تواصل القصف الجوي من قبل طائرات الأسد على مخيم خان الشيح بريف دمشق، فيما قضى لاجئ فلسطيني من أبناء مخيم درعا أثناء محاولته تأمين مياه الشرب لأهالي المخيم، كما قتل آخر إثر قصف على منطقة الأتارب بريف إدلب.
حيث قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في تقرير لها يوم أمس الثلاثاء، إن اللاجئ الفلسطيني “رضوان خليل الفشتكي” متأثراً بجراحه نتيجة إصابته بطلقة مضاد أرضي أثناء تعبئته مياه الشرب لأهالي مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين، فيما قضى الفلسطيني “يحيى الدسوقي” من أبناء مخيم النيرب، جراء القصف الذي استهدف منطقة الأتارب بريف إدلب.
وفي ريف دمشق، حيث شنّت الطائرات الحربية الروسية والسورية، غارات عنيفة استهدفت أطراف مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين والبلدات والمزارع المحيطة به، اقتصرت أضرارها على الماديات، وخلفت حالة من الرعب والهلع بين الأهالي خوفاً من استهدافهم مجدداً.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد أعمال القصف المتكررة التي تستهدف المخيم ومحيطه بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة من قصف جوي ومدفعي يستهدف المنطقة بشكل متكرر، حيث يسجل بشكل شبه يومي استهداف المزارع والبلدات المحيطة بالمخيم بالبراميل والمتفجرة والقذائف المدفعية.
هذا فيما أصدرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في لندن، مساء أمس، تقريرها التوثيقي بعنوان “الإحصاءات التفصيلية للضحايا والمعتقلين والمهجرين من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا حتى منتصف (2016)”.
التقرير يوثق (3275) ضحية من اللاجئين الفلسطينيين السوريين الذين قضوا لأسباب مباشرة كالقصف والاشتباكات والتعذيب في المعتقلات والتفجيرات والحصار، وأسباب غير مباشرة كالغرق أثناء محاولات الوصول إلى أوروبا وذلك عبر ما بات يعرف بـ “قوارب الموت”. كما يشير التقرير إلى أن المجموعة وثقت (1088) معتقلاً فلسطينياً في السجون السورية، بينهم (75) امرأة.
أما فيما يتعلق بفلسطينيي سوريا الذين أجبرتهم الحرب على ترك مخيماتهم، فيشير التقرير إلى أن أكثر (150) ألف لاجئ فلسطينيي سوريا، قد هُجروا إلى لبنان وتركيا والأردن ومصر وليبيا وأوروبا، حيث يشكل عدد من وصلوا إلى أوروبا النسبة الأكبر مسجلين وفق احصاءات غير رسمية ما يزيد عن (80) ألف لاجئ.
من جهته، أكد منسق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أحمد حسين، في تصريح لصحيفة “فلسطين” إن المخيمات الفلسطينية تعرضت في سوريا لأنواع متعددة من الانتهاكات من قصف وتدمير إلى الحصار والتجويع مروراً بكل ما يطال الإنسان الفلسطيني من قتل واعتقال وحرمان من الحقوق وليس انتهاء بالتعذيب”.
وأضاف حسين أن النموذج الفلسطيني في سوريا، انحدر للأسوأ على مدار سنوات الأزمة والحرب الدائرة، وبات الفلسطيني يعاني من تبعات الحرب وآثارها بشكل يفوق المواطن السوري نفسه أحياناً.
وأوضح أن الفلسطيني اللاجئ لم يكن في منأى عن قائمة الاستهداف لكل الجهات المتصارعة في سوريا، مشيرا الى أنه يمكن القول إن وجوده كأقلية تفتقر للظهر والسند جعله مستضعفا إلى حد كبير ومستساغاً ليتم توظيفه في أجندات الطرفين.
وأكد أن نظام الأسد وظّف العنصر الفلسطيني لخدمة أهدافه وذلك عبر تجنيد أعداد من الفلسطينيين في ما يسمى باللجان الشعبية التي تسانده في المواجهة مع قوى المعارضة وفي السيطرة على الأحياء والمناطق التي تشهد توتراً أمنيا، وقد ساهمت في تورط الفلسطيني في هذا العمل.
وشدد حسين على أنه وفي ذات الوقت ارتكبت مجموعات من المعارضة انتهاكات عديدة بحق المخيمات بعضها يرقى إلى مستوى الجريمة والقتل، وبعضها ساهم في صناعة مصير مأساوي لمخيمات كبرى مثل مخيم اليرموك، مؤكداً أن اقحام الفلسطيني في أتون الصراع لا يخدم الفلسطينيين بقدر ما يخدم الأجندات السياسية الغريبة.
ورأى حسين أن المسؤولية الأولى في تحييد اللاجئين عن الزج ضمن أجندات سياسية ضمن الصراع الدائر تقع على منظمة التحرير والسفارة الفلسطينية في دمشق، بحيث تسعى وتعمل إلى وضع المخيمات على خارطة العمل واجتراح الحلول المناسبة له.