أفادت المصادر الميدانية بأن قوات الأسد تمكنت من اقتحام أحياء داخل بلدة داريا بالغوطة الغربية بعد اختراقها الخطوط الدفاعية لكتائب الثوار، فيما تعاني البلدة من حصار قاس منذ ثلاثة أعوام، ولم تفلح التدخلات الدولية في فك الحصار عنها إلا بإدخال بعض المساعدات قبل أسابيع.
وقال موقع “عنب بلدي” إن قوات الأسد وصلت إلى مشارف المناطق السكنية، ما يعني أن أكثر من ثمانية آلاف مدني باتوا محاصرين في مساحة جغرافية ضيقة، وأن سقوط أي قذيفة أصبح كفيلًا بإيقاع “مجزرة كبيرة” في صفوف المدنيين.
وأضاف أن قوات الأسد كثفت قصفها على المدينة بالبراميل المتفجرة وصواريخ أرض – أرض، إضافة إلى قذائف “جهنم” والهاون، كما حصلت اشتباكات متقطعة في محاولات لفصائل الجيش الحر التصدي لمدّ قوات النظام، ما أدى إلى مقتل عنصر الثوار وإصابة اثنين آخرين.
وناشد ناشطون من داخل المدينة المحاصرة الفصائل المقاتلة وكتائب الجبهة الجنوبية بتقديم الدعم لمقاتلي داريا، كما ناشدوا بحشد كافة الطاقات من أجل الضغط على أصحاب القرار لوقف الهجمة الشرسة للنظام.
ومن جهته، أكد تمام أبو الخير المدير الإعلامي للواء شهداء الإسلام، أحد الفصائل الثورية في داريا، أن الهجوم الذي شنته قوات الأسد والمدعوم من مليشيات عديدة، كان كبيرًا جدًا انهارت على إثره دفاعات الثوار، جراء اعتماد القوات المهاجمة على الآليات المدرعة بشكل كبير، في الوقت الذي لا تملك كتائب الثوار مضادات كافية لمواجهتها.
وأوضح أبو الخير، في تصريح لوكالة الأناضول، أن قوات الأسد حققت تقدمًا واسعًا، ووصلت حدود المباني الآهلة بالسكان، بعد أن سيطرت على المساحات المزروعة في المنطقة الغربية بشكل كامل، والتي كانت خط الدفاع الأخير عن المدينة المحاصرة.
وأشار المسؤول الإعلامي إلى أن النظام ما زال يستقدم مزيدًا من التعزيزات لقواته في داريا، لتحقيق مزيدًا من المكاسب، مستغلًا حالة الهدوء التي تعيشها المناطق الجنوبية في سوريا.
يشار أن داريا تعرضت لمحاولات الاقتحام من النظام عشرات المرات، منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وباءت جميعها بالفشل، كما أن البلدة دمرت بنسبة 80%، ونزح نحو 90% من سكانها، وتم قصفها بأكثر من 6 آلاف برميل متفجر، بحسب ما وثقه مركز داريا الإعلامي.
وتحاول قوات الأسد التقدم على أطراف داريا من أجل السيطرة عليها، وسط قصف مكثف بالبراميل المتفجرة يستهدف الأحياء السكنية، حتى وصل الأمر بالأمم المتحدة إلى إطلاق لقب “عاصمة البراميل المتفجرة” على المدينة لشدة استهدافها بها.