أدان تليد صائب، منسق الأمانة العامة في تيار الغد السوري، ما يتعرض له اللاجئون السوريون في لبنان من حملة شرسة وغير مبررة من قبل الجيش اللبناني وميليشيا حزب الله عقب تفجيرات القاع رغم أن كل المعطيات تثبت تورط حزب الله في هذه الأعمال الإرهابية.
وقال صائب للمكتب الإعلامي في تيار الغد السوري “إذا أردت أن تعرف ما يحدث في لبنان فابحث عمن أصدر القرار في سوريا”.. وأضاف: قضية اللاجئين السوريين هي قضية إنسانية، وإن استفاد منها النظام ببادئ الأمر حيث تحولت المسألة السورية إلى مشكلة نازحين ولاجئين محاصرين، إلا أنها بعد هذا الكم الكبير من أعداد اللاجئين بالعالم كله باتت مسألة تؤرق الجميع، وقد ينقلب السحر على الساحر يوما ما، لذلك بدأت التفجيرات التي اعترفت داعش ببعضها بكل الدول التي تتساهل مع السوريين وتدعم القضية السورية (كفرنسا مثلا) وكانت أصابع الاتهام جاهزة للإشارة إلى أن من ينفذ هذه الأعمال الإرهابية هم سوريون.
ونوّه منسق الأمانة العامة في تيار الغد إلى ما أعلنه رئيس النظام السوري أن كل اللاجئين السوريين الذين يقفون مع الثورة هم إرهابيون، وتلقف أزلامه وأنصابه هذه العبارات وصاروا يبثونها بمناسبة وبدون مناسبة، ولعل آخرها، حتى الآن، ما قاله شبيح النظام فارس الشهابي والذي يتناغم مع ما قاله سيده “إن العالم إذا أراد فعلا أن يحارب الإرهاب عليه أن يدرك أن كل لاجئ ثورجي سوري هو مشروع إرهابي”..
وأكد صائب أن ماحدث في “القاع” هو جريمة إرهابية موصوفة، أبطالها حزب الله والمتهم فيها الشعب السوري واللاجئين السوريين، لإثارة اللبنانيين المتعاطفين مع الثورة السورية أولا وباقي العالم ثانيا ضد هؤلاء الذين يبحثون عن ملجأ آمن ولقمة عيش.
وطالب صائب المعارضة السورية عبر كل وسائل إعلامها إظهار وكشف جريمة حزب الله المزدوجة بالتفجير وباتهام السوريين، كذلك تذكير اللبنانيين أن سوريا التي احتضنتهم بكل مآسيهم منذ الحرب الأهلية الأولى عام 1958 حتى الحرب الثانية وصولا لحرب عام 2006 هي سوريا الشعب لا سوريا النظام، وأن وجود وبقاء هذا النظام يهددهم بنفس القدر الذي يهدد فيه الشعب السوري.
وفي شأن آخر، علق الأستاذ تليد صائب على موضوع التقارب الروسي التركي وعودة العلاقات للحالة الطبيعية بين البلدين، أن التقارب الروسي التركي هو سياسة دولتين تبحثان عن مصالحهما الاقتصادية قبل كل شيء آخر، وإن كان للشق السياسي مكانه الأكيد بهذا التقارب نظرا لاختلاف موقف الدولتين الكبير بشأن الثورة السورية.
وأضاف صائب “إلا أننا لو تابعنا الانفتاح الروسي على المعارضة السورية المعتدلة (ومنها وربما أهمها دعوة تيار الغد السوري إلى موسكو) إضافة للتصريحات الأخيرة عن عدم تمسك روسيا بالأسد، وأن ما يهمها هو الحفاظ على ما تبقى من سوريا، فسنرى أن لهذا التقارب جوانب إيجابية ستنعكس على الثورة السورية وقد تجعل من الحل السياسي أمرا ممكنا وقريبا.
وأشار صائب إلى أنه على المعارضة السورية أن تلتقط هذه الرسالة الروسية وتتعامل معها واقعيا لا رومانسيا، وأن تنفتح على الروس كي لا تترك النظام وحده يصول ويجول بهذا الميدان.
وأضاف أيضا: من الواضح تماما أن روسيا تدرك أن استمرار دعم وجود وبقاء الأسد أمر مستحيل، وأن الثورة السورية لن تتوقف إلا برحيله عن سوريا كلها لا عن الحكم فحسب.. ولروسيا مصالح كثيرة ومتشعبة في سوريا أولها وأهمها القاعدة البحرية بطرطوس، وهي غير مستعدة للتخلي عن هذه المصالح أبدا، وتدرك روسيا أن رحيل الأسد يعني انهيار نظامه المبني عليه بشكل كامل.. وعليه فهي تبحث عن حل سلمي يضمن مصالحها ووجودها بالمنطقة.. وما يمارسه الطيران الروسي من قصف وتدمير وقتل للمدنيين بحجة محاربة الإرهاب (الذي صنعه الأسد نفسه) ما هو إلا نوع الضغط على الشعب السوري الرافض لفكرة بقاء بعض مؤسسات النظام ودفعه للقبول بذلك لأنه الحل الوحيد لخلاص السوريين من مأساتهم التي يعانون منها منذ سنوات.. والموضوع أولا وأخيرا يتعلق بالمصالح، وحين تضمن هذه الدول مصالحها لن يشكل الأسد أو أي شخص آخر فارقا بالنسبة لهم.
وحول إعلان ستيفان دي مستورا أنه يسعى لاستئناف المفاوضات السورية خلال الشهر المقبل على أقصى تقدير، قال منسق الأمانة العامة في تيار الغد السوري إن ديمستورا ودعاة استئناف المفاوضات يدركون جيدا أن حل المسألة السورية ليس بيد السوريين، وسواء أصيبت المعارضة والشعب السوري بالاحباط أم بالتفاؤل، وسواء تعنت الأسد أم تساهل وقدم تنازلات، الحل السوري ليس سوريا ولاهو بيد السوريين، وأقصد الحل الذي يعني توقف الحرب ووقف القتال وشكل الهيئة الانتقالية التي يتحدثون عنها وأشخاصها.. أما ما لم يستطع ديمستورا ولاغيره حتى من الدول التي تتدخل علنا أو سرا بما يحدث، فهو إرادة الشعب السوري العيش بحرية وحياة كريمة.. أي بوطن واحد بلا أسد ولا داعش أو نصرة ولا أجهزة قمع دينية أو عسكرية..
وأكد صائب أنه على ثقة بأن اللحظة التي ستتوقف فيها هذه الحرب الملعونة، سيعود الشعب السوري لشعاره الأول الذي أطلقه في بداية الثورة.. الله، سوريّا، حريّـــــة.. وبس.