استنكر واصف الزاب، رئيس هيئة الرقابة في تيار الغد السوري، الجريمة التي ارتكبتها طائرات التحالف الدولي في قرية التوخار في ريف مدينة منبج مؤخرا والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء والمدنيين، مؤكدا أن ما حدث في منبج يدل على استخفاف العالم بأرواح السوريين المدنيين ودمائهم.
وقال الزاب، في حوار مع المكتب الإعلامي بتيار الغد السوري، إن ما حدث في منبج يدل على استخفاف بأرواح السوريين المدنيين ودمائهم وهو أمر غير مستوعب وغير مفهوم أبدا، فكل دول العالم باتت تأتي إلى سوريا لتصفية حساباتها السياسية على حساب دماء أطفالنا ونساءنا.
كما أكد رئيس هيئة الرقابة في تيار الغد السوري أنه لا يعتقد أن ما تم في منبج “خطأ” بل إنه يرتقي إلى “جريمة حرب”، فمن غير المعقول أن يتم استهداف المئات من المدنيين بهذا الشكل الهمجي والعشوائي، وما نخشاه أن يكون الموضوع مرتبط بأهداف سياسية بين أعضاء التحالف الدولي للضغط على روسيا وتركيا وإثبات دور التحالف في المنطقة من خلال هذا التدخل الفج.
وقال الزاب: للأسف، الدول التي تصنف نفسها كدول كبرى وديمقراطية، لايمكن ان نصفها بالديمقراطية في تعاملاتها الدولية، وتمارس الديمقراطية بالشكل الذي يناسبها داخليا فقط، فيما تمارس أبشع صور التصلف في سياساتها ومواقفها الخارجية.
ونوّه إلى أنه حتى الآن لم يصدر أي تبرير واضح ومقنع لهذه المجازر التي ارتكبت في منبج، على أي أساس تم هذا الاستهداف، وهذا الموضوع برأيي مقصود وهو سياسي إلا إذا ثبت العكس، وعلى المعارضة السورية أن تطالب بتوضيحات، ومن غير المقبول أن يصبح الدم السوري رخيصا لهذه الدرجة.
وأشار الزاب إلى أن أي عملية يقوم بها شخص أو مجموعة في أوروبا ندفع نحن السوريون ثمنها من دماء أطفالنا، ونحن نرفض أن تتم الحرب على الإرهاب على حساب المدنيين السوريين، وإذا لم يكن هناك استراتيجية واضحة للغرب في الحرب على الإرهاب فهذه مشكلته، وإذا لم يكن لديه وسائل ناجعة للقيام بهذه الحرب فهذه مشكلته.
وأضاف، أعتقد أن الموضوع أصبح أكثر من ذلك الآن، لقد أصبحوا إذا ما استهدفوا أهدافا في منبج أو دير الزور أو الرقة أو أي مدينة سورية وقتلوا مدنيين سوريين يعتبرون أنفسهم قد انتقموا لعمليات نفذها داعش في أوروبا هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية، ربما يحاول التحالف الدولي أن يوصل رسالة أن التحالف مازال موجودا وفاعلا ويؤدي مهامه في الحرب على الإرهاب بغية تحقيق أهداف سياسية وشعبوية في أوروبا.
وأدان الزاب ما وقع في قرية التوخار وقال: لذلك نحن ندين بأشد العبارات استهداف المدنيين في سوريا، ولا نقبل أبدا تحت أية ذريعة قتل 200 سوري مقابل قتل عنصر واحد من داعش، فالحرب بهذه الطريقة غير مقبولة، ويجب أن تكون الضربات أكثر دقة ولديهم من التقنيات والأسلحة الذكية ما يمكنهم من تجنب استهداف المدنيين، وغير مبرر على الإطلاق الاستخدام العشوائي للقوة مع المدنيين، لقد أصبح الإنسان السوري مستهدفا من الدول الغربية كلها حتى من التحالف الدولي والأسد والتنظيمات الإرهابية.
وتعليقا على الاتفاق الروسي الأمريكي الأوروبي الأخير حول التنسيق المزمع في سوريا، قال رئيس هيئة الرقابة في تيار الغد السوري: أعتقد أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة، ولكن اللافت هو عودة أمريكا للتنسيق بشكل أكبر مع أوروبا بعد الانقلاب الفاشل في تركيا حيث عادت أمريكا لإعطاء زخم أكبر لدورها في المنطقة وسوريا، ولكن أيضا دون أي اعتبار لمصلحة الشعب السوري وما يبذله من دماء، وإنما فقط لاعتبارات لها علاقة بالمصالح الغربية في سوريا والمنطقة وبشكل صريح وفج.