قبل يومين رفعت حكومة نظام بشار الأسد اسعار المشتقات النفطية من غاز ومازوت وبنزين مما ادى الى ارتفاع جنوني لاسعار المواد الاستهلاكية واجور النقل ، ومن المعروف ان هذه الحكومة “ان جاز لنا تسميتها بذلك ” هي حكومة تصريف اعمال ولا يحق لها ان تتخذ قرارات مصيرية تزيد من معاناة الناس .
ولكن على مايبدو ان بشار الاسد اراد ان يوحي للعالم ان سورية هي بلد ديمقراطي وان ما يحصل الان على الارض من حرب مستعرة هي فقط ضد الارهاب وهنا يكمن بيت القصيد في المسرحية الهزلية التي سخر لها كل الوسائل الاعلامية الرسمية والخاصة لاظهار ديموقراطية مزيفة وانه كان على حق عندما كافح هذه الثورة المسلحة منذ خمس سنوات .
فالفصل الاول بدأ برفع اسعار المشتقات ليليه فورا هجوم واسع على حكومة تصريف الاعمال وحتى يبدو ان هذا الهجوم من قبل مؤسساته وانه يطبق اسس الديمقراطية في التعبير بالنقد البناء الذي تحدث عنه في احدى خطاباته قبل عشر سنوات وانه لو ان المواطنين الشرفاء قد فعلو ذلك قبل خمس سنوات لاستجاب لمطالبهم بدل ان تكون مؤامرة كونية على نظامه .
اما الفصل الثاني فهو محاولة تثبيت كلامه الاخير في مجلس الشعب عن ان هذا المجلس هو استثنائي من حيث الظروف التي تمر بها البلد وان هؤلاء تم اختيارهم من قبل الشعب وليس هو ودوائر امنه من عينهم وانهم سيمارسون دور الرقيب على مصالح المواطنين فابتدعت دوائر امنه فكرة الاعتصام ضد “الحكومة” الحالية وان هذا المجلس سيمارس دوره تحت قبة البرلمان وسيلغي قرارات الحكومة الحالية وستكون الزيادة التي منحها هدية القائد لابنائه.
وياتي الفصل الثالث لامراء حربه وتجار الازمة بالنسبة للاسعار التي ارتفعت دون تراجع عنها الا بوسائل اعلامه فالمواطن سيذهب باتجاه تمجيد المجلس المعين وتحقير “حكومة” الحلقي التي قامت بهذا الفعل الشنيع .
بهذه الفصول يكون قد اسدل الستار على اي مطالب دولية او مطالب للمعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالية وان سورية بقيادته سترسو الى شواطئ الامان واي سقوط لنظامه سيعرض سورية للانهيار.
والان السؤال الاهم هو : من اين تاتي “حكومة “الحلقي بالقرارات وكل السوريين يعلمون ان هذه القرارات تصدر من الأسد مباشرة او من خلال القيادة القطرية وبتوجيه من الأسد مما يعني انه ليس لاية “حكومة” الجرأة في اتخاذ اي قرار على المستوى الاقتصادي او الاجتماعي .
وبغض النظر عن التفاصيل التي تؤدي الى اذلال السوريين وتعميق ماساتهم لابد الان للبحث وبشكل جدي عن هيئة حكومة انتقالية تقود البلاد الى التغيير المنشود و رجل يقود البلاد ويكون عليه توافق داخلي قبل الدولي لايقاف هذه المسرحيات الهزلية التي يقوم بها بشار الاسد واعوانه .
غياث سحلول. كاتب وصحافي سوري
خاص تيار الغد السوري