أكد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي أن حكومة خادم الحرمين الشريفين قلقة من استمرار معاناة الأطفال في سوريا نتيجة الحرب التي يشنها النظام على الشعب السوري، مشيراً إلى أن “قوات النظام ماضية في جرائمها بحق المدنيين في سوريا”.
وقال المعلمي، خلال جلسة مجلس الأمن التي يناقش فيها تقرير الأمم المتحدة حول الأطفال في مناطق النزاعات والحروب، إن “الميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله الإرهابية تنتهك حقوق الأطفال في سوريا”، مشيراً إلى أن “نظام الأسد يرتكب مجزرة بحق المدنيين في حلب”، مناشداً مجلس الأمن “تقديم الحماية الفورية للأطفال في سوريا”.
وأضاف أن السعودية تؤمن بأنه لا مبرر لاستهداف الأطفال، مؤكدا أن قوات التحالف التي تقاتل ميليشيا الحوثي وفلول علي عبد الله صالح في اليمن، لم تحتجز أي طفل من الذين جندتهم ميليشيات الحوثي. وفيما يخص القضية الفلسطينية، طالب المعلمي بإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها حقوق الفلسطينيين، محملا إسرائيل المسؤولية الجنائية عن انتهاكات حقوق الأطفال.
وبيّن مندوب السعودية في الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن، أن المملكة ساندت جهود إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الدولي إلى اليمن، وطالب الأمم المتحدة بالتحقق من مصادر ومعلومات تقاريرها، مشيرا إلى أن السعودية مستمرة في تقديم المساعدات للاجئين اليمنيين وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية في كل أنحاء اليمن وفي دول الجوار حيث يلجأ اليمنيون في جيبوتي وأريتيريا والسودان.
من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رفع اسم التحالف من تقرير الانتهاكات ضد الأطفال في اليمن. وذكر الأمين العام للأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن التي يناقش فيها تقرير الأمم المتحدة حول الأطفال في مناطق النزاعات والحروب، أن أكثر من نصف اللاجئين في العالم هم أطفال خائفون، موضحا أن الأمم المتحدة تحتاج إلى دعم سياسي ومادي لحماية الأطفال. وبحسب تقارير حقوقية فإن الحوثيين قاموا بتجنيد قرابة 2500 طفل بين سن 7 و12 عاماً وتم دفعهم إلى جبهات القتال.
جاء ذلك في كلمة المملكة، يوم أمس الثلاثاء، أمام مجلس الأمن حول المناقشة المفتوحة بشأن البند “الأطفال في النزاع المسلح”، التي ألقاها سفير المملكة لدى الأمم المتحدة، والتي قال فيها أيضا: “نحتفي اليوم بمرور عشرين عاماً منذ إطلاق تقرير جراسا ماشيل حول أثر النزاعات المسلحة على الأطفال، وبالرغم من العمل المتواصل لضمان حماية الأطفال منذ إدراج هذا البند على أجندة مجلس الأمن، ومن الرغم تحقيق بعض الإنجازات مثل حملة “أطفال لا جنود” وغيرها من المبادرات الهامة إلا أن الأطفال لا يزالون في مقدمة ضحايا النزاعات المسلحة”.
وتابع: “وفد بلادي يعبر عن بالغ القلق إزاء تصاعد وتيرة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب ضد الأطفال، وإننا ندين بأشد العبارات ما ورد في تقرير الأمين العام حول قيام الجماعات المسلحة من غير الدول مثل حركة الشباب، وبوكو حرام، و داعش، بالإضافة إلى الميليشيات الطائفية مثل حزب لله وقوات الحشد الشعبي من قتل الأطفال وتشويههم وتجنيدهم واستغلالهم، واختطافهم وحرمانهم من الحرية، وتعريضهم لجرائم العنف الجنسي، كما أن تفاقم مسألة النازحين بسبب النزاع تسببت في تعريض الأطفال لانتهاكات إنسانية جسيمة كما هو الحال في سوريا وجنوب السودان”.