الطائفة العلوية لا تحمل أوزار عائلة الأسد ونظلم الطائفة العلوية عندما نحملها أوزار عائلة الأسد، وقد استخدم الأسد الطائفة العلوية ثم لفظها بعد أن حقق مآربه منها، كما لفظ حزب البعث قبلها، فطرد مؤسسيه، ومات معظمهم خارج سوريا، ولم يسمح لذويهم حتى بدفنهم في سوريا، ثم انقلب على شقيقه “كبير المجرمين” رفعت الأسد، الذي كان ساعده الأيمن في جرائمه، والذي قتل عشرات الألوف من السوريين في حماة وحلب وإدلب من أجل تثبيت حكم شقيقه، وانقلب على شقيقه ليورث ملكية سوريا لأبنائه، وطرد مع شقيقه مئات الضباط العلويين أيضاً.
الطائفة العلوية مظلومة عندما نحملها أوزار عائلة الأسد، ولذلك نحن ننتظر من الطائفة العلوية وقفة وضوح وجلاء، وقفة صراحة ووطنية ووفاء، عليهم أن يعلنوا بكل صدق وأمانة براءتهم من عائلة الأسد، ووقوفهم مع الشعب، وانضمامهم للثورة المباركة، فمتى سيأخذ “الضعفاء” من الشعب السوري حقهم من الاسد الابن؟!.
هل أتى الزمن الذي يريد به الله أن يأخذ الشعب السوري حقه من ابن حافظ الاسد الذي ينتمي إلى عائلة ليس لها أصل ولا انتماء، والتي يقال إنها من أصول فارسية وتحديدا من يهود أصفهان.
فهذه العائلة يتردد أنها قدمت من أصفهان إيران، واستقرت هجرتها في لواء اسكندرون، ثم قدم الجد الأعلى لهذه العائلة “سليمان الوحش” لاجئاً إلى قرية “القرداحة”.
وتعتبر القرداحة مركز تجمع الطائفة العلوية، منذ زمن بعيد، وعائلة الوحش ألصقت نفسها بالطائفة العلوية زوراً وبهتاناً، وذلك عندما حط سليمان الوحش رحاله في القرداحة، تصدق عليه رجل كريم من أهل القرية ببيته القديم، وهو عبارة عن بيت متواضع جدا في مدخل القرداحة، وكون سليمان الوحش حل ضيفا على أهل القرية، تسارع أهل القرية لإكرامه، فمن كانت عنده أثاث أعطاها له، ومن كان لديه كساء كساه إياه، ومن كان لديه طعام أطعمه إياه، لأنه رجل غريب، ولا أرض له، ولا مال عنده، حتى سمي بيته “بيت الحسنة”، أي موضع الصدقة.
لقد أضاعت هذه العائلة المجرمة وأفسدت كل شيء في سوريا، باعت الجولان ، وكأن الوطن يباع ويشترى كما تريد وتهوى عائلة الأسد، كما عملت على ذبح وقتل كل جميل في سوريا، فقد عملت على قتل الدين والأخلاق والقيم والمبادئ والمثل، فعملت هذه العائلة بطريقة مبرمجة وممنهجة على هدم الدين، ومكنت للمد الايراني وسمحت لهم ببناء المراكز في قلب ديار سوريا، وسمحت بترويج المخدرات بأشكالها المختلفة والمتنوعة في صفوف الشباب والشابات، تقصد من ذلك الفساد والإفساد، وصرف الشباب عن دورهم الريادي في النهوض بالأمة.
عائلة الأسد كالسرطان والوباء، لا يتحرك فيها ناموس ولا ضمير، ولا أخلاق ولا قيم، ولا مبادئ ولا وطنية، لأنهم غرباء عن جسم الأمة السورية الأصيلة، فالأسد استطاع أن يغير الملامح الحقيقية لسوريا، واستطاع أن يستغل الطائفة العلوية. والآن كل مايجري وكل ماهو دعم كبير لعائلة الأسد من كل من يدّعي أنه صديق للشعب السوري فهو كاذب، إذ أوضحت الخمس سنوات الماضية أن هذا الدعم إنما هو للأسد وزمرته وحاشيته الضيقة ولا علاقة للشعب. وأن هذا الشعب كل ما قُدِم له من دعم لم يكن سوى تهجيره وقتله وتشريده وتشتيته ليصبح، كما يرى بعض الباحثين أن التغيير الديمغرافي بات واقعا من أجل المراحل المقبلة القادمة لتكون الدولة الفارسية هي حاكم المنطقة لتتفرغ إسرائيل لقيادة الشرق الأوسط وتكون مقدرات هذه الأمم بيد الدول العظمى الخمس حاكمة مجلس الأمن، وتكون إسرائيل وإيران قادرتان على العمل كشرطي وضابط إيقاع المنطقة.
واليوم وبعد كل ما تقدم وسيتقدم، وكل ما تم طرحه من قِبل من يسمون أنفسهم ممثلين للشعب السوري، بات واضحا أنهم عملاء لهذه الدول، يتحملون المسؤولية كما يتحملها الأسد ومجموعته، ولابد من أن ينتفض هذا الشعب الذي فقد القدرة على الاختيار أو حتى التفكير بالسؤال عن بديل لهؤلاء بأناس شرفاء يتم التوافق عليهم من قبل الشعب أولا، وإلا فالأمر خطير جدا، حيث إن الظلم والقهر الذي عاشه هذا الشعب في عهد عائلة الأسد سيعيش أسوأ منه في ظل تقسيم قادم، وفي ظل مليشيات باتت تحكمه وتضطهده باسماء مختلفة.
غياث حمود
