أكد كمال الطويل عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، أن ما حصل في تركيا الليلة الفائتة هو محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من قطاعات ووحدات الجيش التركي حاولت السيطرة على الأماكن المفصلية والحساسة بالدولة التركية، مشيرا إلى أنها كانت ليلة طويلة عاشها الشعب السوري في الداخل والخارج بكل تفاصيلها وسط كل مشاعر القلق والحذر والترقب.
وقال الطويل، في حديث للمكتب الإعلامي بالتيار، إن العمليات بدأت بأنقرة بمحاولة السيطرة على التلفزيون الرسمي وهيئة الأركان، ومن ثم محاولة السيطرة على مبنى المخابرات ومبنى الأمن الداخلي وإظهار سقوط الدولة ومفاصلها السيادية بأيدي هذه الوحدات، ثم إعلان البيان رقم واحد، والمحاولة الثانية كانت السيطرة على مطار أتاتورك وشل حركة النقل بشكل كامل في مدينة اسطنبول، ولكن الاشتباكات بالإضافة إلى نزول الدبابات والطيران المروحي كان أكثر في أنقرة، وذلك لأن أنقرة هي العاصمة ذات البعد السياسي وتواجد كل أجهزة الحكومة المركزية، بالإضافة إلى تواجد السفارات هناك.
وأضاف الطويل أن الحكومة التركية استغلت الحالة الدينية أحسن استغلال بالدعوة للتكبير في المساجد والطلب من المسؤولين عن المساجد دعوة الناس للنزول إلى الشوارع والاعتصام في الساحات وإطلاق المسيرات بالسيارات، وهنا، ولأن الانقلابيين كانت أعدادهم قليلة أصبحوا أمام أفواج بشرية، ومع أن الانقلابيين ركزوا على أن يكون الانقلاب ليلا والناس مختبئين في البيوت نتيجة الحالة الأمنية وفرض الأحكام العرفية وما إلى ذلك، وأنهم سيحاولوا الوصول إلى أن يتحكموا بمفاصل الدولة، إلا أن نزول الناس أفشل هذا العنصر الحيوي والأساسي في نجاح الانقلاب.
ونوه عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري إلى أن تعامل الدولة التركية مع الموضوع “حقيقة” كان بمنتهى الهدوء، وهذا الأمر يحسب لها، حيث استغلت عدة الأمور؛ استغلت ضعف العملية الانقلابية بحد ذاتها، وأثبتت أنها دولة تعمل بأجهزة مختلفة، وطلبت من الشعب أن يساندها ضد الانقلاب ودعته للنزول إلى الشوارع والميادين لكي يقع الانقلابيون في مأزق أمام الشعب التركي، فهل سيردون على الشعب التركي الأعزل بإطلاق النار أم لا، كما طرحت الحكومة التركية بتصريحاتها الرسمية أنها هي الحكومة المنتخبة وأن الديمقراطية ستبقى، للإشارة للغرب بأن الانقلابيين ضد الشرعية، وأن الشرعية معها، وطبقت هذا الكلام عمليا بأن دعت الشعب للنزول إلى الشارع، واستجاب الشارع لها.
الجانب الآخر الذي عملت عليه الحكومة التركية، بحسب الطويل، هو أن يقوم الأمن التركي، وليس الشرطة التركية، بالسيطرة على المقرات الحكومية والأماكن السيادية، بمعنى أن يقوم جهاز الأمن التركي “المدرب تدريبا جيدا ومسلح تسليحا نوعيا” بالسيطرة على الأماكن التي حاول الانقلابيون السيطرة عليها واسترجاعها منهم، ومن ثم كان الرد على مروحيات الانقلابيين بالطيران الحربي وخرق جدار الصوت وإسقاط مروحية، كما قيل في وسائل الإعلام، والتهديد بإسقاط أي مروحية للانقلابيين.
وأشار إلى أن المعارضة التركية السياسية وقفت إلى جانب حكومة أردوغان المنتخبة، وأعلنت أنها ضد الانقلابات، وأن زمن الانقلابات قد ولى، وأن تركيا هي دولة ديمقراطية، وهذا يحسب لها، كما أن خصوم أردوغان السياسيين وحتى بعض الأصدقاء القدامى مثل عبد الله غول وداوود أوغلو وقفوا مع أردوغان وحكومته المنتخبة وأعلنوا رفضهم للانقلاب ودعمهم للشرعية، والبرلمان التركي أيضا أعلن أنه سيعقد جلسة فورية أو سيؤجلها لليوم التالي، وأكد على أنه مصدر السلطات، وأعلن أنه هو الشرعية المطلقة وليس العسكر، وكانت هذه الخطوة أيضا مهمة جدا.
وقال إن دعوة الناس للذهاب إلى مطار أتاتورك واستقبال أردوغان، لأن طائرته كانت ستحط في المطار، وظهور أردوغان على شاشة التلفزيون وهو يلقي خطابه ويدخل إلى مدينة اسطنبول والأفواج كلها بانتظاره، كان هذا أيضا إشارة لافتة وكأنه فتح اسطنبول مرة أخرى.
أما عن ردة فعل الشارع السوري في تركيا، أكد الطويل أنها كانت ضد العملية الانقلابية، والكثير من السوريين التزموا الحياد باعتبارهم ضيوف ولم يشاركوا والتزموا بيوتهم وقلوبهم على حكومة أردوغان لأنهم كانوا خائفين من تسلط الانقلابيين، ووضع الوجود السوري في تركيا على المحك، نتيجة وجود 2.7 مليون سوري في تركيا، وبعض السوريين نزلوا إلى الساحات والشوارع عندما قيل لهم انزلوا بعد استقرار وهدوء الأوضاع نسبيا.
وأضاف: أما السوريون الموالون في الداخل فقد أطلقوا النار ابتهاجا في حلب وطرطوس واللاذقية وفي أحياء دمشق، في الأماكن التي يسيطر عليها النظام، وبدؤوا يطبلون ويزمرون للعملية الانقلابية، ويشمتون بالشعب السوري الذي يعيش في تركيا وما سيحصل له، أما بالنسبة للقنوات الرسمية السورية والإعلام السوري عامة، فمن تابعهم سيجد أنه تعاملوا بنفس الطريقة التي كانوا يتعاملون فيها مع أحداث الثورة السورية حيث نشروا الأكاذيب ولفقوا الأخبار الكاذبة عن الأحداث بحيث تظهر المحاولة الانقلابية كانقلاب ناجح أطاح بحكم أردوغان وحزب العدالة والتنمية في تركيا.