أكد واصف الزاب، رئيس هيئة الرقابة في تيار الغد السوري على أن الأعمال الرقابية هامة ومطلوبة في كل الأعمال ومنها العمل الحزبي.
واكد إن كل حزب سياسي يتكون من أفراد وهؤلاء الأفراد يعملون ضمن مكاتب وهيئات فرعية وهناك نفقات مالية قد تكون رواتب وإيجارات ونفقات متعددة وكل هذه النفقات يجب أن يتم إنفاقها وفق الأصول وبموجب وثائق تبين صحة الإجراءات المتبعة كما أن هناك إيرادات قد تكون من اشتراكات الأعضاء أو هبات أو تبرعات، ولدى بعض الأحزاب أعمال تجارية لتمويل نشاطاتها تحتاج إلى مراقبة أيضا.
ومن ناحية أخرى اعتبر ان لأعضاء أي حزب شكاوى يطالبون بها أو مخالفات يرتكبونها قد تكون مقصودة أو ناتجة عن أخطاء أو سوء فهم وتقدير وكل ذلك بحاجة لجهاز رقابي يقوم بالدراسة والتدقيق حتى لا يتم الاعتماد على الإشاعات والاتهامات والكلام المرسل، وهذه مشكلتنا في التعميم وخاصة للأخطاء، وبالطبع فإن الرقابة هدفها الأساس هو الوقاية قبل العلاج.
وأضاف الزاب في حديثه للمكتب الإعلامي بتيار الغد السوري أنه لا يمكن تقييم أحزاب ومؤسسات المعارضة السورية الآن، ولا يمكن أن نقول أن هناك أحزابا حقيقية نشأت بعد الثورة السورية، وإنما هي حالة أو تجربة بناء أحزاب، أما الحزب الحقيقي الذي يمكن تقييمه فهو الحزب الذي خاض انتخابات وله برنامج مبني على رؤيته الخاصة أو رؤى أعضائه وبناء عليه تم انتخابه أو دخل الانتخابات. وكذلك الحال بالنسبة لتقييم الأحزاب من خلال الشخصيات الموجودة فيها سواء الشخصيات القيادية أو التاريخية، وبالنسبة للأحزاب السورية فكلها لم تدخل معترك الحياة السياسية الحقيقية وبالتالي لا يمكن تقييمها الآن.
وشدد رئيس هيئة الرقابة في تيار الغد السوري على أنه بالنسبة لأحزاب المعارضة السورية التي كانت موجودة في سوريا قبل اندلاع الثورة السورية كالحزب الشيوعي والإخوان المسلمين وإعلان دمشق.. فإنها لم ترتق لمستوى الثورة لأنها كانت أحزابا قديمة واكبت النظام وتفهمه، وكان يجب عليها أن تتوقع ما سيقوم به وأن تأخذ المبادرة الصحيحة المناسبة لرد فعله تجاه ثورة الشعب السوري.
واستدرك الزاب أن ما جرى في سوريا فاجأهم كما فاجئ أي إنسان، وأنهم لم يخطوا خطوات صحيحة في الاتجاه الصحيح، ولم يتوقعوا أي حدث وقع في سوريا، ولم يكن لديهم أي فهم للحالة الدولية والتوازنات الدولية، هذا بالإضافة إلى أن هذه الأحزاب كانت منقسمة ومشرذمة وتابعة في مجملها للنظام وتحكماته وإملاءاته.
واشار ايضا الى ان مؤسسات المعارضة التي تشكلت خلال الثورة ، فقد برز فيها عنصر التدخل الخارجي الذي لم يكن تدخلا إيجابيا لصالح السوريين وثورتهم، بل كان فقط تدخلا يصب في صالح الدول المتدخلة دون اعتبار للمصلحة السورية، وقد فشلت مؤسسات المعارضة كما فشل السياسيون السوريون في هذه المؤسسات في تحقيق أي هدف أو مصلحة لصالح الثورة ولصالح سوريا كما لم ينجحوا في إيجاد حالة من التوازن بين المصلحة السورية ومصالح الدول الأخرى التي من المفترض أنها تدعم الشعب السوري وثورته.
وأكد الزاب على أن مؤسسات المعارضة كالمجلس الوطني والائتلاف بنيت وأسست من الناحية الفنية بشكل خاطئ، حيث الرئيس منزوع الصلاحيات، جاء بناء على توافقات وليس لديه أي قاعدة شعبية تدعمه وفترة رئاسته قصيرة “ستة أشهر” لا تسمح له بعمل أو إنجاز أي شيء، كما أن آليات تغيير أجسام المعارضة غير موجودة.. بالإضافة إلى أن بنية النظام الداخلي والقوانين النظامة للرقابة داخل مؤسسات المعارضة تم وضعها بتسرع.. وكلها أخطاء كارثية من الناحية القانونية والآليات لم تكن مدروسة بالشكل الصحيح.
ونوه الزاب إلى أنه كان ينبغي على السياسيين السوريين المخضرمين الموجودين في مؤسسات المعارضة أن يكون لديهم تصور لكيفية عمل هذه المؤسسات، فعلى سبيل المثال فإن الحكومة المؤقتة تتم بتكليف شخص بتشكيل الحكومة، وهذا التكليف إما على أساس برنامج يتم تقديمه لرئيس الائتلاف ويتم اعتماد هذا البرانامج والموافقة عليه، أو بناء على قانون ويقوم الائتلاف بتحديد وظائف وواجبات الحكومة وبناء عليه يقوم رئيس الحكومة باختيار الكادر الحكومي.
وأشار الزاب إلى أن المشكلة الرئيسية في أداء المعارضة السورية المؤسساتي يكمن في عملية القوننة الناظمة والمؤسسة لأي عمل، ثم يكون استكمال بناء المؤسسات بالشكل الصحيح من الناحية القانونية والنظام الداخلي بحيث يكون لديه المرونة الكافية ليتمكن من ممارسة العمل وتطويره وتقديم شيء ملموس للناس الذين ينتظرون تقديم شيء لهم من هذه المؤسسة أو تلك. وبعد عملية وضع الأساس الصحيح يتم تطوير القوانين ومراقبة تنفيذها بالإضافة إلى الرقابة الدائمة على كل أعمال المؤسسة ومطابقتها مع الأصل القانوني للعمل وهذا ما تفتقده مؤسسات المعارضة، إنها تفتقد للقوننة الصحيحة كما تفتقد الخبرة السياسية.
وفي ختام حديثه للمكتب الإعلامي بتيار الغد السوري أكد الزاب أن القوننة موجودة لدى بعض مؤسسات المعارضة وتتواجد لدى بعض الأحزاب على الساحة السورية، ومن ذلك تيار الغد السوري الذي يتميز بهذا الجانب التنظيمي الأساسي، والذي يتمتع بالمرونة في التعامل بين القيادة والقاعدة ووجود الرقابة والقنوننة والالتزام بالنظام بما لا يؤدي إلى إعاقة العمل للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية التي اعتمدها أعضاء التيار وتوافق توقعات السوريين وتطلعاتهم.