أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده تسعى لتطويرعلاقاتها مع كافة دول المنطقة بما فيها سوريا والعراق ومصر، وأن العلاقة مع موسكو ستعود إلى طبيعتها قبل الأزمة بين البلدين.
جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح الدورة التعليمية السابعة عشر بـ “أكاديمية السياسيين”، يوم أمس الاثنين، والتي نظمتها رئاسة البحث والتطوير في حزب العدالة والتنمية بالعاصمة التركية أنقرة.
وأضاف يلدريم “سنطور علاقاتنا مع جيراننا، ولاتوجد أسباب كثيرة تدعو لتدهور علاقاتنا وصراعنا مع دول المنطقة بما فيها سوريا والعراق ومصر، بل ثمة أسباب كثيرة لتطويرها، وسنمضي قدما بذلك إن شاء الله”.
وتابع “من اليوم فصاعدا، سنطور علاقاتنا مع كافة البلدان المحيطة بالبحرين الأسود والأبيض المتوسط، وسنقلل خلافاتنا للحد الأدنى”.
وحول العلاقات التركية الروسية، اعتبر رئيس الوزراء التركي، أنَّ “بلاده كانت على حق (فيما يتعلق بموقف أنقرة من إسقاط الطائرة الروسية)، إلا أنَّ العداء بين الدول لايستمر إلى ما لا نهاية”.
وبين أن “العلاقات بين الساسة قد تسوء، إلا أنَّ المهم هو الإصغاء لما تقوله الشعوب، فمنذ البداية رفض الشعبان التركي والروسي هذا البرود في العلاقات، وفي نهاية المطاف أصغى الطرفان التركي والروسي لصوت الشعب، وعادت العلاقات لطبيعتها”.
وساءت العلاقات بين أنقرة وموسكو، على خلفية حادث إسقاط تركيا لطائرة روسية من طراز “سوخوي – 24″، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي.
وبدأت بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية عقب إرسال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 27 حزيران/يونيو الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل. وفي اليوم التالي جرى اتصال هاتفي بي الزعيمين اتفقا فيه على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، وأوعز بوتين إلى حكومته برفع القيود المفروضة على التجارة والمنتجات التركية والرحلات الجوية.
وفي نفس اليوم أعلن الطرفان الإسرائيلي والتركي التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، وقال بن علي يلدريم وقتها، إنَّ تل أبيب نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة “مافي مرمرة” التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفي ناشط عاشر لاحقًا متأثرًا بجراحه.
وبين رئيس الحكومة التركية في كلمته، اليوم، أنَّ من أولى ثمار تفاهم تركيا مع إسرائيل هو إرسال “هدية عيد” لقطاع غزة، بتوجه سفينة مساعدات تركية على متنها 11 طنا من المساعدات الإنسانية.