النظام بين قتيل وجريح، ودمّروا دبابة (تي 72) تابعة للقوة المقتحمة، في حين أكد حمزة بيرقدار الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام في تغريدة له على حسابه في تويتر، إعطاب جرافتين ودبابة (تي 72) أخرى لقوات النظام.
وأضاف جيش الإسلام بأنه قتل أكثر من تسعة عناصر لقوات النظام وميليشياته خلال مواجهات مع مقاتلي جيش الإسلام على جبهة أوتوستراد دمشق حمص الدولي من جهة دوما، وسقط عدد آخر من القتلى والجرحى في صفوف تلك القوات في الكمين الذي نفذه مقاتلو جيش الإسلام، حيث وقعت عناصر تلك القوات في الكمين أثناء محاولة تسلل قامت بها قوة مكونة من ثلاث مجموعات، باءت بالفشل.
ومن جهته، أشار فيلق الرحمن من خلال حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن معارك شرسة دارت على جبهة المحمدية وجسرين في الغوطة الشرقية، في محاولة من قوات النظام استعادة المناطق التي سيطر عليها فيلق الرحمن منذ عدة أيام.
وأردف بأن قوات النظام استخدمت قذائف ثقيلة شديدة الانفجار في قصفها على مزارع جسرين، بعد أن فشلت تلك القوات في التقدم. وأضاف بأن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة خاضها عناصر فيلق الرحمن مع قوات النظام في جبهة عربين بعد محاولتها التقدم لإحدى النقاط.